كيري يقترح خطة من مرحلتين لوقف النار في غزة

استمر الحَراك السياسي والدبلوماسي، الدولي والإقليمي، على أشده في محاولة لإيجاد مخارج لإيقاف العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني، وبما يحفظ ماء وجه كيان العدو الذي بدأ يصيبه الانهاك من استمرار حربه الهمجية، وهو الذي يعتمد الحرب الخاطفة والقصيرة تحقق له أهدافه العدوانية، وكلما طال أمد هذا العدوان يعرف ان النصر هو حليف أبن الأرض التي يرويها بدمائه وعرقه ومقاومته.

وفي ضوء ذلك تأتي الجولة المكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي اقترح أمس، خطة من مرحلتين لوقف إطلاق النار في غزة، تتضمن في المرحلة الأولى هدنة لمدة أسبوع تبدأ غداً الأحد، وبعد دخول الهدنة حيّز التنفيذ، تبدأ مفاوضات بين مسؤولين فلسطينيين و»إسرائيليين» حول المسائل الاقتصادية والسياسية والأمنية الرئيسية، بمشاركة دول أخرى».

المعلومات نقلتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول شارك في المفاوضات التي أجراها كيري، والذي أكد أن «تفاصيل مهمّة من الخطة لا تزال قيد التفاوض». ومن بين المسائل العالقة مقترح «إسرائيلي» بإبقاء جنود إسرائيليين في غزة خلال الوقف الموقت لإطلاق النار.

وبحسب الصحيفة فإن كيري أجرى بموازاة جولته في المنطقة، محادثات مع نظرائه في قطر ومصر وتركيا والنرويج، مضيفة أن «المحادثات مع وزيري خارجية قطر وتركيا تُعد مهمة على نحو خاص، لأن الدولتين دعمتا حماس ويبدو أن لديهما بعض النفوذ على الحركة، كما يبدو أنهما تعملان كوسيطين».

و قالت الإذاعة الإسرائيلية: «إن كيري نقل اقتراحاً لوقف النار إلى الحكومة «الإسرائيلية» وحماس ينص على وقف الهجمات المتبادلة لأيام عدة، ويحتفظ الجيش «الاسرائيلي» خلالها بإمكانية مواصلة معالجة الأنفاق برياً، فيما تجري حماس محادثات مع القيادة المصرية بشأن التسهيلات التي ستعطى لها بعد الحملة» بحسب الإذاعة الاسرائيلية.

صحيفة آل سعود «الحياة» نقلت عن مصادر فلسطينية أن «حماس وافقت مبدئياً على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية، لكنها تطالب بضمانات للمطالب الأخرى»، مضيفة «أن هذا الاتفاق، إذا خرج إلى النور، فسيمثل حلاً وسطاً بين رفض مصر تعديل مبادرتها للتهدئة وإصرارها على وقف النار ثم التفاوض على المطالب، وإصرار حماس على تلبيتها قبل وقف النار».

ونقلت الصحيفة عمن وصفته بـ»القيادي البارز» في «حماس» «أن الاستحقاق الحقيقي لوقف النار هو تشغيل المعابر، بما فيها معبر رفح»، نافياً أن يكون أحد قد طرح على الحركة نزع سلاح المقاومة.

كيري يلتقي بان وشكري

وفي سياق آخر، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس في القاهرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية المصري سامح شكري، باحثاً تطورات العدوان «الاسرائيلي» على غزة. واستمر اللقاء بين كيري وبان كي مون وسامي شكري حوالى نصف ساعة.

ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة تعمل مع مصر على «إعداد خطة يمكن أن تؤدي الى هدنة انسانية في القطاع».

من جانب آخر، قال مسؤولون اميركيون إن كيري تحدث هاتفياً مرات عدة مع وزيري خارجية قطر وتركيا. ورفضت حماس مبادرة عرضتها مصر لوقف اطلاق النار، مطالبة برفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ العام 2006.

… وبان يدعو إلى هدنة انسانية

وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم أمس الى «هدنة إنسانية» فورية في غزة حتى نهاية عيد الفطر المبارك الأسبوع المقبل. وأضاف الأمين العام أن هدنة في المعارك يمكن أن تؤدي الى «وقف أطول لإطلاق النار»، قائلاً: «يستطيع جميع الأطراف بالتأكيد الموافقة على وقف القتال خلال فترة العيد المقدسة، ويستطيع الجميع بالتأكيد أن يوافقوا على وقف التقاتل خلال هذه الفترة القصيرة على الأقل». وتأتي هذه الدعوة بعد لقاءات عدة بين بان كي مون ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ومسؤولين مصريين كبار لوقف العدوان على غزة.

يوم القدس في العالم

على صعيد آخر، لبّى الإيرانيون ومسلمو العالم، نداء الإمام الخميني بإحياء يوم القدس العالمي، بمسيرات مليونية جابت أنحاء البلاد كافة نصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وتضامناً مع قطاع غزة بوجه العدوان الصهيوني الغاشم، مرددين شعارات «الموت لـ «اسرائيل» و «الموت لأميركا» و»يا قدس إنّا قادمون».

يوم القدس العالمي

ففي إيران، انطلقت مسيرات مليونية لاسيما في العاصمة طهران عدا عن 770 مدينة. وقد بادر المتظاهرون إلى إحراق العلمين الصهيوني والأميركي مؤكدين دعمهم لقضية فلسطين، واستعدادهم للجهاد في سبيل تحرير فلسطين والمقدسات من براثن الكيان «الإسرائيلي».

وشهدت المسيرات في العاصمة طهران مشاركة كبار الشخصيات في الجمهورية الإسلامية الذين أكدوا دعمهم للشعب الفلسطيني في جهاده ضد الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال مشاركته في تظاهرة مركزية أقيمت في طهران: «إن بإمكان المسلمين أن ينتصروا في وجه الاعتداءات والتجاوزات إذا كانوا متحدين يداً واحدة». وأضاف: «الساكتون عن الجرائم في غزة سيخجلون من فعلتهم أمام التاريخ».

وجاء في البيان الختامي لمسيرة يوم القدس في طهران بأن إزالة الغدة السرطانية «إسرائيل» يجب أن تبقى أولوية للعالم الإسلامي.

… والعراق يندد بالعدوان

وفي العراق، عمّت تظاهرات عدداً من المدن لاسيما العاصمة بغداد. وخرجت الحشود العراقية من مختلف محافظات البلاد منددين بالعدوان «الإسرائيلي» على غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تدين الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وسط شعارات تدعو إلى دعم القضية الفلسطينية، ونددوا بالصمت الدولي تجاه ما يحدث في غزة.

وتخللت المسيرات والتجمعات الجماهيرية التي كان أكبرها في بغداد والنجف والبصرة استعراضات عسكرية وإلقاء كلمات وقصائد بهذه المناسبة، حيث رفعت الاعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للفلسطينيين والمنددة بالصهاينة.

وفي لبنان، شهدت بعض المناطق والمخيمات الفلسطينية مسيرات تضامنية مع القدس وغزة في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون.

ونُظمت مسيرات عند الحدود وأقيم احتفال في مركز معروف سعد بمدينة صيدا، كما أقام حزب الله احتفاله المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت تميّز بحضور شخصي لسماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بين جموع جماهير المقاومة.

ورأى السيد نصر الله في كلمة له أنه يوماً بعد يوم يتبين أهمية إعلان الإمام الخميني بشأن يوم القدس العالمي والحاجة الماسّة لإحيائه من قبل الأمة في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك باعتباره تأكيداً لقداسة وإلهية القضية وإسلاميتها.

… وسورية تتظاهر في يوم القدس

أما في باكستان وأفغانستان والجزائر وتونس وسورية، فقد خرج الآلاف في مسيرات جابت الشوارع، منددين بالعدوان الصهيوني على فلسطين المحتلة.

وفي العاصمة السورية دمشق، أقام تحالف قوى المقاومة الفلسطينية وجمعية الصداقة الفلسطينية – الإيرانية احتفالاً جماهيرياً أمام الجامع الأموي الكبير وذلك بمشاركة فاعاليات شعبية وممثلين عن القوى والفصائل والهيئات والمؤسسات الفلسطينية والسورية.

وفي اليمن، أحيا الآلاف من نشطاء الحراك الجنوبي المناسبة بفعالية مسائية في بلدة الضالع جنوب البلاد، حيث ندد المشاركون فيها بجرائم العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني مؤكدين وقوفهم الكامل ودعمهم المطلق لقوى المقاومة الفلسطينية وحقها في الدفاع عن الأرض والعرض.

وخرجت مسيرات ضخمة في العديد من المدن ومنها صنعاء وصعدة حملت خلالها الاعلام الفلسطينية وهتفت ضد الاحتلال «الإسرائيلي» ورفعت لافتات تدعو لمقاطعة البضائع الأميركية. وتحدث في احتفال يوم القدس في صعدة مسؤول حركة «انصار الله» السيد عبد الملك الحوثي حيث رأى أن الموقف الرسمي العربي من القضية الفلسطينية هو موقف متواطئ لصالح العدو «الإسرائيلي».

مسيرات بحرينية

وشهدت منطقتا باربار والمالكية والعديد من القرى مسيرات حاشدة، انطلقت منذ ساعات الفجر الأولى، وقد حمل المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية وصور قادة المقاومة والشهداء، كماردّدوا الشعارات المنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على أهالي قطاع غزّة.

وبعد صلاة الجمعة شهدت العاصمة المنامة وباقي المناطق مسيرات مماثلة، أكّد المشاركون فيها الوقوف الى جانب القضية الفلسطينية، ودانوا الصمت العربي والدولي على الجرائم التمادية بحق أهالي قطاع غزّة، داعين الى نصرة المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاعتداءات «الإسرائيلية».

المنطقة الشرقية السعودية تتظاهر

وفي المنطقة الشرقية في السعودية شارك مجموعة من الفنانين في الرسم المباشر للقضية الفلسطينية على مسرح فجر الإسلام بالربيعية إحياءً ليوم القدس العالمي الذي دعا إليه الإمام الخميني. وحضر المهرجان الذي حمل عنوان «لن نبدّل تبديلا» من جميع مدن وقرى القطيف والإحساء تلبية لنداء النصرة للقضية الفلسطينية، وألقى الشيخ محسن المبارك كلمة تناول فيها أهمية القضية وأنها تمثل الصراع بين الحق والباطل في هذا الوقت.

دعوة أوروبية للتحقيق عن جريمة «الأونروا»

على صعيد فتح التحقيق بجريمة مدرسة الأونروا، دعا الاتحاد الأوروبي أمس إلى فتح تحقيق سريع بالقصف «الإسرائيلي» على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة أوقع 15 قتيلا و200 جريح يوم أول من أمس الخميس.

وقالت المتحدثة الدبلوماسية باسم الاتحاد الأوروبي مايا كوسياسيتش: «ندعو إلى تحقيق سريع وكامل في هذا الحادث، مشددة على ضرورة احترام حرمة وسلامة الأونروا». وأضافت: «نحن قلقون جداً من تصاعد العنف في قطاع غزة، حيث تجاوزت حصيلة القتلى في العملية «الإسرائيلية» 820 قتيلا.

وفي السياق، رأت وزارة الخارجية الروسية أن الأحداث في قطاع غزة تثير قلقاً متزايداً، ولا يمكن إلا إدانة مقتل الأبرياء، ولا سيما الأطفال، كما حدث في الهجوم على مدرسة الأمم المتحدة في بيت حانون.

وشددت الخارجية الروسية على ضرورة الوقف العاجل لإطلاق النار من أجل إنهاء معاناة السكان المدنيين في «إسرائيل» وفي قطاع غزة على الأسس العامة للمبادرة المصرية.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد «دان القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا في قطاع غزة، مؤكدا مقتل موظفين تابعين للأمم المتحدة خلال القصف». وقال: «إن بين القتلى أطفال ونساء وموظفون أمميون.

وطالب الأمين العام جميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية وعدم استهداف الموظفين الأمميين العاملين في القطاع. وأضاف بان كي مون: أن قصف المدرسة يؤكد ضرورة الإسراع في التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى