لبنان يواصل تضامنه اليوميّ مع غزّة… والأطفال نجوم المشهديات والاعتصامات

أحمد طيّ

كشف تقرير ألمانيّ منذ أيام، أنّ «حكاية» المستوطنين الثلاثة الذين ادّعت الحكومة الصهيونية اختطافهم من قبل فلسطينيين، ما هي إلا كذبة انطلت على معظم العالم، وأنّ الهدف الرئيس من وراء هذه الكذبة إيجاد مبرّر لضرب غزّة.

التقرير كشف أنّ حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة «إسرائيلية» داخلية بحت، وأنّ السلطات الصهيونية وجدت جثث المختطفين سريعاً، لكنّها تكتّمت جدّاً على الموضوع من أجل الذريعة طبعاً.

هذه الذريعة، تذكرني بإحدى الحكايات التي تقول إن ذئباً واقفاً في أعلى تلّ، رأى في أسفل التل خروفاً فأراد افتراسه، لكنه لم يجد مبرّراً لذلك، وبعدما فكّر قليلاً، توجّه إلى الخروف وقال له: «لماذا عكّرت مياه النهر، ألم ترني أشرب منه في أعلى التل؟»، فقال له الخروف: «عجبي لأمرك، كيف تصل المياه العكِرة إليك وأنت فوق؟ فهل تجري المياه صعوداً؟»، فما كان من الذئب إلّا أن انقض على الخروف قائلاً له: «أوتجادلني؟»، والتهمه.

تكثر الذرائع، وتكثر المبرّرات، لكن هدف السهاينة واحد، القضاء على المقاومة، وحتى في هذا الهدف ذريعة أيضاً، فإن الصهاينة في «حربهم» ضد المقاومة، يقتلون الشعب الفلسطيني، يقتلون الأطفال مقاومو الغد»، يقتلون النساء الأرحام التي تحبل بالمقاومين ، ويقتلون الشيوخ الحكمة والذاكرة ، أما العرب ففي خبر كان، لا مبرّرات تعنيهم ولا أهداف، ولا وسائل ولا حرب ولا قتل، فهم باعوا فلسطين ونسيوا أمرها. ونذكّرهم ونذكّر الصهاينة معهم أننا لسنا نعاجاً ولا خرفاناً.

أما لبنان، فما زال منتفضاً مع «مقلة عينه» فلسطين، بالكلمات والمسرحيات والمشهديات والاعتصامات والوقفات التضامنية، وبالمقاومة الواحدة التي دحرت الصهاينة ذات حزيران، وأذلّتهم ذات تموز.

وإذا كان الأطفال الصهاينة قد أهدوا الأطفال اللبنانين في تموز 2006 صواريخ مهروها بإمضاءاتهم، فها هم أطفال لبنان يتألمون مع أوجاع أطفال فلسطين، ويلبسون الأكفان تضامناً مع الشهداء الأطفال، ويهدونهم الأزهار وأحلى الكلمات.

وما عسانا نقول في الطفولة، سوى التأكيد على قول الشاعر الشهيد كمال خير بك الذي قال:

ستطلّ من هذا العرين براعمي

وتقوم تهزأ بالردى أزهاري

أشبال هذي الدار بعض عواصفي

وزئيرهم شعري ولحن كناري

لن يركعوا تحت الظلام وإن طغت

خلاف الظلام خناجر الأشرار

لن يركعوا والحرف في أقلامهم

من جمر ملحمتي وضوء نهاري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى