أبو فاخر: دور مصر أكبر وأبعد من طرح مبادرات ومشاريع تسوية وقطر صدى صوت أميركا

دمشق سعد الله الخليل

مع دخول العدوان الإسرائيلي المفتوح على قطاع غزة مراحله المتقدمة وتجاوز عدد الشهداء 770 شهيداً وأكثر من 4700 جريح تبدو آفاق التهدئة بعيدة في ظل غياب المبادرات التي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وترتقي إلى تضحيات الشعب الفلسطيني.

مبادرات تتجاهل الدم

أكد أمين السر المساعد للجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة أبو فاخر «أن تعدد المبادرات يتجاهل ما يجري على الأرض الفلسطينية، ويعجز عن الارتقاء لغزارة الدماء المسفوكة أمام الصمت الدولي والعربي عن المجازر المرتكبة». وأضاف أبو فاخر: «المطلوب إيقاف العدوان من دون قيد أو شرط، ومن دون ربط الجريمة بمبادرات وتسويات، والمطلوب الغضب من كل أنصار الشعب الفلسطيني في ظل الصمت المخزي للأنظمة والدول العربية والتي تعيش حالة الخنوع». واعتبر أبو فاخر: «أن السير في مبادرات لوقف إطلاق النار مشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني».

ورأى الكاتب الفلسطيني عدنان كنفاني: «أن جهود وقف ما يجري على الأرض الفلسطينية لا يمكن وصفها بالتهدئة، بقدر ما هو إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، وما يتعرض له من قتل وتدمير للبنى التحتية والتي يندى لها الجبين، والمفارقة أن نرى المبادرات التي تظهر سواء أكانت قطرية أم سعودية، تتصارع على الدم الفلسطيني بين جماعة الإخوان المسلمين والوهابية، وهما مبادرتان لا تلبيان طموحات ما يجري على الأرض الفلسطينية، ولا الفصائل التي ترفض العودة الى الهدنة الأولى، ومعادلة التهدئة مقابل التهدئة، والتي هي عودة إلى المربع الأول وهي لا تلبي بالحد الأدنى شروط الشعب الفلسطيني بعد حجم التضحيات بالدم والبنية التحتية التي يتعرض لها منذ 1967، وبالتالي أي قبول بالعودة للمربع الأول يضع الشعب الفلسطيني لقمة سائغة أمام طموحات العدو بتكرار الهجوم كلما رغب بتصدير مشاكله الداخلية».

مصرية أم قطرية؟

تدعو المبادرة المصرية كلاً من «إسرائيل» والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لجميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً، وعدم تنفيذ أي عمليات اجتياح برى لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.

وفي المقابل، توقف الفصائل الفلسطينية جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه «إسرائيل» جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين بالمقابل تفتح «إسرائيل» المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية، في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض، على أن يتم بحث باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن لاحقاُ تنص المبادرة القطرية التركية، والتي تعتمد على مواقف حماس على أن تفرج «إسرائيل» عن كل الأسرى المعاد اعتقالهم من صفقة شاليط أخيراً في الضفة الغربية، والسماح بإقامة ميناء بحري في غزة وفتح معبر رفح 24 ساعة يومياً وجميع المعابر بين غزة والاحتلال الصهيوني كاملا، كما تسمح حكومة الاحتلال الصيد لبعد 12 ميلاً من شواطئ غزة، ووضعت المبادرة الطرف الأميركي كوسيط وضامن للاتفاق بين حماس والكيان الصهيوني المبادرة رفضتها حماس.

الى ذلك، دافع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مبادرة القاهرة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، واعتبرها خالية من أي شروط، وعلى رغم أن المبادرة القطرية تبدو ملبية لطموح الفلسطينيين، إلا أن وضع الولايات المتحدة كضامن للاتفاق على رغم معرفتها مسبقاً بالانحياز الأميركي الكبير لـ «إسرائيل».

دور مصر ملتبس وعربي قاصر

أمل أبو فاخر أن يكون لمصر دور آخر وأبعد من طرح مبادرات ومشاريع تسويات وقال: «مصر التي تعيش الذكرى 62 لثورة تموز وأقامت ثورتين في عامين نجدها صامتة والمبادرة المصرية لا ترتقي الى دور مصر أم الدنيا التي يجب أن يكون دورها قيادي، لا وسيط والمطلوب أن تقف موقفاً حازماً وتقول كفى أي دولة إما أن تقف مع الحق أو أن تصمت». أما المبادرة القطرية «اعتبرها أبو فاخر امتداداً للسياسات الأميركية وليست محاولة لترسيخ الدور الأميركي، بل هي صدى الصوت الأميركي المتورط في الحرب على الشعب الفلسطيني».

وأعلنت الجامعة العربية أنها بدأت توثيق الجرائم لإقامة دعاوى قانونية لدى الجنائية الدولية، ويتساءل أبو فاخر عن الصمت والعجز العربي التي تأمرت الدول العربية على مراكز القوى في مواجهة المشروع الصهيوني وُشنت حروب في ليبيا نصرة لشعبها كما زعمت، وفي سورية حشدت قوى دولية وطالبت الناتو بالتدخل فيما تصمت اليوم أمام مجازر الشعب الفلسطيني ويتساءل أين هم اليوم مما يجري في غزة؟.

فيما يرى كنفاني بالحراك الأميركي المتسارع بجولة وزير الخارجية جون كيري محاولات لإنقاذ العدو «الإسرائيلي» الذي أعلن سقوطه في مستنقع غزة، ويسعى كيري لإخراجه منه وهو أكبر من إعلانات كيري وبان كي مون اللذين يقرآن بالصفحة نفسها من كتاب واحد. واعتبر كنفاني ما صدر عن مجلس الأمن بتحميل الفلسطينيين المسؤولية وخلق ذرائع للكيان الصهيوني، وتكرار مغالطات تاريخية يتم ترجمتها بصراع مبادرات سعودية وهابية بواجهة مصرية مسلوبة الإرادة، وإخوانية قطرية بواجهة حماس المسلوبة الإرادة أيضاً.

منظمة التحرير متضامنة ….؟!

من جهتها، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية رسميا تأييدها «مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله». معتبرة أنها «مطالب الشعب الفلسطيني بأسره» ودعت إلى تحرك شعبي واسع تضامناً مع القطاع. وطالبت بتضامن فلسطيني- مصري راسخ ووحدة إرادة عربية شاملة ومساندة عالمية واسعة».

وفي هذا السياق، طالب أبو فاخر» السلطة الفلسطينية بإطلاق طاقات الفلسطينيين في الضفة وأراضي 48 فتبنّي المواقف لا يكفي في ظل التنسيق الأمني مع العدو، والإصرار على المفاوضات التي آن الأوان للإعلان عن وقفها بشكل نهائي بحسب أبو فاخر».

المبادرة الحقيقية

وصف كنفاني المبادرتين بالمرفوضتين بالشكل الحالي، كونهما لا تلبيان أياً من شروط المقاومة ولا يمكن البحث بهما إلا إذا أدخلت إليها تعديلات وهو ما يتم العمل عليه وفق شروط المقاومة الأساسية، وهي رفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر وحرية الصيد وإدخال المعونات وهي طلبات إنسانية، وتمثل الحد الأدنى من متطلبات واحتياجات الشعب الفلسطيني بالإضافة الى إطلاق الأسرى أقله الجدد على خلفية خطف المستوطنين.

واعتبر كنفاني «أن المبادرة الحقيقية هي المبادرة الفلسطينية- الفلسطينية التي تتجاوز موقف السلطة الذي ما يزال بعيداً عما يجري، وأكد كنفاني أنه رغم غياب التنسيق السياسي إلا أن الفصائل على الأرض تقوم بالتنسيق والكلمة الحسم ستكون لها، ولن تتنازل عن شروطها السيادية فاليوم الفعل بيدها بعد أن تحول العدو لاستقبال ردود الأفعال، وينتظر شروط المقاومة». وأضاف كنفاني: «لن نخسر أكثر مما خسرناه في سياسة الأرض المحروقة التي يتّبعها العدو بحق المدنيين في غزة، فخلال الحملة الصهيونية تجاوز ما تعرض له المدنيين أضعاف ما أصاب المقاومين».

وعن آفاق المعركة التي يخوضها شعب فلسطين يقول أبو فاخر: «عملياً صراعنا مع العدو مفتوح ومعركتنا مستمرة ونعول على أصدقائنا الضغط لوقف العدوان علينا وكلنا ثقة أن الجريمة الإسرائيلية ستصل مفاعيلها كل الساحات العربية، ليس أمامنا إلا الصمود لنكتب صفحة مشرقة في تاريخ هذه الأمة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى