لبنان في المرتبة 65 من حيث التنمية البشرية

أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقرير التنمية البشرية لعام 2014، تحت عنوان «دعم التقدم البشري: الحدّ من أوجه الضعف وبناء مقوّمات المناعة»، في حضور رئيس الوزراء الياباني سينوز آبي ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك.

ويشدّد التقرير على «مخاطر دائمة تهدّد التنمية البشرية»، معتبراً أنّ «التقدم لن يكون منصفاً ولا مستداماً، ما لم تواجه هذه المخاطر بسياسات منهجية ومعايير اجتماعية فاعلة». كما يتناول موضوع التعرض للمخاطر من منظور متجدّد مقدّماً اقتراحات لبناء مقومات المناعة.

وقالت كلارك: «بدرء المخاطر تصبح للجميع حصّة من التقدم في التنمية وتصبح التنمية البشرية أكثر إنصافاً واستدامة».

أمّا بالنسبة إلى ما يعوق التقدم، يلفت التقرير إلى أنّه «في ظلّ ما يشهده العالم من أزمات متسارعة عابرة للحدود، بات من الضروري الوقوف على طبيعة الأخطار للتمكن من تحصين الإنجازات والمضي في التقدم. فالتقدّم في التنمية البشرية، حسب دليل التنمية البشرية، في تباطؤ تشهده مختلف مناطق العالم». ويرصد، في هذا السياق، أخطار عديدة تعوق هذا التقدم من أزمات مالية، وتقلّبات في أسعار المواد الغذائية والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة.

ويعرض التقرير قيم وترتيبات مؤشّر التنمية البشرية لعام 2014 HDI لـ187 دولة ومنطقة معترف بها من قبل الأمم المتحدة، إضافة إلى مؤشر التنمية البشرية المراعي للتفاوتات بين الجنسين المعدّل لـ145 دولة»، موضحاً أنّ «مؤشر التنمية البشرية هو قياس موجز لتقييم التقدم الطويل الأمد في ثلاثة أبعاد أساسية في التنمية البشرية: حياة طويلة، الصّحة، الوصول إلى المعرفة ومستوى معيشي لائق».

ويتوقف التقرير «عند ما تتعرض له المنطقة العربية من أخطار متشعبة جراء ما تواجهه من نزاع وبطالة في صفوف الشباب وعدم المساواة، وهي أخطار يمكن أن تعطل مسيرة التنمية البشرية اليوم وفي المستقبل، إذا لم تتم معالجتها. فالصراع في سورية، إضافة إلى الصراعات الأخرى التي تشهدها المنطقة، أصاب العديد من الأسر بأضرار جسيمة وخلق أعداداً كبيرة من النازحين واللاجئين في العالم الذين باتوا اليوم يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية قاسية».

ويلفت التقرير الأممي إلى أنّّ «الأطفال والنساء الذين يشكلون أعلى نسبة من أعداد النازحين، يعيشون الحرمان بأوجه متعددة محرومين من الخدمات العامة الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم»، مؤكداً أنّ «الأعداد الكبيرة من الشباب في المنطقة تتطلّب اهتماماً خاصاً على مستوى السياسة العامة ليحظوا بفرص العمل اللائق وكي تستفيد المنطقة من العائد الديمغرافي».

وحسب التقرير، تحتلّ قطر المرتبة الأولى في طليعة بلدان المنطقة العربية، من حيث الدخل الفردي، بينما تحتلّ السودان المرتبة الأخيرة. ويبلغ نصيب الفرد من الدخل 15.817 دولاراً ويتجاوز المتوسّط العالمي نسبة 15 في المئة. وتحلّ المنطقة العربية دون المتوسطات العالمية في العمر المتوقع عند الولادة وسنوات الدراسة، وهنا يشير التقرير إلى تأخر الدول العربية نسبة إلى المتوسطات العالمية بمقياس دليل التنمية البشرية معدلاً بعامل عدم المساواة في التعليم والصحة والدخل حيث يصل متوسط عدم المساواة إلى أكثر من 17 في المئة وتجتمع عوامل كثيرة منها، ضعف تمثيل المرأة في البرلمانات والفوارق بين الجنسين في المشاركة في القوى العاملة لتضع المنطقة العربية في موقع متأخر حسب دليل الفوارق بين الجنسين.

وبالنسبة إلى لبنان، «تبلغ قيمة مؤشر التنمية البشرية فيه 0.765 وذلك ضمن الفئة المرتفعة في التنمية البشرية واضعاً الدولة في الترتيب 65 من أصل 187 دولة ومنطقة. وبين عام 2005 وعام 2013 ارتفعت قيمة مؤشر التنمية في لبنان من 0.741 إلى 0.765 وهي زيادة بنسبة 3.2 في المئة أو متوسط زيادة سنوية قيمتها 0.40 في المئة ويتشارك لبنان هذه المرتبة مع جمهورية بنما».

وعن تقييم التقدّم مقارنة مع دول أخرى، يلفت التقرير إلى أنّه «يمكن مقارنة التقدم المحرز على المدى الطويل مع دول أخرى في شكل مفيد، فعلى سبيل المثال، وخلال الفترة ما بين 2005 و2013، شهد كلّ من لبنان والأردن وعمان درجات مختلفة من التقدم باتجاه زيادة مؤشر التنمية البشرية لديهم».

أمّا بالنسبة إلى مؤشر عدم المساواة بين الجنسين GII ، يوضح: «أنّ لبنان يتمتّع بقيمة تبلغ 0413 في مؤشر عدم المساواة بين الجنسين ليكون ترتيبه 80 من أصل 149 دولة في مؤشر عام 2013. وتشغل المرأة في لبنان 3.1 في المئة من المقاعد البرلمانية، فيما وصلت نسبة 38.8 من النساء البالغات إلى مرحلة التعليم الثانوي مقارنة بنسبة 38.9 في المئة لنظرائهنّ الرجال. وفي مقابل كلّ 100 ألف ولادة، يتم تسجيل وفاة 25 امرأة لأسباب مرتبطة بالحمل، ومعدّل الولادات لدى المراهقات فهو 12 ولادة لكلّ 1000 ولادة حية. أما معدّل مشاركة المرأة في سوق العمل فكانت بنسبة 22.8 في المئة مقارنة مع 70.5 للرجال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى