آل سعود… الوجه الصهيونيّ القبيح

فهد المهدي

كشفت الحرب التي يشنّها العدو الصهيوني على غزة حقيقة الوجوه الهرمة الحاكمة في السعودية التي تجاوزها الزمن وتجاوزها الشارع العربي، فالعلاقات التاريخية والمتينة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني «الإسرائيلي» لم تعد سرية مثلما كانت سابقاً، إذ كشفت الوثائق التي أفرج عنها من أرشيف الوثائق الأميركية والبريطانية عن الدور الخبيث التآمري للنظام السعودي ضد قضية فلسطين والمقاومة.

تجلّى الخبث السعودي سابقاً ضد العرب والمقاومة ودعمه لـ»إسرائيل» في حرب تموز 2006، يوم وقفت السعودية على رأس هرم الدول التي وقفت ضد حزب الله، وبخاصة عندما أصدرت بياناً من أسوأ البيانات في تاريخ الصراع مع الصهاينة، محمّلة حزب الله مسؤولية الحرب ونتائج «مغامراته»!

حتى كتابة هذه السطور، الصمت السعودي سيّد الموقف، والإعلام السعودي الداخلي يستعرض أخبار غزة خبراً ثانياً أو ثالثاً لناحية الأهمية، كأنه ينقل عن حدث يجري في جزر واق الواق! أما الإعلام السعودي «الخارجي» الذي تمثله «العربية» و«الشرق الأوسط»، فأولوياته للموضوع السوري ومتابعة أي خبر مضاد لإيران وحزب الله!

هذا المثلث المرعب للعدو الصهيوني ولوجهها القبيح، آل سعود، الذي أظهر المقاومة الفلسطينية في غزة بمظهر القوة والثقة من خلال صواريخ «فجر» الإيرانية و«غراد» السورية الصنع وجهود حزب الله لتسليم هذه الصواريخ إلى المقاومة في فلسطين يمكنهم تغييبه إعلامياً وإظهار هذه القوى المقاومة بمظهر العدو للعرب والمسلمين لأسباب طائفية وسياسية، لكنهم من الناحية الفعلية حاضرون بقوة في كل صاروخ تطلقه القسّام وسرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وغيرها من الفصائل المقاومة .

السعودية التي تقتلها الوحدة تجد نفسها اليوم مكشوفة أمام الملأ، فإذا كان تبرير النظام السعودي عدم مساعدة حزب الله أثناء الحرب عليه من قبل العدو الصهيوني بأنه شيعي يحقق مصالح لا تخدم العرب إشارة إلى إيران، كشفت حرب غزة راهناً عن وجه صهيوني قبيح وخائن ليس لفئة أو طائفة بعينها فحسب إنما لجميع العرب والمسلمين ، وانهار داخلياً، متراجعاً في شرعيته، غير قادر على الحركة إزاء تحديات المرحلة الداخلية والخارجية.

سبات آل سعود هذا يعني في أسوأ الحالات اتهاماً ضمنياً لحركات المقاومة الفلسطينية بأنها منفعلة وغير متدبرة وغير حكيمة ومغامرة، بل قد يكون المعنى أبعد من ذلك ليتضمن ولو ضمنياً فرحاً وسروراً لما يفعله إخوانهم الصهاينة في غزة لتثبت من خلاله صحة ما تعلنه في كل حرب مع العدو الصهيوني، إذ سبق أن أثبتت تجارب سابقة في حرب تموز وحرب غزة الأولى والثانية عكس ما يريدون.

صراعنا اليوم ليس صراعاً مع العدو الصهيوني الغاصب لأراضينا العربية فحسب، بل ثمة صراع لا يقل أهمية عن هذا الصراع هو الصراع مع خونة قضية العرب والمسلمين الأكثر انبطاحاً وتنفيذاً لأوامر واشنطن و«تل أبيب»، إذ تفوّق آل سعود أكثر بكثير من الصهاينة أنفسهم في التآمر وتحطيم روح الثقة بالعزة والشرف والقوة والقدرة على استعادة الحق العربي والفلسطيني لدى الشعوب العربية، في محاولة لقتل الحماسة والتفاعل في الشارع العربي وإسقاط خيار المقاومة من العقل العربي.

نظام آل سعود الخائر القوى هو بلا همّة وبلا عزيمة، فكيف له أن يكون ناصراً ومعيناً للقضية الفلسطينية التي يخاف أن تجلب عليه غضب الصهاينة وأميركا والغرب؟ بيد أن أشبال الشهادة يعلمون مثل الآخرين أن لا أحد ينتظر نصرة أو عوناً من آل سعود، بقدر ما يتمنّون ألاّ يأتيهم الشرّ من قبلهم، فهم صانعو العنف والتكفير والتآمر مع الأجنبي على كل ما هو عربي وإسلامي.

تمكن آل سعود من خداع العرب والمسلمين وتنفيذ الأجندات المشتركة بينهم وبين إخوتهم بالدم منذ عهد فيصل بن عبد العزيز وحاييم وايزمان أول رئيس للكيان الصهيوني ، إذ التقيا قبل 89 عامًا في تشرين الثاني 1919 في لندن، وأصدرا وعداً مشتركاً للتفاهم بينهما، على ضوء القرابة العرقية التي تجمع بينهما، على ما عبر بيريز أمام حضور من علماء دين وسياسيين يمثلون معظم دول العالم، وهذا يعني أن كيان آل سعود وجه صهيوني قبيح يعمل قاعدة إسقاط صفة العدو الاحتلال الصهيوني.

أودّ ختاماً توجيه كلمة إلى العالم العربي والإسلامي بأن مكة، مثله القدس، محتلة من قبل صهاينة أشدّ وأعتى من صهاينة عرفناهم. صهاينة تغلّفوا باسم دين الإسلام فجعلوه دين إرهاب، فهم لا يتردّدون في ارتكاب أي رذيلة باسم هذا الدين، سواء كانت سياسية أو أخلاقية ، فلا بد من طردهم من أرض الحجاز وتطهير أرض الحرمين من رجسهم قبل فوات الأوان .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى