أجواء إيجابية بعد إنجاز ملفي الجامعة والرواتب وكارثة الطائرة الجزائرية تتسبب بخسارة كبيرة للبنانيين المقاومة ترفض بيان باريس لأنه لا يستجيب لمطالبها وتخشى من مؤامرات بعض الدول العربية

لم تنجح محاولات الضغط على المقاومة الفلسطينية للقبول بتهدئة لا تلبي مطالبها، ولهذا فإن الاجتماع الدولي الذي عقد في باريس برئاسة جون كيري وزير الخارجية الأميركي والبيان الصادر عنه رفضته المقاومة لأنه لم يأخذ في الاعتبار حاجة الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن المقاومة لن تلتزم بأي قرار لا يستجيب لحقوق هذا الشعب.

غير أن ذلك يؤشر إلى وجود محاولات للالتفاف على مطالب المقاومة وإجهاض انتصارها عبر السعي إلى وقف للنار يحقق مصلحة العدو «الإسرائيلي» ويحقق له مكسباً سياسياً إلى جانب إخراج «إسرائيل» من مأزق عدوانها.

من هنا فإن المقاومة لا تخشى من العدو الصهيوني العاجز عن النيل منها على رغم تفوقه وحرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني، وإنما تخشى من مؤامرات بعض الدول العربية على القضية الفلسطينية.

ويترافق ذلك مع تصاعد المطالبات الفلسطينية برفع وتيرة التضامن العربي والإسلامي مع فلسطين والذي لا يزال أقل من المستوى المطلوب، فالشعب الفلسطيني يحتاج إلى نصرة من نوع آخر في هذه المعركة الفاصلة توفر له الدعم المادي والمعنوي وجيوش تزحف نحو القدس لتحريرها لا مجرد مسيرات فقط.

في المقابل فإن العدوان المتواصل كشف حقيقة أنه ليس هناك مجتمع مدني ديمقراطي في كيان العدو وإنما كيان عسكري استيطاني نازي يقوم على التمييز العنصري والاعتداء على حقوق الإنسان الفلسطيني.

على أن ما يحصل في غزة من مجازر وجرائم حرب استدعى رفع شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد «إسرائيل» بتهمة ارتكابها جرائم حرب ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ومدارس الأمم المتحدة.

إلى ذلك خيمت الأجواء الإيجابية في لبنان إثر إنجاز الحكومة ملف التعيينات في الجامعة اللبنانية وحل موضوع صرف رواتب الموظفين من احتياط الموازنة. ويرى بعض الوزراء والنواب أن الجو في الحكومة هو تغليب مصالح الناس، ولهذا فإن إنتاجية الحكومة في اجتماعها الأخير كانت خطوة مهمة، غير أن هذه الأجواء خلقت ارتياحاً لدى اللبنانيين الذين بدأوا يتفاءلون في أن تنسحب على حل ملف سلسلة الرتب والرواتب وبالتالي تصحيح الامتحانات الرسمية، لكن حادثة الطائرة الجزائرية التي ذهب ضحيتها العديد من اللبنانيين المغتربين الآتين إلى وطنهم بعيد الفطر عكرت هذه الأجواء وكانت خسارة كبيرة فادحة للبنانيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى