المرصد الأورومتوسطي: 6 آلاف من «المرتزقة» يقاتلون في صفوف قوات الاحتلال المقاومة تقصف مواقع العدو… وحصيلة شهداء غزة تجاوز 1060 شهيداً

لم تكد مهلة التهدئة أو ما روّج على تسميته بالهدنة الإنسانية التي استمرت اثنتي عشرة ساعة تنتهى حتى عاودت قوات الاحتلال »الإسرائيلي» قصفها واعتداءاتها على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى.

ارتفاع عدد الشهداء

وقد ارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا أمس جراء تجدد قصف الاحتلال »الإسرائيلي» المدفعي والجوي الذي استهدف مناطق مختلفة من القطاع إلى 13 فلسطينياً وأصيب آخرون.

كما استشهد فلسطينيان مساء أمس، وأصيب عدد آخر في قصف للاحتلال »الإسرائيلي» استهدف مركبة تابعة لبلدية »بني سهيلا» شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية »وفا» عن مصادر طبية قولها: »إن عصام إبراهيم أبو شاب 42 سنة وهو موظف في بلدية بني سهيلا وأحمد أبو سعدة استشهدا بعد استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي للمركبة التي كانا يستقلانها وتعود لبلدية بني سهيلا».

ونقلت وكالة »معاً» الفلسطينية عن أشرف القدرة المتحدث باسم لجنة الإسعاف والطوارئ الفلسطينية في غزة قوله:»إن فلسطينيين اثنين استشهدا بينما أصيب ثلاثة آخرون بينهم مسنّة في القصف الجوي لطائرات الاحتلال، الذي استهدف أرضاً في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة».

وأوضح القدرة: »أن شاباً يدعى عصام عبد الكريم أبو سعادة يبلغ من العمر 24 سنة استهدف في منطقة الزنة شرق عبسان في خان يونس جنوب القطاع، ما أدى إلى استشهاده، إضافة إلى استشهاد الفلسطيني حازم فايز أبو شمالة بعد استهدافه في بلدة عبسان الكبيرة».

وكانت طائرة لقوات الاحتلال أطلقت صاروخاً على دراجة نارية في النصيرات ما أدى إلى استشهاد من عليها. وأشار القدرة إلى »استشهاد فلسطيني آخر في منطقة الزنة جنوب القطاع، إضافة إلى استشهاد فلسطيني آخر مجهول الهوية في قصف الاحتلال الإسرائيلي على خان يونس.»

كما استشهد فلسطينيان شرق المنطقة الوسطى إثر إطلاق مدفعية الاحتلال »الإسرائيلي» قذائفها بكثافة على المناطق الشرقية الحدودية للقطاع.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن فلسطينياً استشهد فى قصف جديد لقوات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة استهدف الليلة الماضية تجمّعا لمدنيين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. فيما أعلنت مصادر طبية استشهاد الطفل فادي بركة متأثراً بجراحه في المستشفيات المصرية، إضافة إلى استشهاد فلسطينيين اثنين أحدهما امرأة تبلغ من العمر 23 سنة متأثرين بجراحهما فجر اليوم أمس في مستشفيات غزة. كما استشهدت سيدة فلسطينية في قصف جوي لقوات الاحتلال على منزل غرب مدينة غزة.

وقال القدرة: »إن المواطنة جليلة فرج عياد استشهدت وأصيب نجلها بجراح حرجة جداً جراء استهداف منزلهما. وبسقوط هؤلاء الضحايا الجدد يرتفع عدد الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان »الإسرائيلي» المتواصل عليه إلى 1060 شهيداً وعدد المصابين إلى أكثر من 6000 جريح غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

إلى ذلك، جددت قوات الاحتلال قصفها المدفعي لأراضي ومنازل الفلسطينيين شرق رفح وغزة ووسط القطاع وبيت حانون شمالاً حيث تسمع في أنحاء مختلفة من القطاع أصوات القذائف المدفعية، كما تسمع أصوات الانفجارات ولاسيما في أحياء الشعف والزيتون والشجاعية والتفاح، إضافة إلى قصف المقبرة الشرقية. ويتزامن هذا القصف مع تحليق مكثف للطائرات المروحية وطائرات اف 16 وطائرات الاستطلاع »الإسرائيلية» في مختلف مناطق قطاع غزة.

وفي ما يخص الأوضاع المأسوية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة في ظل العدوان »الإسرائيلي» المستمر عليه، أكدت شهادات وتقاريرعدة أن التهدئة التي اتفق عليها أمس لمدة 12 ساعة أظهرت حجم المآسي والدمار الذي أصاب مناطق عدة في القطاع.

وأشارت التقارير إلى أن »سيارات الإسعاف والطواقم الطبية والدفاع المدني أمضت مدة التهدئة في البحث عن جثث الشهداء المتحللة، التي منعتهم قوات الاحتلال من انتشالها من تحت الركام في حي الشجاعية المنكوب طيلة الأيام الماضية، ليجدوا أجسادا ممزقة وأشلاء متناثرة وجثثاً متفحمة.

ولفتت إلى أن الكثيرين ممن دخلوا إلى الحي اضطروا لوضع الكمامات على أنوفهم نظراً لرائحة الدماء والموت التي تنتشر بين الأزقة والشوارع، فيما حجم الدمار الذي حل في المنطقة يوحي بأن زلزالاً ضربها.

المقاومة ترد

في مقابل ذلك، واصلت المقاومة الفلسطينية عملياتها رداً على العدوان »الإسرائيلي» الهمجي على القطاع.

وفي هذا السياق، أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها قصفت صباح اليوم أمس مستوطنة تل أبيب وسط فلسطين المحتلة بصاروخين من طراز ام 75 ومستوطنة أسدود جنوباً بـ 5 صواريخ غراد، مشيرة إلى أن صافرات الإنذار دوت في مناطق واسعة في جنوب ووسط فلسطين المحتلة، كما أعلنت المقاومة أنها قصفت موقع كيسوفيم العسكري »الإسرائيلي» بصاروخي 107.

بدورها، ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت »الإسرائيلية» أن صاروخاً انفجر في منطقة مفتوحة في مستوطنة بتاح تكفا من دون وقوع إصابات. وكانت المقاومة أعلنت مساء أمس عن قصفها مستوطنات تل أبيب وعسقلان بصواريخ عدة.

ذعر في المستوطنات

على صعيد آخر، وفي مؤشر على حالة الذعر السائدة لدى المستوطنين »الإسرائيليين» جراء عمليات المقاومة النوعية مع استمرار العدوان خرج أكثر من خمسة آلاف مستوطن »إسرائيلي» الليلة الماضية فى تظاهرة لمطالبة حكومة كيانهم بوقف إطلاق النار والعمليات العسكرية ضد غزة، الأمر الذي دفع بعض المستوطنين المتطرفين إلى محاولة الاعتداء عليهم.

وعبّر المتظاهرون عن سخريتهم وتشكيكهم بدعايات كيانهم غير الشرعي معتبرين أنه يأكل ساكنيه ويقتل جيرانه. وفي وقت لاحق اليوم أمس أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن موافقتها على تهدئة مع قوات الاحتلال لمدة 24 ساعة تبدأ الساعة الثانية بعد الظهر استجابة لطلب من الأمم المتحدة.

مرتزقة في جيش الاحتلال

من جهته، دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الدول التي يقاتل عدد من حملة جنسيتها في صفوف قوات الاحتلال »الإسرائيلي» إلى المسارعة بسحبهم بعد تسجيل انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ارتكبت بحق الفلسطينيين العزّل في قطاع غزة خلال العدوان »الإسرائيلي» المتواصل على قطاع غزة.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له أوردته وكالة صفا الفلسطينية: »إنه كشف عن وجود مئات الأوروبيين والأميركيين والكنديين وحملة جنسيات دول أخرى من الذين يتطوعون للخدمة العسكرية في صفوف قوات الاحتلال شاركوا في قتل المدنيين الفلسطينيين ولا سيما في غزة».

وأضاف: »أن تقديرات مصادر مختلفة بينها »الجيش الإسرائيلي»تشير إلى أن هناك أكثر من ستة آلاف جندي يحملون جنسيات مختلفة منهم على الأقل 2000 أميركي يقاتلون الآن في صفوف قوات الاحتلال »الإسرائيلي» معظمهم من غزة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت أن »جنديين أميركيين قتلا في اشتباكات في قطاع غزة قبل أسبوع، وهما ماكس شتاينبرغ 24 سنة وهو من ولاية كاليفورنيا وكان يعمل في لواء غولاني في الجيش »الإسرائيلي، ونسيم شون كرملي 21 سنة وهو من ولاية تكساس وكان يقاتل أيضاً في لواء غولاني.»

وذكر الأورومتوسطي أن هناك عشرات من الأجانب الملتحقين في الجيش »الإسرائيلي» كانوا قد شاركوا أيضا في العدوانين السابقين اللذين شنتهما قوات الاحتلال »الإسرائيلي» على غزة في كانون الأول 2008 وتشرين الثاني 2012.

وقال المرصد الأورومتوسطي والذي يتخذ من جنيف مقراً له: »في ضوء اقتراف الجيش »الإسرائيلي» لهذه الجرائم المروعة، فإن على تلك الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المجندون، الإسراع في منعهم من الاستمرار في هذا العمل».

وعبّر الأورو متوسطي عن خشيته من أن يكون تجنيد هؤلاء الأفراد قد تم بدافع تحقيق مغانم شخصية من خلال تعويض مادي كبير يقدم لهم، وهو ما يتوافق مع التعريف الذي وضعته المادة 47 من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف 1977 للشخص الذي يعد مرتزقا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى