عباس يلتقي مشعل ومدير الاستخبارات القطري زار كيان العدو

في وقت كشفت مصادر مطلعة عن زيارة مدير الاستخبارات القطري سعادة الكبيسى كيان العدو أخيراً، لتنسيق المواقف بشأن وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، التقى رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته، محمود عباس وخالد مشعل في الدوحة، وسط معلومات عن تقدم ملموس في بحث الورقة المصرية واتجاه لرفع الحصار عن غزة من بوابة التوافق الوطني، وذلك بالتزامن مع تنقل رئيس الاستخبارات الفلسطيني من العاصمة القطرية إلى القاهرة حاملاً مسودة اتفاق.

وكانت مصادر مطلعة أكدت لوكالة الأنباء الإيرانية «فارس»، أن التدخل القطري يأتي بطلب رسمي من حكومة العدو، بسبب تكبده خسائر كبيرة على مدار اليومين الماضيين.

وأشارت الوكالة إلى أن الاستخبارات القطرية قامت بإمداد الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل» بكل التفاصيل التى تدور في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن الدوحة أبلغت «تل أبيب» برفض حماس المبادرة المصرية، قبل إعلانها ذلك في شكل رسمي بــ24 ساعة.

وكانت صحيفة «إسرائيل اليوم» المقربة من رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، قد كشفت النقاب الجمعة الماضية، عن أن «إسرائيل» وافقت على دور لقطر فى اتصالات وقف إطلاق النار، شرط أن تنضم الإمارة إلى المسار المصري، وألا تتخذ مساراً خاصاً بها.

وفي سياق التحركات نفسها أكد مصدر في فلسطين المحتلة إن رئيس الاستخبارات الفلسطيني حمل مسودة اتفاق لوقف النار في قطاع غزة، وانتقل بها من الدوحة إلى القاهرة. ويأتي هذا التطور عقب لقاء عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في العاصمة القطرية.

وأفاد المصدر أن اللقاء الذي جمع أول من أمس الأحد بين عباس وأمير قطر لاقى تقدماً ملموساً في بحث الورقة المصرية وساهم في ذلك الموقف التركي، الأمر الذي أفضى إلى فكرة وقف إطلاق نار فوري على أساس الورقة المصرية مع ضمانات دولية وعربية لرفع الحصار عن قطاع غزة.

وفي هذا الصدد قالت المصادر «إن رفع الحصار عن غزة سيكون من بوابة حكومة التوافق الوطني وإن مصر وافقت على ذلك مع باقي التفاصيل اللازمة لتنفيذ عاجل للأمر ضمن انتشار أمن الرئاسة على معبر رفح».

وكشفت المصادر أن رئيس السلطة سيسعى جاهداً لاصطحاب مشعل معه إلى القاهرة للقاء حيث يتحتم الإعلان عن وقف إطلاق نار تحت مسمى إنساني لتجاوز أية خلافات في المسميات.

وكان عباس التقى في العاصمة القطرية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وبحثا العدوان الإرهابي على قطاع غزة. ودان عباس الجرائم «الإسرائيلية» وبخاصة مجزرة الشجاعية داعياً مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الجهود الدولية تنصب جميعها باتجاه وقف العدوانِ «الإسرائيليّ» على غزة. وأضاف: «أن مصر وقطر تضعان خلافاتهما جانباً من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار».

هنية يرحب

وجدد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، بترحيب الحركة بكل تحرك «جاد ومخلص» لوقف العدوان، ومشدداً على أن غزة قررت أن تنهي الحصار بدمها ومقاومتها. وقال إن الحركة لا تزال ترحب بكل تحرك «جاد ومخلص لوقف العدوان».

وكرر هنية مطالب «حماس» وفي مقدمها «رفع الحصار وضمان عدم تكرار العدوان»، مشدداً أن غزة قررت أن تنهي الحصار بدمها ومقاومتها، داعياً كل شعوب العالم الى «أن تقف إلى جانب غزة ومطالبها».

وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إن «المقاومة تثبت أن غزة هي مقبرة للاحتلال»، لافتاً إلى أن «الحرب البرية تؤكد فشل العدوان الجوي على القطاع».

وحول استمرار الإحتلال في ارتكاب المجازر قال هنية إن «صمت العالم على هذا المحتل وعدم سحب قادته الى المحاكم الدولية شجع هذا العدو على عدوانه».

مجازر جديدة

وبالتوازي مع هذا الحراك الدبلوماسي، استمر العدو في مجازره ضد شعبنا الفلسطيني، وأمس أرتكب مجزرتين جديدتين في خان يونس ورفح، ذهب ضحيتهما 38 شهيداً. فيما يتواصل القصف المدفعي على أنحاء متفرقة من القطاع وحصيلة العدوان الإرهابي تتجاوز 500 شهيد.

فبعد مجزرة الشجاعية جرائم جديدة ترتكبها قوات الاحتلال «الإسرائيلي»، حيث تواصل القصف المدفعي على أنحاء مختلفة في القطاع. واستهدف القصف المدفعي مستشفى الأقصى وتحديداً قسم الجراحة وغرف المرضى ما أدى إلى سقوط 4 شهداء و15 إصابة.

وكان 25 شهيداً بينهم نساء وأطفال قضوا في استهداف منزل في خان يونس، فيما قضى 13 شهيداً في قصف منزل من عائلة صيام برفح.

وبذلك ارتفعت حصيلة العدوان الإرهابي على قطاع غزة إلى أكثر من 510 شهداء وأكثر من 3200 جريح حتى لحظة إعداد هذا الخبر.

العدو يستخدم أسلحة محرمة

وبدوره، اعترف جيش الاحتلال بمقتل 7 جنود إسرائيليين أمس، في اشتباكات مع القسام وبذلك يرتفع عدد الجنود القتلى الذين اعترف بهم الاحتلال منذ بدء العملية البرية مساء الخميس الماضي إلى 25 قتيلاً.

وأعلنت مصادر العدو ان 23 جندياً يرقدون حتى هذه اللحظة في مستشفى سوروكا اصيبوا بجروح مختلفة على مدى ايام القتال الماضية وصفت جراح 16 منه بالمتوسطة وثلاثة بجراح خطيرة جداً والباقي بجراح طفيفة.

ونقلت وسائل إعلام «اسرائيلية» أن هذا ما سُمح حتى الآن بالنشر من الرقابة العسكرية الصهيونية.

ومع تواصل العدوان على غزة وسقوط المزيد من الجرحى، شهدت مستشفى الشفاء الطبي في قطاع غزة حالات فريدة من الإصابات التي وصلت إليها بعد الغارة «الإسرائيلية» التي استهدفت منطقة الشيخ رضوان في قطاع غزة، وأصابت منزل أحد المواطنين فيها.

المتحدث باسم وزارة الصحة د.أشرف القدرة تحدث عن بعض هذه الحالات، وعن الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأطفال في القطاع، حاملاً بيده قطعة معدنية عبارة عن شظية تم استئصالها من ساق فتاة في الخامسة عشرة من عمرها أصيبت بها خلال الغارة على حي الشجاعية شرق قطاع غزة. وأشار القدرة إلى أن «مناطق عديدة في القطاع شهدت استخداماً مفرطاً للعنف وللأسلحة الجديدة التي لم يعهدها من قبل».

وقال القدرة إن «إسرائيل» تستخدم أسلحة غير تقليدية في حربها حالياً ومنها أسلحة محرمة دولياً بعيداً عن مراقبة العالم»، مؤكداً أن «80 في المئة من الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفى هم من الأطفال وأكثر من 90 في المئة من الجرحى هم أطفال أيضاً».

ونقل القدرة عن شهود عيان «أن الاحتلال استخدم الفوسفور الأبيض في المنطقة الشرقية لحي الشجاعية، حيث تصاعدت أعمدة الدخان الخانق» وهو الذي استخدمته خلال العامين 2008 و2009. وطالب القدرة المجتمع الدولي بالكشف عن هذه الجرائم الجديدة التي ترتكبها «إسرائيل» بحق الإنسانية والأطفال والنساء والمسنين في القطاع بهدف إحراق وإبادة المدنيين العزل في هذه المنطقة.

صدمة أسر أرون

على صعيد آخر، شكل إعلان الناطق باسم كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» أبو عبيدة عن أسر الجندي الصهيوني شاؤول أرون أول من أمس، خلال الاشتباكات الضارية بحي التفاح شرق مدينة غزة ضربة قاسمة لجنرالات الحرب في «تل أبيب»، وهو ما عكسته صدمة وسائل الإعلام الصهيونية التي حاولت تجاهل الأمر من جهة، ومن جهة ثانية مسارعة جيش الاحتلال لنشر رسائل عشوائية عبر الأجهزة الخليوية الخاصة بأهالي القطاع، وهذا نصها: «أبو عبيدة كاذب».

وكانت المقاومة قد واصلت معاركها مع جيش الاحتلال. واعلنت كتائب القسام مقتل 10 جنود صهاينة وإصابة آخرين في مكمن محكم شرق الشجاعية في غزّة، وكانت اعلنت انها كبدت الاحتلال خسائر فادحة خلال عملية للمقاومين خلف خطوط العدو شرق بيت حانون. واشارت الى انها قصفت قوة راجلة وآليات متوغلة شرق المنطقة الوسطى بـ 12 قذيفة هاون وقصفت موقع ناحل عوز «الاسرائيلي» بـ5 صواريخ.

وتواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية وطاولت صواريخها اليوم حيفا و»تل ابيب» وبيت شيمش وغوش دان واسدود وعسقلان. وأعلن اعلام العدو سقوط صاروخ بالقرب من الوزيرة تسيبي ليفني خلال زيارتها الى مستوطنة شاعر هنيغيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى