غزّة تشعل المدن والأحياء اللبنانية اعتصامات ووقفات تضامنية تندّد بالعدوان الصهيوني وتشدّ عضد المقاومة في فلسطين

أحمد طيّ

من بيروت إلى غزّة سلام. من صيدا إلى غزّة سلام، من صور والدامور، وسعدنايل وبريتال، وبقاع القمح والتفاح، إلى غزّة العزّة سلام وسلام وسلام.

من المقاومة في لبنان، والمقاتلين البواسل في المقاومة، وجمهور المقاومة وشعب المقاومة، إلى المقاومة في غزّة بليغ السلام.

من لبنان المنتصر على جيش كان مغروراً لعقود طويلة بأنه لا يقهر، إلى غزّة التي تذلّ هذا العدو وتلحق به المزيد من الهزائم…. سلام.

من بيروت خالد علوان، وحاصبيا صواريخ سوق الخان، وجسر القاسمية، ومعبر باتر وأرنون وجبشيت وعدشيت، إلى حيّ التفاح، وكل بقعة مقاوِمةٍ في غزّة… سلام.

من أطفال قانا بمجزرتيها، والمنصوري وبنت جبيل، إلى أطفال حيّ الشجاعية وكلّ حيّ متألم في غزّة أعطر السلام.

من بحر صور، إلى بحر غزّة، ومن رمال صور إلى رمال غزّة، كلّ حبّة رمل ترسل السلام لأبطال وحدهم يستحقون السلام.

لبنان ليس كبعض دول العربان، فبينه وبين فلسطين حكاية لا يمكن لأي زمن أن يمحوها، ولا يمكن لأيّ غبار أن يكسوها، حكاية بعطر ياسمين دمشق الأبية، وضوع برتقال يافا السليبة، حكاية لا يعرفها إلا المقاومون منذ جاء بنو صهيون يطبّقون خرافاتهم في بلادنا. حكاية لا يعرفها إلا سعيد العاص وعزّ الدين القسام والشيخ أحمد ياسين، وغيرهم وغيرهم من الأبطال الميامين.

لبنان ليس كبعض دول العربان، ولن يترك فلسطين قط. هو معها في خندق واحد ضدّ عدّو واحد، حتّى لو استساغ بعض المتخاذلين المتآمرين المتواطئين المتعاملين كلّ علاقة مع هذا العدوّ، لكن لبنان لن يكون من هذا البعض، وإن لم تصدّقوا فاسألوا تمّوز.

لبنان وفلسطين في خندق واحد، ضدّ عدوّ واحد، حتّى لو وقف مع هذا العدو العالم كلّه، فإن المعركة مستمرّة، والنصر آتٍ لا محالة لأننا أصحاب الأرض وأصحاب الحق.

لبنان اليوم وكلّ يوم، يآزر فلسطين. اليوم بالكلمة والإعلام، بالمسيرة والاعتصام، بالرأي بالرسم بالأغنية، بعلبة دواء وبالدماء… وربما غداً أيضاً بالدماء.

أمس، تواصلت المواقف الداعمة لصمود غزّة العزّة في وجه الغطرسة الصهيوينة، كما خرجت المسيرات والتظاهرات في أكثر من منطقة، وكانت كلمات مندّدة بالعدوان على غزّة، ومطالبة بوقف هذا العدوان فوراً.

ملتقى الوفاء لفلسطين

دعا ملتقى الوفاء لفلسطين في اجتماعه الثالث، إلى تنظيم مسيرة كبرى في بيروت تضامناً مع الشعب الفلسطيني ودعماً لمقاومته الباسلة واستنكاراً للمجازر الصهيونية.

ودعا الملتقى وزير الصحة ونقابتَيْ الأطباء في بيروت وطرابلس والجمعيات الصحية المعنية إلى تشكيل وفود من الجسم الطبي اللبناني للذهاب إلى غزّة وحمل مساعدات أدوية ومستلزمات طبية للجرحى من أهلها. وأخذ علمٍ بالاتصالات الجارية بين المؤسسات المشاركة في الملتقى وبين الهيئات الدولية لجمع أدوية ومستلزمات طبية.

وحيّا الملتقى حكومة الإكوادور على قرارها الشجاع بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ودعا الحكومات العربية والاسلامية التي تقيم علاقات علنية وسرية مع العدو إلى قطع هذه العلاقات فوراً، تماماً كما فعلت حكومات كوبا وفنزويلا خلال حروب عدوانية «إسرائيلية» سابقة على فلسطين ولبنان.

وحيّا الملتقى أيضاً أحرار العالم الذي يملأون بتظاهراتهم التضامنية المناهضة للحرب على غزّة، شوارع العواصم والمدن في بلادهم، ودعا إلى الارتقاء بالحراك الشعبي العربي إلى مستوى الحراك في أوروبا والأميركيتين وآسيا وأستراليا، متمنياً على اتحادات المؤتمرات العربية دعوة أعضائها من شخصيات وأحزاب ونقابات إلى التنسيق من أجل مسيرات وتحرّكات وحملات تضامنية على غرار ما جرى في المغرب وتونس واليمن والأردن والكويت، للضغط على الحكومات العربية لاتخاذ مواقف حاسمة من العدوان وتبني مطالب الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية في أيّ مبادرة لوقف العدوان في غزّة.

ووجّه الملتقى دعوة إلى وحدة الموقف الفلسطيني إزاء ما يجري في غزّة وإلى إيجاد السبل الآيلة إلى إغلاق أيّ ثغرة يمكن للعدو وداعميه النفاذ منها للالتفات على المطالب الفلسطينية المشروعة.

وقد انعقد الاجتماع الثالث بحضور عضو الكتلة القومية في البرلمان اللبناني النائب الدكتور مروان فارس، الوزير السابق عصام نعمان ممثلاً الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي، أمين عام المؤتمر القومي العربي عبد الملك المخلافي، أمين عام المؤتمر العام للاحزاب العربية وأمين عام اتحاد المحامين العرب عمر زين، رحاب مكحل عضو لجنة المتابعة وحشد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية.

افتتح الاجتماع معن بشور بدعوة الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء في قطاع غزّة، لا سيما شهداء المجازر الصهيونية، ودقيقة صمت تحية لصمود الشعب وبطولات المقاومين البواسل، ثم قال: «في غزّة اليوم مشهدان: مشهد حزين على التضحيات يدفع إلى الغضب الذي ينبغي أن نحوّله إلى فعل، ومشهد اعتزاز بهذه البطولات التي تكرّر بطولات فلسطينية وعربية رصّعت تاريخنا القديم والمعاصر».

وقال: «لقد رأينا في ما جرى في غزّة بالامس، خمسة مشاهد لبنانية، أوّلها في حرب تموز2006 وهو مشهد فشل الهجوم الصهيوني على بنت جبيل، كما فشل في غزة، ثانيها مشهد مجزرة الدبابات والناقلات في سهل الخيام ووادي الحجير كما مشهد مجزرة مماثلة في الشجاعية وحي التفاح والعين الثالثة، وثالثها مشهد أسر الجنود «الإسرائيليين» في بداية الحرب على لبنان، كما أسر الجندي «الإسرائيلي» في قلب الحرب، رابعها مشهد القصف والدمار في الضاحية وقد رأيناه يتكرر في حي الشجاعية والتفاح، وخامسها مشهد تمسّك شعبنا الفلسطيني في غزّة بالمقاومة تماماً كما كان شعبنا في الجنوب والبقاع والضاحية وبيروت يتمسك بالمقاومة على رغم الدمار والقصف الوحشي، إضافة إلى مشهد الضغوط والمناورات لوقف العدوان على لبنان».

وعرض المسؤول عن حركة حماس في لبنان علي بركة للوضع الميداني، وقال: «ها هو شعبنا الفلسطيني البطل بكل فصائله المجاهدة والمقاتلة والمقاومة يصنع اليوم أروع ملاحم البطولة والفداء على أرض غزّة. فالعدو الصهيوني ظنّ أنّ غزّة المحاصرة ستستسلم في بداية العدوان، فوجئ العدو الصهيوني وتورط نتنياهو في هذه المعركة، فإذ بالمقاومة تفاجئ العدو والصديق، المقاومة لم تنم منذ المعركة الماضية 2012، إنما استعدت وأعدّت لأن المعركة مع هذا العدو لن تتوقف إلا بجلائه كاملاً عن كل أرضنا الفلسطينية المحتلة من الجليل إلى النقب ومن البحر إلى النهر».

وأضاف: «كونوا على ثقة تامة بأن المقاومة في فلسطين قوية جداً وهي بخير ولديها المزيد من المفاجآت، والعدو الصهيوني عندما فشل في الحرب الصاروخية هدّد بالحرب البرية وبدأها، وها هو اليوم يدفع أثمان تورّطه بها في غزّة».

وأعلن رئيس «مؤسسة عامل» الدكتور كامل مهنا عن اتصالات أجراها مع رئيس الحكومة تمام سلام، الذي أبدى استعداده للتجاوب مع اقتراح تأمين طائرة خاصة لنقل أطباء وصيادلة ومسعفين إلى مطار العريش للوصول إلى غزّة، وعرض جملة اقتراحات عملية واتصالات دولية أجراها.

وقال المسؤول عن حركة الجهاد الاسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي: «إنّ القضية الفلسطينية لا تخصّ الشعب الفلسطيني وحده، بل هي قضية العالم العربي كلّه. وما يرتكبه العدو «الإسرائيلي» كان الهدف الاساس من ورائه استغلال الواقع العربي الذي يعيش أزمات. الشعب الفلسطيني استطاع على رغم المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني بالامس في الشجاعية أن يفوّت أحد أهم مخططاته الرامية إلى ضرب الوحدة الداخلية الفلسطينية».

ورأى الرفاعي أنّ الاحتلال «الإسرائيلي» وقع في عجز حقيقي ولم يستطع تحقيق أهدافه.

وقال المخلافي: «إن المقاومة الفلسطينية والمقاومة العربية عموماً بما فيها المقاومة في لبنان، أثبتت أنّ كل مشاريع هزم الأمة، أو إلهائها عن قضية الصراع الصحيح قضية فلسطين، سحقت كلما اشتدت المقاومة اليوم. وغزّة تعيش مجد الأمة.

وحيّا النائب فارس المناضلين والمجاهدين في فلسطين على كل المستويات، وأصبح العالم نتيجة موقفه المتراخي أمام الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقّ شعب فلسطين، يفقد هويته الانسانية. إن الشعب الفلسطيني يعطي للحضارة العالمية معناها التي افتقدته في زمن مضى.

وحيّا أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية امين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات صمود الاهل في غزّة وبطولات المقاومة وأرواح الشهداء، مؤكداً أنّ وحدة الشعب الفلسطيني لم تكن قوية كما هي اليوم، وهو متمسك بمطالبه وحقوقه ولن يتنازل عنها.

ودعا نعمان الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير إلى حلّ الأمن الوطني وإطلاق الحرية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لينطلق في انتفاضة عارمة ضد الاحتلال وجرائمه.

بعد ذلك، توزّع أعضاء الملتقى على لجان: لجنة للعلاقات منسّقها محمد قاسم، لجنة إعلامية منسقها الدكتور سمير صباغ، ولجنة صحية اجتماعية منسقها قاسم عينا.

الساحلي يلقي كلمة لبنان في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي ـ طهران

ألقى النائب نوار الساحلي كلمة لبنان في الاجتماع الطارئ لاتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي المنعقد في طهران وجاء فيها: «إننا في لبنان وإذ يقع هذا العدوان الإرهابي «الإسرائيلي» في تموز، فإنه يعيد إلى ذاكرتنا جرائم العدو في مثل هذا الشهر ضد لبنان في أعوام 1982 و1993 و2006، ويعيد صورة كرة النار «الإسرائيلية» وهي تفتك بمواطنينا وتقتل نساءنا وأطفالنا وشبابنا، وتدمّر مدننا في بنت جبيل والخيام وعيناتا وعيتا الشعب وبعلبك وضاحية بيروت الجنوبية، وترتكب المجازر على مساحة لبنان. كما يعيد إلى ذاكرتنا صورة مقاومتنا المجيدة وهي تتصدّى للعدوان وتدافع عن شعبها إلى جانب الجيش والشعب، وتصنع البطولات الخالدة التي يتحدّث عنها التاريخ وتؤسّس لأجيال الانتصارات بعد أجيال الهزيمة. والآن في تموز لا نستغرب إقدام العدو على شنّ هذه الحرب في هذه اللحظة السياسية باعتبارها اللحظة المثالية «الإسرائيلية»، حرب مناسبة في اللحظة المناسبة، تهدف أولاً إلى تخريب الجهود الهادفة إلى إعادة بناء وحدة الموقف الفلسطيني، انطلاقاً من الحكومة المشكلة والاستعداد للانخراط في عملية سياسية لإعادة بناء المجلس التشريعي والمجالس التمثيلية الرئاسية».

وتابع: «العدو الإسرائيلي في هذه الحرب يستهدف الاستثمار على حالة التفكك العربي وعلى حروب الاستتباع الصغيرة الجارية على مساحة أكثر من قطر عربي، من سورية إلى العراق واليمن وليبيا والسودان، وهي حروب ومؤامرات تهدف إلى تقسيم المنطقة إلى دويلات وإمارات. نعم لأجل ذلك قلنا إنها لحظة «إسرائيلية» مناسبة للحرب، فيما نقول إن كل لحظة هي مناسبة للمقاومة، خصوصاً مقاومة الشعب الفلسطيني وأهلنا الأعزاء الأخيار في غزّة الذين يقع كل واحد منهم وممتلكاتهم وجهد حياتهم على منظار تصويب الطائرات والدبابات والبوارج «الإسرائيلية». إن القتل «الإسرائيلي» الوحشي الجاري في غزّة لا يتم بالخطأ كما لا يبرّره الحديث عن طلقات إنذار، فكل هدف في غزّة هو هدف مرئي بالعين المجرّدة أو بالمنظار العادي وتجري الرماية عليها مباشرة، ولكن «إسرائيل» تتقصد التدمير للتدمير، وتتبع في غزّة سياسة الارض المحروقة وهذا هو الإرهاب الرسمي بعينه، الذي يجب أن يستدعي محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني كمجرمي حرب».

ورأى أن من حق أهلنا في القطاع أن يحملوا السلاح، وألا يستمروا في العيش تحت تهديد حرب كل عامين أو غارة كل يومين. من حقهم ككل أهل الأرض ألا يعيشوا تحت التهديد الدائم باللجوء إلى القوة. والمقاومة هنا واجب وليست حقاً. هذا هو الجهاد الحقيقي. لقد آن لـ«إسرائيل» أن تدرك حدود القوة وأن تتعلم من دروس فلسطين ولبنان أن أحداً في الأرض لا يستطيع كسر إرادة أيّ شعب، وأنه لن يستطيع الاستمرار في الاحتلال والظلم إلى ما لا نهاية، ويجب أن تفهم «إسرائيل» أن ما يوصف بالحسم العسكري أضغاث أحلام لن تتفسر إلا بكوابيس. على «إسرائيل» أن تفهم أنّ التفوق العسكري لم يعد يعني الانتصار، وعلى العالم أن يعرف أنّ الدعم الاميركي والاوروبي الوقح لا يعطي الشرعية للعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني».

وقال: «إن الصبر والصمود والقتال بعزم وثبات، أمور تؤدي إلى النصر الأكيد. والمقاومة في لبنان، واليوم في فلسطين تؤكد أنّ «إسرائيل» لا تفهم سوى بلغة القوة، وهي لا تأبه بالضعيف ولا تردّ عليه».

وأضاف: «إننا على ضوء التجارب وما صدر عن اتحاد برلمانات منظمة الدول الإسلامية وغيرها من الأطر البرلمانية المسؤولة ندعو إلى:

أولاً: تأكيد دعمنا المطلق لأشقائنا أبناء الشعب الفلسطيني بمواجهة الاحتلال والعدوانية، والمطالبة الفورية بوقف ثابت ونهائي للعدوان على غزّة ورفع الحصار عنها وفتح المعابر إليها.

ثانياً: إطلاق سراح المعتقلين والأسرى، خصوصاً الذين اعتقلوا خلال مطلع الشهر الحالي والذين يتجاوز عددهم المئات، وتحرير أعضاء المجلسين التشريعي والوطني المعتقلين وفي طليعتهم عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي البرلماني ومروان البرغوتي والمناضل أحمد السعدات.

ثالثاً: ندعو الاتحاد إلى إنشاء المراسلات المناسبة، أو إرسال الوفود الضرورية إلى رئاسات الاتحادات البرلمانية الدولية والعربية والآسيوية والأوروبية والأفريقية واللاتينية والفرنكوفونية والأورومتوسطية والمتنوعة، لإطلاعها على حقيقة الأوضاع في غزّة، والأهداف «الإسرائيلية» من وراء هذا العدوان.

رابعاً: تقديم المساعدات الفورية الطبية والغذائية لغزّة لأنها تحتاج إلى جهودنا جميعاً.

خامساً: التأكيد على إعادة إعمار غزّة والمنازل التي دمرتها سلطات الاحتلال في المناطق الفلسطينية وإنشاء مجلس خاص لهذه الغاية.

سادساً: مواجهة التحدّي المتمثل بالمحاولة «الإسرائيلية» لتهويد القدس بتعزيز الصناديق الخاصة بالقدس والقيام بالمشاريع اللازمة للمدينة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية».

مواقف

كما كان للقوى والشخصيات والجمعيات أمس، عدد من المواقف المندّدة بالعدوان، والمطالِبة بوقفه فوراً، والممجّدة ببطولات المقاومة في فلسطين. ومن أبرز هذه المواقف:

التوحيد العربي

وجّه المكتب الاعلامي لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في بيان «تحية اعتزاز وتقدير للمقاومة الفلسطينية التي تتصدّى للعدوان «الإسرائيلي» الغاشم على غزّة، والتي تبذل أغلى الأثمان دفاعاً عن الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل «الإسرائيلية»، مسطّرة بصمودها ومقاومتها في وجه المغتصب ملحمة جديدة من ملاحم البطولة والعطاء في الصمود والتحدّي والكفاح في سبيل استعادة الحقوق المسلوبة والمغتصبة، وتحقيق حلم الامة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

وأضاف البيان: «إذا كنّا على يقين بأنّ النصر شبه أكيد وهو حليف المقاومة الفلسطينية التي استطاعت من خلال صمودها التاريخي أن تقلب المعادلة على الساحتين الاقليمية والدولية، وأن تحقّق توازن الرعب في مواجهة العدوان «الإسرائيلي» على الشعب الفلسطيني الذي رفض التنازل عن حقه وقرّر البقاء والصمود والمقاومة، لكننا نستغرب الصمت العربي إزاء العدوان المتجدد على غزّة وأبنائها الذي ترتكبه «إسرائيل» بدم بارد، من دون أيّ اعتبارات إنسانية أو أخلاقية، وهو دليل إضافي على الوهن الذي بات يعتري الأنظمة الرجعية في المنطقة والتي تقاعست عن واجبها في الدفاع عن القضية الفلسطينية في ظل انشغالها بالصراعات الداخلية، ما يشجّع المحتل على الاستمرار في العدوان».

ورأى وهاب أنّ صمود أهلنا في غزّة يؤكد مرة جديدة أنّ «إسرائيل» كيان عاجز عندما يفشل عن تحقيق أهدافه العسكرية والامنية وبالتالي السياسية أمام إرادة المقاومة الفلسطينية التي استطاعت تدمير هيبة الردع «الإسرائيلية»، وأن تضيف إلى انتصارات المقاومة نصراً جديداً.

شكر

رأى الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر في تصريح له أمس، أنّ الحرب العدوانية الهمجية المستمرة على قطاع غزّة منذ أسبوعين، والتي حصدت مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ودمرت الكثير من البيوت والبنى التحتية، أظهرت من جديد حقيقة الفكر الصهيوني الإجرامي وطبيعته العنصرية الحاقدة، وبيّنت الدور القذر للإدارة الأميركية بدعمها ومساندتها الإرهاب الصهيوني، وكشفت التخاذل والتآمر لدى بعض الأنظمة العربية وحكامها المتواطئين مع المعتدين، وفضحت جامعة الدول العربية التي أصبحت حصان طروادة العصر في واقعنا العربي.

واعتبر شكر أنّ هذه الحرب العدوانية على غزّة جزء من الحرب الكبرى على العالم العربي المستمرة منذ إعلان الحلف الأميركي ـ الصهيوني عن مشروعهما في إقامة منطقة الشرق الأوسط الجديد، وتبنّيهما الفوضى الهدّامة كأسلوب لتنفيذ هذا المخطّط. وما تشهده اليوم غالبية البلاد العربية من اعتداءات عليها، يدلل على هذه الحقيقة التي أصبحت واضحة وضوح الشمس.

وأضاف: «لقد أغتنم الكيان الغاصب الظروف التي يمرّ بها العالم العربي، فطرح مشروع الدولة اليهودية كخيار أخير له ليتمكن من خلال تنفيذه من السيطرة والتمدّد والهيمنة على المنطقة بكاملها. وما عدوانه على سورية ودعمه الإرهابيين فيها وإعلان مساندته الانفصاليين في شمال العراق، وحربه المستمرة على الشعب الفلسطيني بشكل عام وعلى أهل غزّة بشكل خاص، ما هو إلا التعبير عن الأهداف التي يسعى إليها هذا العدو في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ العالم العربي».

وقال: «لقد سخّرت الولايات المتحدة الأميركية كلّ أدواتها في المنطقة من أجل تحقيق المشروع الصهيوني، فاستعانت بالتكفيريين الإرهابيين وببعض مدّعي الإسلام لضرب قوى المقاومة والصمود في أمتنا لتسهيل تحقيق الحلم الصهيوني في بلادنا، كما أمرت بعض الأنظمة العربية وحكامها بتنفيذ أجنداتها التي تصبّ في خدمة هذا المشروع، لذلك نرى اليوم هؤلاء جميعاً مشاركين وبأشكال مختلفة في الجريمة الكبيرة التي تستهدف مصالحنا الوطنية والقومية وتستهدف وجودنا ومصيرنا».

وأكّد شكر أنّ الحرب العدوانية الدائرة اليوم على امتداد الأرض العربية ستقرّر مستقبل العالم العربي ومصيره. وعلى رغم وحشية هذا العدوان وحجم القوى المشاركة فيه، فإنه بدا عاجزاً عن تحقيق أهدافه، إذ أخذت القوى المقاومة في أمتنا المبادرة في التصدّي له في أكثر من مكان، وبدأت تحقيق إنجازات كبيرة في أكثر من موقع، وبشكل خاص في سورية، إذ انعكس هذا الواقع على الوضع العربي العام وشكّل بداية تحوّل في مسار الأحداث، والأيام المقبلة ستبرهن عن هذه الحقائق بشكل أفضل وأشمل».

وختم شكر قائلاً: «أما في لبنان، فإن البعض ما زال يراهن على نتائج التطوّرات الحاصلة في المنطقة وانعكاساتها عليه في إطار حسابات خاطئة يدفع اللبنانيون ثمنها من مقوّمات حياتهم الاقتصادية والاجتماعية نتيجة شلل المؤسسات الوطنية وتعطيلها، وغياب الشعور بالمسؤولية لدى هؤلاء، وفي المقابل لا بدّ لنا من الإشادة بالدور المهم التي تقوم به القوى العسكرية والأمنية في مكافحتها المخططات الإرهابية والتي كان آخرها في مدينة طرابلس».

المرابطون

ثمّنت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون في بيان، ما قاله أمين عام حركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلّح، لجهة تأكيد ثوابت الأمة العربية ونضالها والمسار الجيو ـ استراتيجي من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين.

ودعت جميع القوى الوطنية إلى صون فلسطين القضية، وبالمقابل على كل فصائل المقاومة الفلسطينية أن تضع تحرير فلسطين ومقاومة اليهود بنداً وحيداً في مسارها ومصيرها.

وقدّرت الهيئة الوضوح التام في الموقف السياسي للجهاد الاسلامي في ما يتعلق بدور مصر المركزي في حماية الأمن القومي العربي وفي مقدّمه وميزانه قضية فلسطين المركزية.

وشدّدت على وجوب أن تكون مبادرات التهدئة فقط من أجل حماية أهلنا في غزّة ودعم المقاومة، لا أن تكون مشروع سمسرة ومناورات سياسية في سوق النخاسة الاقليمية.

منظّمات المجتمع المدني

أعلن مركز الخيام في بيان، أنّ 99 من منظّمات المجتمع المدني وحقوق الانسان العربية وقّعت على بيان دان جرائم الحرب «الإسرائيلية» على غزّة.

وطالب هؤلاء المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف العدوان وحماية المدنيين الفلسطينيين بعد أن واصلت قوات الاحتلال «الإسرائيلي» تصعيد عدوانها الغاشم ضد المدنيين وممتلكاتهم في غزّة، من خلال ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة واستخدام غير قانوني للقوّة، ما تسبّب حتى تاريخه في قتل أكثر من 506 مدنيين، بينهم 112 طفلاً و50 امرأة، وتشريد أكثر من 100 ألف فلسطيني من بيوتهم، وتدمير أكثر من ألف منزل، وأصيب 3150 مدنياً آخر بجراح مختلفة غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ، وهم من الفئات المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي.

ودانت المنظمات الموقّعة سياسة ترويع المدنيين المتعمدة وإرهابهم وإلحاق أكبر الخسائر بهم وبممتلكاتهم، التي كانت هدفاً واضحاً للهجمات الحربية «الإسرائيلية» المتواصلة والتي تشارك فيها مختلف الأسلحة من الطائرات الحربية والبوارج ومدفعية الميدان والدبابات.

وأكّدت أن تجاهل المجتمع الدولي التزاماته القانونية نحو السكان المدنيين، يساهم في تعزيز الإفلات من العقاب عن الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي، ويشجّع قوات الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم طالما تشعر بالحصانة ضد الملاحقة والعقاب.

واعتبرت أنّ ما ترتكبه قوات الاحتلال يرتقي إلى مستوى جرائم الحرب متعمّدة، باستهدافها المنظّم للمدنيين وممتلكاتهم وتعمّد قصف المنازل السكنية والممتلكات العامة والخاصة.

كما دانت الجمعيات صمت جامعة الدول العربية والنظام الرسمي العربي على هذا العدوان الغاشم الذي أضحى عاملاً مشجّعاً لاستمرار الجرائم «الإسرائيلية» البشعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، ما يشكل موقفاً لا يتناغم مع روح الميثاق العربي لحقوق الإنسان ومبادئه التي تعترف بحق الشعوب في تقرير المصير وتساوي بين الصهيونية والعنصرية. مطالبةً المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الدولية بالخروج عن الصمت وووقف سياسة الكيل بمكيالين ومساواة الضحية بالجلاد، ودعوة دولة فلسطين إلى الانضمام إلى اتفاقية روما للمحكمة الجنايات الدولية.

وشدّدت الجمعيات على وجوب قيام الدول قاطبة باتخاذ التدابير المناسبة لتفعيل الولاية الجنائية العالمية لمحاكمها بغية ملاحقة كل المسؤولين «الإسرائليين» عن الجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني في غزّة، أو أمروا بها أو سكتوا عنها. مطالبةً مجلس حقوق الانسان في جنيف بعقد جلسة طارئة لبحث الانتهاكات «الإسرائيلية» الفادحة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، خصوصاً في غزّة، وإرسال بعثة تحقيق دولية.

مسيرات واعتصامات

كما تواصلت أمس المسيرات والتظاهرات والاعتصامات الداعمة للمقاومة في فلسطين، والمندّدة بالصمت العربي المطبق إزاء العدوان على غزّة. وكانت مطالبات بعدم الرضوخ لأيّ هدنة من شأنها تقويض إنجازات المقاومة وإعطاء العدو الغاصب فرصةً لالتقاط أنفاسه والانقضاض من جديد على المقاومة.

التظاهرات والاعتصامات عمّت غالبية المدن والأحياء اللبنانية، كما المخيمات الفلسطينية، وفي هذا التقرير جولة على أهم هذه التحرّكات.

أمام مقرّ الصليب الأحمر

نظّمت «وكالة القدس للانباء» وقفة تضامنية مع غزّة وشعب فلسطين ومقاومته، استنكاراً للعدوان الصهيوني والجرائم بحقّ الأطفال والنساء والمسنّين والمدنيين، وذلك أمام مقر الصليب الاحمر الدولي في بيروت، شارك فيها تجمّع الهيئات الأهلية التطوعية، ولجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني وأطفال من المخيمات.

بدايةً، دعا المنسق العام لتجمع الهيئات الاهلية التطوعية في لبنان الدكتور كامل مهنا إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمه في مقاومته وصموده، وممارسة الضغوط على «إسرائيل» لوقف عدوانها المتمادي والمستمر، وحثّ المجتمع الدولي للضغط على «إسرائيل» للإذعان للقرارات الدولية والكف عن ارتكاباتها بحق الشعب الفلسطيني.

وطالب مهنا الانظمة العربية بالخروج من إطار التضامن اللفظي المعتاد، وإعادة النظر في كل المبادرات العربية السابقة الخاصة بعملية السلام، ومراجعة الموقف من القضية برمتها، وتنسيق التحرّك العربي لردع هذا العدوان ووقفه فوراً، وقطع العلاقات العربية ـ «الإسرائيلية» وإلغاء المعاهدات معها. ودعا فصائل المقاومة الفلسطينية إلى الوحدة على قاعدة التصدّي للعدوان، وعدم تمكينه من استفراد الجبهات.

وطالب التجمّع ولجنة المتابعة الحكومة اللبنانية ووزارة الصحة العامة بإيفاد طائرة مزوّدة بالأدوية والمعدّات الطبية عبر مطار العريش إلى أهلنا في غزّة المحاضرة.

كما دعا التجمّع ولجنة المتابعة إلى حملة تبرّع بالادوية والمعدّات الطبية لأهلنا في غزّة، ودعا الراغبين بالتبرع إلى الاتصال على الارقام التالية:317293/01 – 317294/01 – 168119/70.

وتلا مدير عام وكالة القدس للانباء هيثم أبو الغزلان مذكرة «الحراك الاعلامي» تضامناً مع غزّة أعلن فيها، أنه «منذ الثاني عشر من حزيران الفائت وحتى كتابة هذه المذكرة في الثاني والعشرين من تموز، وشعبنا الفلسطيني في الاراضي المحتلة يتعرّض لعدوان صهيوني همجي واسع ومتصاعد بذريعة اختطاف ثلاثة مستوطنين صهاينة في منطقة الخليل الخاضعة أمنياً للسلطات الصهيونية. وقد تدرج هذا العدوان من إعادة احتلال مدن الضفة الغربية وقراها، واستباحة البيوت والمؤسسات العامة والخاصة وتخريب محتوياتها، وتجريد حملات اعتقال طالت المئات من أبناء الضفة ومجاهديها وشملت عشرات الاسرى المحررين في عملية وفاء الاحرار، وأعضاء في المجلس التشريعي، ناهيك عن استهداف الصحافيين والاعلاميين الفلسطينيين والاجانب الذين يوثقون بصورهم وأفلامهم وأقلامهم همجية العدو وفاشيته وإرهابه، التي تذكر العالم بأبشع ممارسات النازيين والفاشيين والعنصريين، وصولاً إلى ما تشهده غزّة من جحيم الغارات الجوية والقصف البحري والبرّي المستديم، التي حولت القطاع المحاصر من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، إلى جبهة مفتوحة على كل أشكال الموت والدمار التي طاولت البشر ولم تستثن الحجر ولا الشجر، حاصدة مئات الشهداء 550 وآلاف الجرحى 2350 ومن بينهم نسبة عالية من الأطفال والنساء والشيوخ وعشرات آلاف النازحين ومخلفة تدمير آلاف المنازل والمدارس ودور العبادة والمؤسسات والبنى التحتية وصولاً إلى العدوان البرّي على القطاع».

وأضاف: «تعمّد العدو تدمير البيوت وأماكن العبادة والمدارس على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ، وارتكب أبشع المجازر كما في الشجاعية، وبيت حانون، والشاطئ، ورفح على مرأى العالم والمؤسسات الدولية والانسانية والحقوقية، المصابة بداء الصم والبكم وعمى البصر والبصيرة، فهي لا ترى ولا تسمع ولسانها مقصي عن قول الحق والنطق بالحقيقة. وما تمخض عنه جبل المجتمع الدولي مساواة الضحية مع القاتل، ودعوة الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال والحصار إلى الاذعان لشروط العدوان وهي معادلة ظالمة ومجحفة وغير إنسانية، ولا تنسجم مع كل سنن الحياة ولا الشرائع المساوية والقوانين الدولية التي تعطي للشعوب المحتلة أرضها كل الحق في استخدام كل أشكال المقاومة لتحرير أرضها واستعادة حقوقها».

وتابع: «نحن لا ندين العدو الصهيوني على المجازر البشرية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا على الدمار ولا الحصار، فهذه استراتيجيته الدائمة والمستمرة منذ دنّست أقدامه الهمجية أرض فلسطين، إنما ندين صمت المجتمع الدولي والعربي ونستنكر غياب المؤسسات الدولية والاقليمية التي ترفع الشعارات الانسانية وتدّعي الحرص على حقوق الانسان والطفل والمرأة والحيوان والبيئة».

وأعلن أنّ هذا الصمت الدولي والعربي، يعتبر شراكة ومساهمة في العدوان الذي يستهدف كسر شوكة الشعب الفلسطيني، لوقف مقاومته وإخضاعه وفرض الاستسلام عليه، وتصفية قضيته بشكل نهائي، في ظل حالة الفوضى والاضطراب الامني والتفتيت والشرذمة التي تعم معظم الدول العربية، وفي ظل الانحياز الاميركي ـ الغربي وبعض العربي المطلق للكيان الغاصب. كما انه يشكل في الوقت نفسه ضوءاً أخضر للعدو لاستخدام كل أشكال القتل والتدمير وحتى تلك المحرّمة دولياً من أجل إنهاء مهمته الاجرامية في أسرع وقت.

وقال: «إنّ الشعب الفلسطيني الذي يقاوم منذ أكثر من مئة عام ويقدّم التضحيات من خيرة أبنائه وأطفاله، يقارع اليوم بسلاح إرادته الصلبة كل قوى الاستعمار والطغيان المتعددة الجنسيات التي تقف إلى جانب العدو الصهيوني وتمدّه بأحدث نتاجاتها العسكرية التدميرية القاتلة والفتاكة. ويؤكّد تمسّكه بكل أشكال المقاومة وعلى رأسها المقاومة المسلحة لتحرير أرضه واستعادة حقوقه كاملة وعلى رأسها العودة الحرة والكريمة لملايين اللاجئين إلى أرض الآباء والاجداد».

ودعا كل حَمَلة الاقلام وآلات التصوير، وكل أعضاء هيئات مقاومة التطبيع والغزو الثقافي إلى تعزيز أدوارهم، في جبهة المواجهة مع العدو الصهيوني أثناء المعركة وبعدها. فما ينتظرنا بعد صمت المدافع أشدّ مرارة وقساوة من هدير الطيران وقصفه الهمجي. لنمنع جبهة الاعداء من تحقيق أهدافهم بـ«السلم» بعدما عجزوا عن الوصول إليها بقوة الحديد والنار.

وفي الختام، سلم مهنا المذكرة إلى رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان فابريزيو كاربوني الذي أكّد أنّ الصليب الاحمر لم يترك وسيلة إلا وقدّمها لمساندة الجرحى والاسرى في غزّة. وهو يقدّم إمكانياته في نطاق خدماته الانسانية، مشيراً إلى وجود صعوبات في العمل على الارض بسبب القصف والنيران، وعلى رغم ذلك يحاول طاقمها القيام بواجباته لإسعاف الناس، مؤكداً أنّ الصليب الاحمر لن يوقف تحرّكاته ونشاطاته مهما كانت الصعوبات.

اتحاد المقعدين

نظّم اتحاد المقعدين اللبنانيين وعدد من الناشطين من أبناء الشعبين اللبناني والفلسطيني في الروشة، قبالة الصخرة، وقفة تضامنية مع أهالي غزّة. ورفع المعتصمون لافتات على امتداد علوّ الصخرة دوّنت عليها أسماء الشهداء وسنوات أعمارهم. وتناوبوا على قراءة أسماء الشهداء الذين سقطوا من جرّاء العدوان «الإسرائيلي» على غزّة. ثم رموا الورود الحمراء والبيضاء في مياه البحر تحت شعار «من بيروت إلى فلسطين».

وفي الختام، تلت إحدى الناشطات بياناً دعا للوقوف إلى جانب شعب غزّة المدافع عن الحق، مؤكّدة الاعتزاز بوحدة الشعب الفلسطيني ووحدة سلاحهم، آسفة لغياب أيّ تحرّك يدين «إسرائيل» في مجلس الأمن، ولغياب المواقف العربية الرسمية.

بريتال

نفّذ أهالي بلدة بريتال عصر أمس على الطريق الدولية، اعتصاماً تضامنياً مع غزّة، بمشاركة رئيس البلدية عباس زكي اسماعيل وممثلي فصائل التحالف الوطني الفلسطيني وهيئات المجتمع المدني. ورفع المعتصمون أعلام فلسطين ولافتات كتب عليها: «فلسطين قضيتنا والقدس قبلتنا» و«اليهود يقتلون المسلمين في غزّة بأموال عربية».

وألقى عزّت منصور كلمة بِاسم الفصائل الفلسطينية قال فيها: «شعبنا لن يستسلم ولن يركع، بل سينتصر على رغم الدم والدمار. إن فلسطين هي العنوان والبوصلة، ومن أراد الرفعة، ففلسطين هي الرافعة، فهي توحد ولا تفرق، تجمع ولا تقسّم. وغزّة اليوم ترسم خارطة المنطقة بفضل دماء أبنائها».

وألقى الشيخ يوسف صلح كلمة مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي قال فيها: «إن غزّة اليوم تحتاج إلى أن نحمل السلاح ونقاتل معها، لا أن نلقي الخطب أو ندير الظهر. وندعو كل المسلمين في العالم إلى الوحدة لمقاتلة العدو الصهيوني».

من جهته، قال رئيس بلدية بريتال: «فلسطين اليوم أسيرة، وغزّة جريحة. لذا، نحن مع فلسطين وغزّة في كل ما نملك، ولا راية إلا لفلسطين، ولا قضية إلا هي. وكل نقطة دم في غزّة هي في أعناق الأمة، وعلى الأمة أن تتحمّل مسوؤلياتها في مواجهة المشروع الصهيو ـ أميركي».

التعبئة التربوية في حزب الله

نظّمت التعبئة التربوية في حزب الله، لقاء تضامنياً مع غزّة في كلية العلوم في الجامعة اللبنانية ـ مجمّع الحدث، بمشاركة طلاب ومسؤولين في الحزب.

ورفع الطلاب الاعلام اللبنانية وأعلام حزب الله وأعلام فلسطين، كما رفعوا لافتات كُتب عليها: «بحر غزّة سيُغرق إسرائيل»، «إسرائيل عدوّ الحياة»، «إسرائيل لا تعرف إلا لغة القوة»، و«غزّة تناضل وتقاوم وتنتصر».

وألقيت كلمة بِاسم الطلاب، أشارت إلى أنّ يد أميركا المجرمة تخرج مرّة أخرى من أكمام الصهاينة الحاقدين، لترتكب مجازر في غزّة الجريحة تختم بها تاريخها الاسود. مرّة أخرى الوحشية الاميركية على أمتنا وشعوبنا تتجلى بيد صهيونية حاقدة لتقتل الأطفال والنساء والعجائز في بيوتهم. هو العدوان الاميركي نفسه يتجلى كل مرّة عبر آلته الوحشية «إسرائيل» في كل فلسطين، هو الاستهتار الدولي بأرواح شعوبنا ما زال يخيّم على النفوس، هو التفريط الكامل بحقنا في الحياة.

أبت الهمجية الأميركية والوحشية «الإسرائيلية»، الا أن تضعا البصمات السوداء على أجساد المدنيين العزّل، هي عنصرية القرن الواحد والعشرين قد كشرت عن أنيابها المبللة بدماء أطفال العراق ولبنان وسورية وفلسطين. مرّة بعد مرّة ننصت لأصوات الضحايا البريئة المقتولة ظلماً وعدواناً، أصوات الضحايا التي لم تصل بعد إلى آذانكم في عالمنا العربي الجديد، وقد عرفنا وتأكدنا أمس كما اليوم، أن الرؤساء والملوك العرب، لن ينتجوا لنا سوى المزيد والمزيد من بيانات الدعم والتأييد، وقد تأكدنا أنّ هذا العالم الذي نعيش فيه عالم مهووس لا ضمير له ولا وجدان، وأنّ كل ما نسمعه عن شرائع لحقوق الانسان ومنظمات عريضة الاهداف والتطلعات، لا تعني أننا أناس من الدرجة الثالثة بعد المئة.

تأكدنا اليوم وكل يوم، أنّ سياسة القتل لن تزيدنا سوى وعياً وإدراكاً لطبيعة الصراع الذي نواجهه، وأنّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر أنّ زمن البكاء على الاطلال قد ولّى، والشكاوى الى مجلس الامن الاميركي مئة في المئة باطلة حتماً. هذا الزمن هو زمن الانتصار للقرار الحرّ الأبيّ، زمن المجاهدين الابطال وزمن الحق والباطل. وهو زمن الرجال الرجال عزيمتهم أصلب من الجبال وإيمانهم أقوى من الباطل، وقد آمنوا بالحق أن القدس عاصمة أبدية موحدة لفلسطين، وأنّ «إسرائيل» غدّة سرطانية يجب أن تزول من الوجود، وهذا حقنا وما عدا ذلك باطل».

طرابلس

نظّم اتحاد الشباب الوطني بالتعاون مع عدد من الجمعيات الكشفية والأهلية اللبنانية والفلسطينية، مسيرة شبابية في طرابلس انطلقت من أمام مقر الاتحاد في التل، وانتهت في اعتصام حاشد أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث كانت تبثّ الأناشيد والأغاني الثورية. وهتف المشاركون بعبارات تضامنية مع غزّة وفلسطين وضدّ أميركا والصهيونية.

وألقيت كلمات لكل من: عضو برلمان الشباب خالد عدس، زكريا الأحمد بِاسم كشاف الشباب الوطني، محمود مقدادي كشافة بيت المقدس ، فضيلة وهبي جمعية أهل العطاء ، فرح أزور جمعية بيت الآداب والعلوم ، ومروى الخطيب بِاسم كشّافة الغد.

بعد ذلك، تلا عضو قيادة المؤتمر الشعبي المحامي عبد الناصر المصري نصّ المذكرة الموجهة إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون جاء فيها: «تتعرّض غزّة منذ أسبوعين لهجمة «إسرائيلية» بشعة ترتكب فيها أبشع المجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين حتى وصلت نتائج العدوان حدود 600 شهيد و4000 مصاب، وهذا الاعتداء ليس الأول ولن يكون الأخير إلا إذا تحرّكت الأمم المتحدة ووضعت حدّاً لغطرسة «إسرائيل» الغاصبة وعدوانيتها.

إنّ الشعب الفلسطيني يتعرّض لحرب إبادة جماعية منذ عام 1948 في ظلّ تواطؤ دولي وسكوت غالبية دول العالم، وعلى رغم صدور مواثيق وقوانين دولية تؤكد حق الشعوب بالحرية ومقاومة المحتل وتقرير المصير والعيش بكرامة على أرضها، إلا أن الشعب الفلسطيني، وعلى رغم نضاله الطويل لم يستطع أن يتمتع بهذه الحقوق بسبب الاحتلال «الإسرائيلي» والاستيطان وعمليات التهويد للمدن والقرى والأحياء الفلسطينية.

إنّ المجتمع الدولي الصامت على العدوانية الصهيونية يعتبر في نظر الشعب العربي شريكاً في هذه العدوانية والجرائم المستمرة المتمادية. لذلك، فإننا ندعوكم بصفتكم أميناً عاماً لمنظمة أنشئت من أجل تحقيق العدل والأمن الدوليين أن تتدخلوا فوراً لتحقيق ما يلي:

1 ـ وقف الاعتداءات الصهيونية فوراً على قطاع غزّة حقناً لدماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والآمنين.

2 ـ فكّ الحصار عن قطاع غزّة وفتح كلّ المعابر بما يسمح بتأمين مقوّمات الحياة لشعب غزّة المحاصَر منذ سنوات.

3 ـ العمل لإطلاق جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون «إسرائيل»، فحماية الأسرى مسؤولية دولية وبقاؤهم في سجون العدو يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي بأسره.

4 ـ اتخاذ كل الإجراءات القانونية لمعاقبة قادة «إسرائيل» السياسيين والعسكريين أمام محكمة الجنايات الدولية لارتكابهم أفعالاً إرهابية وجرائم حرب وإبادة جماعية.

5 ـ إحياء قرار الأمم المتحدة باعتبار «إسرائيل» دولة عنصرية والتعامل معها على هذا الأساس.

6 ـ تطبيق قرارات الأمم المتحدة لجهة الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرضه وعودة اللاجئين إلى أرضهم.

إن دوركم أساس في تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وتطبيق المواثيق والأعراف الدولية ومبادئ القانون الدولي الإنساني. وكل تراخٍ في تطبيق تلك القوانين والأعراف والمبادئ يجعل المنظومة الدولية كلّها محلّ اتهام أمام ملايين العرب الذين يتوقون للعدالة الدولية واستعادة الحقوق العربية والفلسطينية المغتصبة».

وبعد تسليم المذكّرة لممثلة الصليب الأحمر الدولي، قام المعتصمون بإحراق العلمين الأميركي والصهيوني تأكيداً لرفضهم العدوان على غزّة.

شاطئ صور

نظّمت مؤسّسة «بيت أطفال الصمود» وقفة تضامنية في منطقة صور على شاطئ تجمّع جلّ البحر، بعنوان «من صور إلى غزّة… بحراً»، تضامناً مع أبناء غزّة واستنكاراً للعدوان الوحشي الذي تشنّه آلة الحرب الصهيونية.

ووقف الأطفال على شاطئ البحر على وقع الالحان الوطنية التي عزفتها فرقة «الصمود» الموسيقية، وبأيديهم رسائل للعالم بوقف المجازر بحق اخوانهم في غزّة. ورفعوا العلم الفلسطيني ولوحات تعبّر عن وحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته. وقبل أن يغادروا المكان أرسلوا بالونات عبر السماء عليها أسماء شهداء العدوان.

الفصائل الفلسطينية

ونظّمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وقفة تضامنية في مخيم مار الياس في بيروت، بمشاركة حشد كبير من شباب المخيم، وأضيت الشموع. وأشار أبو الريم في كلمة ألقاها إلى أنّ نتنياهو في حربه البرية على غزّة يهرب من الفشل إلى الفشل، ولن يجني إلا الخيبة على رغم كل المحارق والمجازر التي يرتكبها ضد شعبنا، والتي لن تزيده إلا عزلة وإدانة. لافتاً إلى أنّ صمود شعبنا وبسالة مقاومتنا شكّلت الردّ البليغ على حرب الإبادة هذه التي لن تزيدنا إلا قوّة وإصراراً على المقاومة والمواجهة.

وانتقد أبو الريم الصمت العربي الرسمي إزاء القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، كما دان الصمت الدولي للمؤسسات الدولية التي تساوي بين الضحية والجلاد بل تحوّل الضحية إلى جلاد، مطالباً المجتمع الدولي بأن يتحمّل مسؤولياته ويتدخّل لحماية الشعب الفلسطيني، وتمكينه من تقرير مصيره لإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وفقاً للقرار 194 ومحاسبة «إسرائيل» عملاً بالمواثيق والمعاهدات الدولية.

وحيّا الشعوب في كل انحاء العالم الذين ينتفضون دعماً للقضية الفلسطينية ودعاها إلى توسيع دائرة تحرّكاتها لعزل «إسرائيل» وإرغام المجتمع الدولي على محاسبتها.

وأخيراً، أُحرق العلمان «الإسرائيلي» والاميركي، وكان تأكيد على وحدة الصف الفلسطيني في الشتات، وعلى أنّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته لم ولن ينكسر.

كما نظّمت الجبهة الديمقراطية في البقاع مسيرة سيّارة دعماً لشعبنا الصامد ومقاومته في غزّة، انطلقت من أمام المركز الثقافي الفلسطيني في سعدنايل، وجابت بلدات عدّة وصولاً إلى قرى في البقاع الغربي. ورُفعت خلالها الاعلام الفلسطينية ورايات الجبهة وشعارات داعمة للمقاومة والوحدة الوطنية.

وألقى عضو اللجنة المركزية في الجبهة عبد الله كامل كلمة أكد فيها صمود شعبنا وحق المقاومة في ردع العدوان، والدفاع عن شعبنا وحقوقه الوطنية، ودعا إلى تشكيل غرفة عمليات موحدة، تشارك فيها كل الفصائل المقاومة. وأكد ضرورة استكمال النضال السياسي في الامم المتحدة لدخول كل مؤسساتها الدولية، خصوصاً محكمة العدل الدولية، لكي يستطيع شعبنا محاكمة الاحتلال على جرائمه. كما حيّا كامل تضحيات شعبنا بكل فئاته، على صموده في وجه الهجمة البربرية الصهيونية.

وخرجت مسيرة بدعوة من حركتَيْ الجهاد الإسلامي وحماس، من أمام مساجد مخيم الرشيدية، وجابت شوارع المخيم دعماً لغزّة، وشارك فيها ممثلون عن الفصائل الوطنية والإسلامية، ورفعت خلالها الرايات والاعلام الفلسطينية.

كما ارتفعت الهتافات المؤيدة للمقاومة، والمندّدة بالعدوان «الإسرائيلي» الذي يستهدف قتل الأطفال والنساء والمسنّين.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أبو سامر موسى: «إننا في هذه اللحظة نقول للصهاينة مهما قتلتم، ومهما دمرتم، فلن يزيدنا ذلك إلا إصراراً وتمسّكاً بمشروع المقاومة التي تصنع النصر والعزّة». مستنكراً الصمت العربي المخزي إزاء ما يجري في فلسطين.

وأكّد عضو الهيئة السياسية في حركة حماس في صور أبو أنس ضرورة الوحدة في مواجهة هذا العدو.

كما نظّمت حركة حماس مسيرات حاشدة تحت شعار «دعماً لصمود أهلنا في غزّة»، انطلقت من مساجد مدينة صيدا، وتلاقت عند ساحة الشهداء حيث نفّذ اعتصام شاركت فيه القوى الاسلامية والوطنية الفلسطينية وأئمة المساجد.

ورفع المعتصمون الرايات الفلسطينية ورايات حماس ومجسّمات لصواريخ القسّام، وأطلّ من على شاشة عملاقة النائب والقيادي في حماس مشير المصري مباشرة من غزّة بكلمة حيّا فيها الشعب اللبناني، لا سيما أهالي صيدا لدعمهم صمود الأهالي في غزّة، مؤكداً خيار المقاومة في مواجهة العدو «الإسرائيلي».

وتحدّث خلال الاعتصام مفتي صور الشيخ مدرار الحبال فقال: «أمام ما نرى من مجازر تحدث بحق أبنائنا وإخواننا ونسائنا وشيوخنا في غزّة، عائلات تقتل جماعات ويقتلون أفراداً، ومع ذلك يكبتون ويكبتون. لا نستطيع إلا أن نقف موقف تقدير واحترام وتعظيم وإيمان لأنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فعلى رغم الآلام والحصار والشدائد وكل شيء، تراهم يحصدون النصر تلو النصر. في صيدا نعلن أننا وإياهم في خندق واحد في مواجهة هذا العدو، وندعو دائماً إلى وحدة الصف لأن انتصارنا بوحدة الصف يكون».

وقال مسؤول حماس في لبنان علي بركة: «ظنّ المجرم نتنياهو أنّ غزّة ضعيفة وأنّ حصاره لها سيدفعها للاستسلام، فإذا به يقع بالفخ أو بالاحرى قد تورط. لقد ورطته في هذه المعركة جهتان: فريق في حكومته ضغط عليه وأجبره على الانخراط في هذه الحرب، وفريق آخر وللاسف من بني جلدتنا زيّن له هذه المعركة».

وأضاف: «مضى أسبوعان على هذه المعركة، معركة العصف المأكول، وإذا بجيشه أصبح عصفاً مأكولاً، وها هي المقاومة تقتل منهم منذ الحرب البرية فقط ثلاثين ضابطاً وجندياً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى