كيري يفشل في فرض شروطه وعباس يعود إلى رام الله

قلب نجاح كتائب القسام في أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، معادلة العدوان لمصلحة المقاومة الفلسطينية، وخصوصاً بعد أن كشفت المقاومة في بياناتها فضيحة العدو في إخفاء خسائره من القتلى الذين تجاوز عددهم 52 قتيلاً.

وعلى رغم الحراك الدولي والإقليمي لايقاف العدوان وبما يخدم شروط العدو، وانتشاله من مأزقه، وهو الأمر الذي كان سبب حراك وزير الخارجية الاميركي والامين العام للامم المتحدة، جون كيري وبان كي مون، للبحث عن اتفاق للتهدئة. ويتوقع المحللون أن ينتقل بنيامين نتنياهو في عدوانه إلى مرحلة جديدة من التصعيد، خصوصاً بعد الاشارات التي توحي بفشل كيري في فرض شروط الاحتلال على المقاومة من القاهرة وانتقاله إلى قطر، وبما يشير إلى أن موضوع التفاوض وضمناً العدوان سيستغرق وقتاً اضافياً في هذه الفترة، وهو سيؤدي بالتالي إلى توسيع العدوان الارهابي على شعبنا الفلسطيني.

وعلى رغم أن ترددات أسر أحد جنود الإحتلال ومقتل أكثر من 52 حندياً آخر أضاف نقاطاً عديدة في رصيد المقاومة التي لن تفرط بهذا النجاح الذي حققته، فإن فاتورة وقف العدوان الذي كانت حصيلته أكثر من 641 شهيداً و3700 جريح، لن تتم إلا بشروط المقاومة مع إدخال رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته، محمود عباس في آليات التنفيذ.

وفي السياق، أكدت مصادر رسمية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ألغى زيارته المقررة للسعودية وعاد بسرعة إلى رام الله، ودعا إلى اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية.

وأكدت مصادر فلسطينية أن لقاء عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة ركز على شروط المقاومة في أي تهدئة قادمة مع الاحتلال «الاسرائيلي».

وأشارت المصادر أن مشعل حمل عباس ورقة شروط المقاومة في التهدئة. إذ تتبنى السطلة الفلسطينية فكرة وقف إطلاق النار وفق المبادرة المصرية والتي تنص على وقف فوري لإطلاق النار بين الجانبين ومن بعدها تقوم الفصائل الفلسطينية والكيان «الإسرائيلي» باجتماعات في القاهرة، يحاور فيها الجانب المصري الجانبين بغية التوصل الى اتفاق مرضٍ.

إلا أن حركة حماس أكدت رفضها المبادرة المصرية وأكدت أنها لا تثق في الجانب «الإسرائيلي» والذي يخترق كل هدنة وكل تهدئة مشددة على أنها لا تريد أن يتم وقف إطلاق النار من دون وجود معالم واضحة للاتفاق.

وعلى ما يبدو أن فشل محادثات القاهرة ومغادرتها جون كيري إلى قطر ومغادرة والأمين العام الأمم المتحدة إلى «تل أبيب» يثير قلقاً من رغبة «تل أبيب» في توسيع العدوان ضد غزة.

هذا وأفادت وكالة «معا» للأنباء أن الرئيس عباس سيلقي خطاباً ليلاً يوضح فيه كل ما جرى على الصعيد السياسي ويطالب القيادات المختلفة بتحمل مسؤولياتها على الفور لدعم صمود غزة.

وأكدت مصادر فلسطينية أن لقاء عباس برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة ركز على شروط المقاومة في أي تهدئة قادمة مع الاحتلال «الاسرائيلي».

يوميات العدوان

ودخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه السادس عشر مسجّلاً ارتفاعاً جديداً في حصيلة الضحايا المدنيين الفلسطينيين وصل إلى 641 شهيداً وأكثر و3700 جريح.

وتواصل القصف الصهيوني على قطاع غزة وأحصي تدمير 15 منزلاً منذ ساعات الصباح، فيما قصفت طائرات العدو مسجد الفاروق في مدينة رفح وهو المسجد الثالث في أقل من ساعتين. واستهدفت قذائف المدفعية سيارات الإسعاف شرق خان يونس كما أطلقت قوات الاحتلال قذائف تحتوي غازات سامة.

كما تركزت الغارات الصهيونية على مدينة الشجاعية وخان يونس والزيتون شرق القطاع، وذكرت وكالة «وفا» الفلسطينية أن مدن القطاع من رفح جنوباً وحتى بيت حانون شمالاً، شهدت قصفاً عنيفاً ومركزاً من البر والبحر والجو على منازل المواطنين والمساجد والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والأندية الرياضية، إضافة إلى تدمير مراكز خدماتية ومرافق.

وأعلنت مستشفيات القطاع أنها استقبلت عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال الآمنين، مشيرة إلى أن أغلب الشهداء وصلوا أشلاء مقطعة ومتفحمة، فيما وصل عشرات المصابين مبتوري الأطراف أو مصابين بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة.

وأفادت الوكالة عن استشهاد شاب في قصف مدفعي استهدف منطقة الزنة في بلدة بني سهيلا، شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وكذلك إستشهاد 5 مواطنين في مدينة دير البلح وسط القطاع جراء غارتين منفصلتين.

كما أستشهد شابان في قصف صهيوني طاول مدينة خان يونس. وأدت غارة صهيونية على مخيم النصيرات وسط القطاع إلى إستشهاد شاب، كما لقي آخر حتفه في قصف على مدينة دير البلح وسط القطاع.

صواريخ على مستوطنات العدو

من جهة أخرى، تجدد القصف الصاروخي الفلسطيني من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة، وأطلقت صواريخ عدة باتجاه منطقة «تل أبيب» الكبرى والسهل الداخلي. وسقط صاروخ في ساحة مدرسة بأسدود.

وتحدث إعلام العدو عن إصابة تسعة «إسرائيليين» إثر هروبهم للاختباء أثناء سقوط صواريخ على منطقة «غوش دان» وسط فلسطين المحتلة، كما جُرح مستوطنان جراء سقوط صاروخ في مستوطنة ايهود.

وأعلنت «كتائب القسام» عن قصف موقع «زيكيم» العسكري الصهيوني بـ 3 قذائف هاون 120 ومستعمرة كفار عزة بـ 5 صواريخ 107، وأسدود بـ 5 صواريخ غراد.

وأكدت «كتائب القسام» استهدافها دبابة ميركافا أثناء محاولتها سحب آليتين شرق التفاح، مشيرة إلى تحقيق إصابات مباشرة في صفوف الجنود الصهاينة.

العدو يعترف بفقدان جندي…

وبعد يومين من إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» أسرها جندياً صهيونياً، اعترف جيش العدو بفقدان أحد جنوده قبل يومين في الشجاعية. وقال جيش الاحتلال «إن الجندي المفقود هو آرون شاؤول عمره 21 سنة من لواء غولاني، وقتل ستة من رفاقه في معركة وفقد هو».

وبحسب قناة العدو «العاشرة» فإن الجندي كان في ناقلة الجند المدرعة التي جرى استهدافها في الشجاعية، مضيفة: «أن الجيش «الإسرائيلي» شخّص سقوط ستة قتلى وقد وُجدت جثثهم».

ووفق تقديرات جيش الإحتلال فإن الاحتمال ضئيل، أن يكون الجندي المفقود حياً. وذكرت وسائل إعلام العدو أن الجيش أبلغ عائلات الجنود السبعة بأن أولادهم قتلوا لكن ما زال الجيش يفحص مصير الجندي السابع».

كما أقرّ قائد لواء «الناحل» في الجيش الصهيوني بمقتل اثنين من جنوده و 50 آخرين بعضهم في حالة خطيرة خلال العمليات في القطاع.

كيري في القاهرة

وعلى وقع التطورات الميدانية، تسارعت وتيرة الجهود الدبلوماسية على مدار الأربع والعشرين ساعة الماضية لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري من القاهرة، إن المبادرة المصرية تعتبر «إطاراً مثالياً» لوقف إطلاق النار في غزة، محملاً حركة حماس المسؤولية عن سقوط ضحايا مدنيين في قطاع غزة.

وأعرب كيري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري عن دعمه للمبادرة المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي رفضتها حركة حماس. وقال الوزير الأميركي إن المبادرة المصرية «أهم ما يمكن تقديمه لإنهاء العنف في غزة» مؤكداً ضرورة «معالجة أسباب بدء القتال في قطاع غزة».

وجدد المسؤول الأميركي تأكيد «حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها»، معرباً في الوقت نفسه عن قلقه «من سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في قطاع غزة».

وبدوره، أكد وزير الخارجية المصري أن واشنطن والقاهرة متفقتان على دفع «الإسرائيليين» والفلسطينيين لوقف إطلاق النار.

كي مون في «تل أبيب»

ومن «تل أبيب»، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إنه «يجب إيقاف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة»، مستنكراً في الوقت ذاته استهداف المدنيين في القطاع.

وطالب بان خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو الحكومة الفلسطينية الجديدة بـ»نبذ العنف والاعتراف بـ «إسرائيل»، داعياً «إسرائيل» والفلسطينيين إلى «قبول حل الدولتين».

وقال بان: «رسالتي «للإسرائيليين» والفلسطينيين: أوقفوا القتال وابدأوا بالتحاور لمعالجة جذور الصراع، حتى لا نكون في ذات الموقف بعد ستة أشهر أو عام».

من جانبه، شبه نتنياهو حركة حماس بـ»تنظيم القاعدة وجماعة بوكو حرام» النيجيرية، مجدداً التأكيد على أن «تل أبيب» ستواصل عدوانها العسكري على غزة حتى القضاء على البنية التحتية لفصائل المقاومة الفلسطينية.

ومن المقرر أن يصل كي مون إلى رام الله، للقاء رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في الضفة الغربية، في إطار المساعي الدولية لوقف إطلاق النار في غزة.

واشنطن تحذر رعاياها من التوجه إلى كيان الاحتلال

ووجهت الولايات المتحدة أول من أمس تحذيراً طلبت فيه من رعاياها عدم التوجه إلى كيان الاحتلال «الإسرائيلي» وقطاع غزة والضفة الغربية بسبب «التوتر البالغ الذي يسود المنطقة».

ونقلت مصادر عن وزارة الخارجية الاميركية قولها في بيان إنها «تحذر المواطنين الاميركيين من خطر السفر إلى «إسرائيل» والضفة الغربية أو غزة بسبب الأعمال القتالية الراهنة».

ولفتت واشنطن إلى أن سفارتها في كيان الاحتلال «الإسرائيلي» تعمل «في شكل محدود» مع تقليص الطواقم العاملة التي «تكتفي بتقديم الخدمات القنصلية الملحة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى