خريطة طريق للبناء والعمل

د. رأفات أحمد

… وانتصر الأسد

وزيّن انتصاره بطرائق واضحة المعالم دقيقة الهدف. هذه الطرائق أعلنها واثقاً في خطابه يوم 16/7/2014، يوم خطاب قسم العز، قسم الانتصار، قسم رئاسة الجمهورية لولاية دستورية جديدة.

لا بدّ من أن يشكل هذا القسم انعطافاَ مهماً في يوميات الحرب الكونية على سورية. إنه خطاب ثقة النفس والشعب، وأمر بالعمل، وإيحاء وتوعّد لكلّ فاسد وخائن، وتنبيه لكلّ متخاذل أو متكاسل. بادئ ذي بدء أعلن سيادته موت ما أسموه زوراً وبهتاناً «ربيعاً عربياَ» و«ثورة حرية»!

في السياسة الداخلية: وضح الرئيس الأسد المحاور الأساسية للعمل في عدة مجالات لا مناصّ من تعويمها، فكانت كلماته واضحة وتوجيهاته لا لبس فيها.

تتجلّى أولويات المرحلة المقبلة بمساندة جيشنا البطل وإيلاء ملف المخطوفين والمفقودين والجرحى المصابين أهمية عليا، ولا أولوية تعلو على ذلك.

على الصعيد الأمني والعسكري، سورية مستمرة في ضرب الإرهاب في كلّ مكان، ولا مكان للمجرمين في سورية، ومن عقّ من الأبناء السوريين فإنّ طريق التوبة مفتوح، وأما من خان فلا مكان له لا في التمثيل الرسمي ولا في قلوب السوريين، وأمّا أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر فعوائلهم في القلب والعين ولهم كلّ الاهتمام والرعاية.

في قضايا الفساد سيطبّق مبدأ المحاسبة في حق الفاسدين والمفسدين، لكنه ليس السبيل الوحيد لمكافحة الفساد المتأصّل، إنما يسانده في ذلك الإصلاح الإداري الذي يستند إلى أسس علمية في الإدارة والتخطيط.

وإن يكن الجزء الأكبر من الشعب السوري واعياً وتصدّى للحرب الكونية ضد سورية، فإن هناك نسبة منه لا يمكن تجاهلها استندت إليها هذه الحرب بسبب غرقها في الجهل وانعدام الأخلاق لديها، ما شوّه الدين والشرف لديها وحرّف مفهوم الانتماء الوطن فكراً وممارسة.

إذن، أيها التربويّون، أمامكم الكثير من العمل ونعوّل عليكم في المرحلة المقبلة لبناء جيل صحي أخلاقي. التربية والأخلاق أساس، ومسؤولية الدولة أولاً والأسرة ثانياً.

لموضوع إعداد رجالات الدين الأهمية الكبرى، ولا بدّ من إعادة النظر في مناهج إعدادهم والاتساق بين القول والفعل لدى رجل الدين. أمّا الإعلام فأمامه مهمة كبيرة تقع على عاتقه وليس مجرد الانتقاد والإشارة إلى مواقع الخلل، إنما كذلك إجراء التحقيقات اللازمة حول المسؤولين عن قضايا الفساد وتقديم الإثباتات اللازمة لتقديمها إلى القضاء.

إعادة الإعمار ستشمل جميع البنى التحتية لينعكس بشكل طبيعي على المناحي الاقتصادية الأخرى كافة.

في السياسة الخارجية : تبقى فلسطين هي البوصلة، ويخطئ من يظن أنّ الأسد يختزل القضية الفلسطينية بثلّة من خونة باعوا قضيتهم مقابل دولارات خضراء وليال حمراء رخيصة مبتذلة بعد تاريخ طويل من نضالٍ دامٍ، ونعني حتماً قادة حماس. بلى، فلسطين ليست حماس، أو هي على الأقلّ ليست كذلك بالنسبة إلى الرئيس الأسد.

برنامج عمل متكامل أيها السوريون قد انطلق، ولا تكاسل ولا تراجع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى