السيّد نصرالله: سنفعل ما يجب لكن حذارِ الضغوط

كتب المحرر السياسي

بينما كان السيد حسن نصرالله يعلن أنّ المقاومة في لبنان، منتبهة إلى خطر تحوّل العدو من الفشل إلى الانتحار، وهي جاهزة لكلّ الاحتمالات، وفيما كانت التحضيرات للتظاهرات في الضفة الغربية لأيام قادمة تسير نحو الاتساع بعد تجربة يوم القدس، كان وزير الخارجية الأميركي مجتمعاً بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مكتب وزير الخارجية المصري سامح شكري، لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع يمنح حكومة بنيامين نتنياهو سلّماً للنزول عن شجرة الحرب وفرصة لإجهاض الانتفاضة الثالثة التي بدأت بوادرها، للامتناع عن التفكير بالانتحار.

ومثلما كان السيد نصرالله يعد «إسرائيل» بما تعلم أنه ينتظرها إذا ما فكرت بتوسيع نطاق العدوان لتقع في الانتحار، معلناً أنّ المقاومة ستقوم بكلّ ما يجب أن تقوم به، كان يُحذّر من الضغوط على قيادة المقاومة الفلسطينية لفرض هدنة بالشروط الإسرائيلية، تتخطى شروط المقاومة، بعدما كان دقيقاً في تحديد عوامل النصر في الميدان المتألق بالانتصارات، والصمود الشعبي المذهل بتحمّل التضحيات، والصمود السياسي الذي يخشى عليه من الضغوط.

مبادرة كيري القائمة على نصّين مختلفين لكلّ من الجانب الإسرائيلي والفلسطيني، تقوم على مشترك وحيد هو هدنة إنسانية تبدأ في الساعة السابعة من صباح اليوم لسبعة أيام تجرى خلالها مفاوضات غير مباشرة بين قيادة المقاومة والحكومة الإسرائيلية بشراكة السلطة الفلسطينية وبواسطة الحكومة المصرية، بهدف تحقيق ما يتوقعه كلّ من الفريقين.

تقدّم واشنطن والأمم المتحدة ومصر والنروج وبريطانيا وتركيا وقطر للفريق الفلسطيني ضمانتها أنّ هذه المفاوضات ستنتهي بفك الحصار وفتح المعابر وإعادة الإعمار مقابل ضمانات لإسرائيل بنهاية المفاوضات بنزع الصواريخ وإنهاء الأنفاق، وإضافة بنود للضمانات طلبتها السلطة الفلسطينية تتصل بجعل الاتفاق جزءاً من عملية إعادة الاعتبار لحلّ نهائي للقضية الفلسطينية لبناء دولة فلسطينية مستقلة.

النصائح التي وجهها كيري لنتنياهو بالموافقة لاقت قبول الحكومة الإسرائيلية المصغرة التي تريّثت بانتظار صدور إشارات الموافقة الفلسطينية كي لا تقع بما وقعت فيه مع المبادرة المصرية بينما تولّى القطريون والأتراك مهمة الضغط على حركة حماس لإعلان موافقتها، بعدما نجح الحراك القطري التركي وفقاً لما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبل يومين عن الاستعداد للموافقة على هدنة إنسانية، وكما تفيد المعلومات الواردة من غزة، فإنّ قيادة المقاومة تدرس ما وصلها عن المبادرة ولم تصل إلى تحديد موقفها النهائي بعد، وهذا ما حدا بحركة حماس إلى إعلان الموافقة على الهدنة لمدة اثنتي عشر ساعة فقط، سيظهر معها مستقبل الفرص المتاحة لتحوّل الهدنة إلى وقف ثابت لإطلاق النار، وبالتالي تحديد المضمون السياسي الذي سيحدّد وحده، التوازن الذي توقفت عنده الحرب.

نصرالله يطلّ مباشرة ويؤكّد انتصار المقاومة في غزّة

في ظلّ هذه الأوضاع، شكّلت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم القدس العالمي، الحدث الأبرز أمس ليس فقط داخلياً، بل على المستوى الإقليمي، لما حملته من رسائل باتجاه العدو «الإسرائيلي» وكل الذين يدعمون عدوانه على قطاع غزة وعلى فلسطين.

فمن حيث الشكل، أتت الإطلالة المباشرة للسيد نصرالله في المهرجان على رغم الظروف الأمنية الداخلية لتؤكّد مدى الدعم الذي تقدّمه المقاومة وحزب الله للفلسطينيين ومقاومتهم في قطاع غزة، كما أنّ السيد نصرالله خاطب أبناء غزة والمقاومين هناك بالقول: «نتابع بدقة كلّ تطورات المعركة، ونحن معكم وإلى جانبكم وسنقوم بكلّ ما نرى أنه من الواجب أن نقوم به». بينما خاطب قيادة كيان العدو قائلاً لهم: «أنتم في بيت العنكبوت فلا تذهبوا إلى دائرة الانتحار».

وقال السيد نصرالله: «إنّ الذي يحسم المعركة في غزة هي ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي، موضحاً أنّ المستهدف من العدوان على غزة ليس حماس فحسب، بل المقاومة وسلاحها وثقافة المقاومة». وقال: «إنّ غزة وهي تشيّع شهداءها اليوم انتصرت بمنطق المقاومة، فبعد اليوم الـ18 من العدوان لم يحقق هذا العدو أياً من أهدافه، بل إنّ المقاومة انتصرت وهي قادرة على صناعة المزيد من الانتصارات».

فشل العدو بتحقيق أهداف عدوانه

ولاحظ السيد نصرالله «أنّ المعركة تدور بين طرفين، الجيش «الإسرائيلي» وهو أقوى جيوش العالم في مقابل قطاع صغير وساحلي ومحاصر، وعلى رغم ذلك نرى الفشل «الإسرائيلي» في مقابل إنجازات المقاومة».

وأضاف: «بعد اليوم الـ18 فشل العدو في المسّ بمنظومة الدفاع عن غزة والعملية البرية فشلت، بل وانتهت إلى هزيمة لواء غولاني، ولذلك يسعى العدو إلى استهداف المدنيين وكسر البيئة الحاضنة للمقاومة لكي يفرض عليها القبول بأي تسوية». مؤكداً «أنّ الأمور تتجه إلى فرض معادلات جديدة على العدو وهو ما يحتاج إلى بعض الوقت لأنه ليس من السهل أن يسلّم نتنياهو وقيادته بالانتصار الفلسطيني».

ودعا السيد نصرالله إلى وضع الخلاف والحساسيات حول الساحات الأخرى جانباً لنقارب مسألة غزة كمسألة شعب ومقاومة ومسألة محقة، فغزة يجب أن تكون فوق كلّ اعتبار وكلّ حسابات، داعياً إلى تقديم كلّ أنواع الدعم السياسي والمعنوي والمادي وصولاً إلى الدعم التسليحي. مؤكداً أنّ سورية وإيران وحزب الله لم يقصّروا على مدى السنوات الماضية في تقديم كلّ أشكال الدعم للمقاومة والشعب الفلسطيني. وقال: «كنا في حزب الله وسنبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة ولم نبخل بأيّ شكل من أشكال الدعم».

تحطّم الطائرة الجزائرية ومصير الـ19 لبنانياً

أما داخلياً، فقد بقيت المأساة التي نتجت من سقوط الطائرة الجزائرية والتي أدّت إلى مقتل كلّ ركابها وبينهم 19 لبنانياً تدمي قلوب اللبنانيين وتشغل الجهات الديبلوماسية لمعرفة مصير جثامين الضحايا، حيث أخذت عيّنات دم من أقارب الضحايا لإجراء فحوص الـ«D.N.A» وإرسالها إلى السفارة اللبنانية في مالي بعد أن غادر وفد من وزارتي الخارجية والداخلية إلى هناك لمتابعة قضية الضحايا اللبنانيين.

ملف النازحين في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل

من جهة أخرى يبحث مجلس الوزراء الأسبوع المقبل في إمكانية استضافة طرابلس مؤتمراً لوزراء خارجية الدول المضيفة للنازحين في أيلول المقبل للبحث في كيفية تأمين احتياجاتهم، لاتخاذ القرار المناسب في هذا الشأن.

حان وقت السلسلة

وأمس بحث وزير التربية الياس بوصعب مع وزير الصحة وائل أبو فاعور سلسلة الرتب والرواتب، وأكد أبو فاعور استمرار الجهود للوصول إلى حلّ يوازن بين الإيرادات والنفقات مما يؤدي إلى إقرارها من دون تعريض الوضع الاقتصادي والمالي إلى أيّ اهتزاز.

وشدّد وزير الصحة على أنّ الحوار الذي يجري بين الرئيس فؤاد السنيورة وتيار المستقبل مع الرئيس نبيه بري هو حوار مجد جداً، وما يقوم به النائب وليد جنبلاط لتسهيل هذا الحوار بدأ يعطي ثماره بالاتفاق حول الجلسة الحكومية وإخراج موضوع الإنفاق، مشيراً إلى أنّ العمل يجري حالياً على إخراج سلسلة الرتب والرواتب لتوحيد الأرقام. واعتبر من جهة أخرى أنه «لا يبدو في الأفق أنّ هناك إجراء للانتخابات النيابية».

مصادر 8 آذار: تكثيف الاتصالات بعد العيد

وكشفت مصادر نيابية في 8 آذار أنّ هناك توجّهاً لتنشيط الاتصالات بعد عيد الفطر سعياً لتذليل العراقيل التي أدّت إلى عدم إقرار السلسلة.

وأشارت إلى أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري طلب من وزير المال علي حسن خليل تكثيف الاتصالات بعد العيد مع الكتل النيابية، خصوصاً كتلة «المستقبل» على أمل الوصول إلى حلول لاعتراضاتها على بعض بنود السلسلة.

هيئة التنسيق تطالب بو صعب بالتفرّغ…

وطالبت هيئة التنسيق النقابية وزير التربية الياس بو صعب، أن يتفرّغ خلال الأيام المقبلة لتأمين معالجة الإشكالات التي تعترض إقرار الحقوق في السلسلة كما فعل في الفترة الأخيرة في إقرار ملفي العمداء والتفرّغ، مستفيداً من الضغط المشترك الذي تقوم بها هيئة التنسيق النقابية والطلاب والأهالي، لإقرار حقوق الأساتذة والمعلمين في السلسلة، ولإعطاء الشهادة الرسمية للطلاب والتي تشكل الحلّ الوحيد الذي يؤمّن حقوقهم ويضمن مستقبلهم».

إطلاق ثلاثة صواريخ من عين حرشا والشبهات تحوم حول الجماعة اللبنانية

إلى ذلك، عاد إطلاق الصواريخ باتجاه فلسطين المحتلة من جهات مجهولة حيث أطلقت ثلاثة صواريخ من المنطقة العقارية لبلدة عين حرشا في قضاء راشيا، إلا أنها أخطأت وجهتها وسقطت في الأراضي اللبنانية.

وأفضت عمليات المسح التي أجراها الجيش اللبناني في مكان إطلاق الصواريخ فجراً إلى العثور على 3 منصات صواريخ.

وأفاد مصدر أمني «البناء»، «أن المكان الذي أطلقت منه الصواريخ مدروس بدقة، بحيث أنّ مطلقي الصواريخ يمكنهم الهروب بسرعة وبسهولة، مشيراً إلى «أنّ الشبهات تدور حول سيارة فان بيضاء اللون مجهولة باقي المواصفات، وأنّ إطلاق الصواريخ الثلاثة حصل دفعة واحدة بحيث يظهر أن صاروخاً أطلق وليس أكثر».

وفيما لم ينف أو يؤكد «الجهة» التي تقف خلف إطلاق هذه الصواريخ، لفت إلى أنه في عام 2009 حصلت مداهمة بين مزرعة جعفر وبين حوش القنعبة حيث عثر حينها على 40 صاروخاً من نفس العيار تبيّن أنها عائدة إلى الجماعة الإسلامية.

ونقل مراسل «البناء» في البقاع الغربي أحمد موسى عن المصدر الأمني قوله إنّ معلومات وردت إلى جهاز استخباراتي لبناني منذ أسبوعين عن تحرّك مشبوه لبعض المجموعات المسلحة في منطقة راشيا لإشراك المنطقة في عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وبناء عليه كثفت الأجهزة الأمنية تعقب ومتابعة تلك الجماعات لتوقيفهم منعاً للإخلال بالأمن اللبناني.

في سياق متصل، قامت مجموعة مسلحة ليل أول من أمس بمهاجمة نقطة للجيش في أطراف بلدة عرسال، فردّت عناصر الحاجز على مصادر النيران، ودارت اشتباكات استعملت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأمس برزت معطيات جديدة ستحول دون الإفراج عن الشيخ السلفي حسام الصباغ، حيث طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من استخبارات الجيش إرساله إليه موقوفاً تمهيداً للادّعاء عليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى