يستعين بفريق عمل لشطب منافسيه على السراي السنيورة «مرشداً عاماً» لتيار المستقبل و«14 آذار» وعينه على رئاسة الحكومة بعد الاستحقاق

محمد ابراهيم

يقود رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة فريق عمل متشدّداً من خارج كتلة تيار «المستقبل» وداخلها لتعزيز موقعه واستقلالية حركته قدر الإمكان، خاصة في السباق إلى رئاسة الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد. ويراهن في هذا الصدد على استمرار بقاء رئيس التيار سعد الحريري خارج البلاد ليكون الرقم واحد في لائحة المرشّحين لرئاسة الحكومة، خاصة مع بروز مرشحين آخرين من داخل التيار وبخاصة الوزيرين أشرف ريفي ونهاد المشنوق. ولا يقتصر طموحه على تحقيق هذا الهدف، بل يسعى منذ زمن إلى تأكيد حضوره السياسي كـ«مرشد» ليس لـ«المستقبل» فحسب، بل أيضاً لقوى «14 آذار»، مع الإشارة إلى أن العلاقة مع الحريري تبقى في دائرة «علاقة الضرورة»، على الأقل من جانبه.

يحاول السنيورة، بحسب مصدر سياسي بارز، نسج علاقات في الداخل والخارج معتمداً على الرصد الذي جمعه أثناء ترؤسه الحكومة، وتلك العلاقات التي تربطه بجهات دولية إن بشكل مباشر أم عن طريق السفارات في لبنان. أما في الداخل فوسع دائرة حركته في اتجاه سائر الكتل، ما عدا حزب الله، سعياً إلى تثبيت موقعه التفاوضي مع الطرف الآخر حول كل شاردة وواردة، وانطلاقاً من ذلك راح يمسك بالملفات السياسية والاقتصادية والإدارية، مكرّساً نفسه المفاوض الأول لا عن «المستقبل» بل عن «14 آذار».

يضيف المصدر أنه بعد تمكّن الحكومة من تحقيق خطوات مهمة على صعيد الأمن والإدارة، أصيب السنيورة بـ«نقزة» غير عادية فسارع إلى ابتكار العراقيل في وجهها أو إحراج رئيسها تمام سلام الذي يعتبر أحد أبرز المنافسين له. وبرز هذا الدور في جلسة مجلس النواب إذ أوعز إلى النائب غازي يوسف لتجديد دعوة الحكومة إلى طلب استرداد مشروع سلسلة الرتب والرواتب بغية رمي الكرة وحشرها وإحراج رئيسها. وتفيد المعلومات بأن سلام حاول تجنّب تجرّع هذه الكأس قبل الجلسة وخلالها، واضطر إلى الرد على النائب مروان حماده الذي شارك أيضاً، بالتنسيق مع السنيورة، في توريطه، عبر التركيز على صمت الحكومة حيال موضوع السلسلة. وتضيف أن سلام كاد يطلب مع احتدام المناقشة استرداد السلسلة محققاً ما يتمنّاه السنيورة، لكن إدارة رئيس مجلس النواب نبيه بري للجلسة وإصراره على السير في مناقشة السلسلة والتصويت على موادها أنقذ رئيس الحكومة من الفخ الذي نصبه له غريمه.

يرى المصدر السياسي أن السنيورة وضع أمام نصب عينيه هدفين، إما إسقاط السلسلة وطي صفحتها حتى إشعار آخر، أو رمي كتلة النار هذه إلى حكومة سلام لتوجه نقمة المعلمين والموظفين إليها، ما يضعها في وضع لا تحسد عليه ويشلّ حركتها، وربما يؤدي إلى إسقاطها. فالسنيورة يسعى إلى إضعاف سلام وتحويله إلى رئيس حكومة لا حول ولا قوّة له، وبالتالي خفض أسهمه إلى أدنى درجة، وبذلك يكون تخلّص قبل الاستحقاق الرئاسي من أحد أبرز المنافسين والمرشحين للعودة إلى رئاسة الحكومة إذا تمّ انتخاب رئيس الجمهورية الجديد. ويعرف السنيورة أن لدى كل من الوزيرين ريفي والمشنوق طموح الوصول إلى رئاسة الوزارة، لكنه يعتقد أنهما لم يحظيا حتى الآن بتزكية من رئيس تيار «المستقبل» أو من المملكة العربية السعودية، وإن كانا يعتبران مقرّبين منها. لذا لا يفوّت فرصة في هذه الفترة لتأكيد حضوره وقوته، ظانّاً أنّه يغدو المرشّح الأقوى والأوفر حظاً لرئاسة الحكومة المقبلة، ويستعين لتعزيز موقعه وقوّته بفريق سياسي يضم عدداً من النواب والمستشارين، برز منهم في جلسة مجلس النواب مروان حماده وغازي يوسف وأحمد فتفت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى