النباهة… و«الاستحمار»!

محمد صادق الحسيني

اتجاه البوصلة 1

لا تنشغلوا كثيرا بكثرة الحركة… إنها قطعاً بلا بركة…!

جميع اللاعبين خارج دائرة الدرع الصاروخي للقسّاميين وسرايا الجهاد إنما يجهدون لأجل سرقة النصر.

ركّزوا على معادلة الردع الأهمّ في تاريخ فلسطين التي صنعها رجال عماد مغنية بأيد فلسطينية نظيفة وطاهرة ومقدسة.

لا تعيروا أيّ اهتمام لأيّ اسم من الأسماء مهما بدت كبيرة لأنها ستظلّ جميعاً أصغر من ظفر واحد من أظافر الشهداء.

بيانات، تصريحات، اتصالات، كلمات، تهديدات، حسابات… كلّها لا تعني شيئاً لصانع القرار الحقيقي في ميدان النزال في غزة.

ثلاث صهيونيات تقاتلت معاً عبر بوابة غزة هاشم، صهيونيّة اليهود وصهيونيّة الغرب الصليبي وصهيونيّة الأعراب. والثالثة هي الأخطر…

القاهرة والدوحة وأنقرة والرياض وكلّ من يتحدث عن تهدئة مع العدو شريك مع العدو الصهيوني في جرائمه كلّها.

المطلوب من هؤلاء القَطع مع السيد والخادم، وإعلان الدعم المطلق للمقاومين وفتح جميع مخازنهم لهم… ونقطة على أول السطر.

ما عدا ذلك كلّه زيف وسيف مصلت على أهالي غزة وخلاص.

فلنسمّ الأشياء بأسمائها.

اتجاه البوصلة 2

المبادرة المصرية ومن ورائها واشنطن لا تساويان الضحية بالجلاد، بل هما طوق نجاة للجلاد.

التركي والقطري المتصهينان يوظفان سفك الدم الفلسطيني في صراع الحصص والنفوذ وبسّ.

الأصوات كلّها التي تحدثت عن نضج التسوية كانت تتاجر بالدم الفلسطيني المسفوك، سواء بلهجات فلسطينية أو عربية أو إسلامية أو مجتمع دولي، لا فرق!

الساكنون في القصور وطاعنونا في الظهر لم يكن لديهم قرار ولا خبر بساعة قرار إطلاق الصاروخ كي يتبجّحوا اليوم بنضوج التهدئة!

ثمة رقم واحد يربك التهدئة «الإنسانية» المفتوحة: إنها معادلة الردع الصاروخي الفلسطيني التي لم يروا منها سوى الجزء اليسير.

فلسطين كلّها، بطولها وعرضها، تحت سيطرة القساميّين وسرايا الجهاد، وهؤلاء وحدهم هم الذين سيقطعون اليد التي تجرؤ على توقيع أيّ توافق أو اتفاق تهدئة لا يكرّس نصر تموز الفلسطيني.

اتجاه البوصلة 3

ثمة «عرب» كثر شاركوا في تمويل الحرب العدوانية على غزة، بينهم الإمارات والسعودية…

ثمة «إسلاميون» حلموا ولا يزالون باتفاق 25 سنة تهدئة مع العدو لأجل تطويب سمعتهم السياسية وتطهيرها!

ثمة مَن فرح وسعِد باندلاع هذه الحرب ظنّاً منه أنّ النصر قطعاً سيكون حليف سيده الأميركيّ… ما أغباكم!

ثمة من رأى فيها حرباً أميركية «إسرائيلية» على سورية وإيران بعد فشلهم الذريع وهزيمتهم عند بوابات الشام.

كان الأجدر بهم لو كان لديهم بصر وبصيرة أن يروها بكونها الردّ السوري ـ الإيراني على محور الصهاينة الثلاثي.

ثمة من يقول إنّ الحرب المفتوحة قد تكون صارت قاب قوسين أو أدنى بين محور المقاومة والمحور الأميركي ـ «الإسرائيلي» العربي المتصهينين، ويبدو أنّ الرعب بدأ يدبّ في قلوبهم.

اتجاه البوصلة 4

غزة دامية بلى… لكنها عزيزة ومقتدرة…

من لم يمت في الحرب سيموت في مخدع نومه، فلا تفتحوا لنا صالون تعزية مصطنعاً ونحن في أوج النصر.

حزننا هذا، ونعرف متى نقيمه أو نقعده، ولا علاقة لكم به…

الحرب قد تنزلق إلى أوسع دائرة قد تخطر في بالكم أو في بالهم… القرار هذا في يد من يده على الزناد، واليد الأخرى في عيون المرجفين في المدينة والمنافقين وتجار الدم الفلسطيني…

كي يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود خذوا بما تفضل به سيد الكلام في يوم القدس العالمي…

اتجاه البوصلة 5

هل تسمعون جيداً؟!

هل ترون ما يحصل حولنا!؟

هل تتابعون ما يحصل في الحرب المفتوحة التي أطلقها رجال عماد مغنية ضدّ «إسرائيل» قبل نحو 40 يوماً؟

«مطار بن غوريون» – «اللد» – مشلول.

نتن ياهو يتوسّل جون كيري بإعادة الحياة الى المشلول «الاسرائيلي»!

المغتصبون الصهاينة مصابون بالجنون. لا يقدرون على النوم. يعيشون رعب تسلّل الفدائيين الفلسطينيين وهم يمشون تحت بيوتهم. ليخرجوا إليهم من أي فجوة نفق…

من يحاصر من إذن!؟

هل تصدّقون هذه الرواية؟

من سيربح الحرب المفتوحة؟

إنه زمن عماد مغنية… يطاردهم… بلى يطاردهم في نومهم ويقظتهم.

إنّه يقضّ مضاجعهم… وما النصر إلاّ صبر ساعة…

وأنتم الأعلون… وأنتم الغالبون… وأنتم من يكتب التاريخ اليوم…

ارحلوا عن فلسطيننا… فوراً.

لن يفتح «مطار بن غوريون» إلاّ لرحيلكم.

استعدّوا للهرب الجماعي… إنه يوم عودة أصحاب الأرض إليها…

فلسطين لنا… والله معنا…

اتجاه البوصلة 6

غزّة هاشم دامية بلى… وأهلها يموتون بلى.

لكنّهم يموتون ورؤوسهم مرفوعة إلى السماء.

في المقابل عدوّهم يموت أيضاً… لكنّه مخذول مدحور.

لا تقولوا إنّ الحرب هي سبب موتنا… كلا… الموت حاصل على قاعدة السنن الكونية… لكلّ أجل كتاب.

من مات في الحرب… كان سيموت في هذا الوقت نفسه وهو على فراشه أو في طريقه إلى العمل.

لا تقل لو فإنها تفتح عمل الشيطان، بل قل قدر الله ما شاء فعل.

لذلك من يمت في غزة شهيداً مرفوع الجبين في هذه الساعات أشرف له مئة مرة من أن يموت على وسادته مستسلماً للموت البطيء.

غزة هاشم إذن… ارفعي رأسك عالياً ولا تَهُني ولا تحزني، فأنت المنتصرة بإذن الله، وأنت القاهرة الظافرة، وأنت دمشق الشامخة، وأنت طهران الحرية، وأنت الضاحية الأبيّة.

ووالله أنك أنت من سيجعل قادة العدو يجثمون على ركبهم طالبين وقف إطلاق النار مقابل كامل حقوقك.

اتجاه البوصلة 7

سمّوا الأشياء بأسمائها.

المجرم والمعتدي والقاتل كيري ينام في الدوحة هذه الليلة.

ارجموه يا جماهير الخليج بالحجارة وبالأحذية.

سدّوا المنافذ عليه ولا تجعلوه يخرج من دون محاكمة.

ضيّقوا الخناق عليه وافضحوه وافضحوا مستقبليه.

اكشفوا تفاصيل الزيف والخديعة القطرية المتاجرة بالدم الفلسطيني بدعم أميركي وقح.

اطردوه من أرضنا العربية الطاهرة، لا تجعلوه يتحرك بحرية وهو يمارس أخسّ أنواع الغدر والرذيلة.

اكشفوا عنه قناعه وقفازاته الحريرية الكاذبة التي تتحدث عن «هدنة إنسانية طويلة الأمد»!

إنه هو نفسه قاتل محمد أبو خضير الفلسطيني المقدسي المظلوم… إنه هو المدافع الصلف عن المغتصب «الاسرائيلي» الأسير بيد القساميّين شاؤول آرون.

امسكوا به حيث ثقفتموه وقدموه إلى المحاكمة.

اتجاه البوصة 8

«إسرائيل» سقطت.

هل تتذكرون لمن هذا القول النبوءة؟

إنه للسيد عباس الموسوي الأمين العام السابق لحزب الله.

هل تصدقون اليوم أنه كان يتنبّأ بما نحن فيه وعليه؟

بلى، أنا أصدّق، بل أرى ما قال.

أعرف اننا قد لا نسقطها في هذه الجولة بالضرورة… لكن اختبار السقوط المدوّي قد حصل… لن تنجو «إسرائيل» بعد هذه الجولة، ولا أعرف عدد الجولات المتبقية.

لكن ما أعرفه تماماً أنّ «إسرائيل» سقطت بالفعل.لقد أصيبت «الدولة العظمى» بالشلل التام… والمنازلة الكبرى لم تبدأ بعد.

أخبرهم يا عماد…

نم قرير العين يا حاج رضوان، فقد بلّغهم سيد الكلام والأمين العام… على القضية والدماء بما يجب أن يتبلّغوا به.

اتجاه البوصلة 9

قال إنّ تركيا وقطر لا تبحثان عن دور في القضية الفلسطينية… جون كيري هو الذي اتصل بهما طالباً منهما التحرك.

بالعربي الفصيح يعني كلفهما أو أمرهما.

ومع ذلك نشكر أنقرة والدوحة على موقفهما الممتاز معنا!

أرجو ان تكونوا قد تلقفتم نباهة المتحدث؟

قديماً قيل: راح يكحّلها عماها.

وقيل أيضاً: المؤمن كيس فطن وليس كيس قطن.

الأولى للمتحدث من الدوحة.

والثانية للعاملين من على أرض غزة.

بعدنا طيّبين قولوا الله…

اتجاه البوصلة 10

سيد المقاومة لقادة السرايا والقساميّين.

لن نسمح بسقوط غزة ولو بلغ ما بلغ.

شرفاء غزة من القساميّين والسرايا.

ما ربحناه في الميدان لن نسمح لأحد بأن ينتزعه منا بالسياسة.

يا صهاينة العرب وصهاينة الصليبيّين وصهاينة اليهود.

سماؤنا في الليل والنهار فوقكم جهنم.

وأرضنا كلّها من تحتها ومن عليها كلها جهنم.

رجالنا لسان حالهم يلهج دوماً وأبداً: تقدموا تقدموا تقدموا…

لن نسمح لأيّ قاتل أميركي أو سعودي أو قطري أو عثماني أو حتى متخاذل مصري أو «عربي» أو «فلسطيني» أن يملي على غزة هاشم أيّ اتفاق مذلّ.

هذا قرار الأمين العام على الدماء.

بعدنا طيبين قولوا الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى