مؤرخون عسكريون «إسرائيليون»: حماس انتصرت في حرب الأدمغة

التهديدات المتكررة بتوسيع العدوان على قطاع غزة والتردد في تنفيذها طرحا علامات استفهام قويةً في كيان العدو «الإسرائيلي» عن صدقيتها وجديّتها، في ظلّ تقديرات تشير إلى أنّ الجيش «الإسرائيلي» غير مؤهل للانتصار في أيّ مغامرة برية ضدّ فصائل المقاومة.

«حماس انتصرت في حرب الأدمغة مقابل الجيش «الإسرائيلي»، والجيش «الإسرائيلي» غير جاهز لحرب عصابات كتلك التي يجرها إليه حزب الله وحماس». هذه ليست تقديرات صادرة عن الإعلام الحربي في كتائب القسام أو سرايا القدس، بل نتيجة خلص إليها أهم وأبرز المؤرخين العسكريين في «إسرائيل» أوري ميلشتاين.

كلام ميلشتاين، الذي لا يمثل حالة شاذة في تقديرات الخبراء العسكريين والسياسيين في «إسرائيل»، يطرح علامات استفهام قوية حول صداقية وجدية التهديدات بتوسيع العدوان البري التي أدمن على إطلاقها الثلاثي الذي يقود العدوان على قطاع غزة، والمتمثل برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن موشيه يعالون ورئيس الأركان بني غانتس. وأعرب وزير الزراعة يائير شامير من حزب «إسرائيل بيتنا» صراحة عن خيبة أمله من «غياب إنجازات تذكر للجيش «الإسرائيلي». شامير الذي يعدّ من أكثر الوزراء اليمينيين تطرفاً، وهو نجل رئيس الوزراء السابق اسحاق شامير، وجه سهاماً لاذعة إلى الجيش «الإسرائيلي» والمستوى السياسي على حد سواء، عندما قال: «إن ثلاثة أسابيع هي فترة طويلة بالنسبة إلى جيش متطور وقوي كالجيش «الإسرائيلي»».

واتهم شامير «الجيش والحكومة في «إسرائيل» بهدر الوقت الذي منحه العالم لهما لإنجاز المهمة»، متسائلاً: «كيف لم ينجح الجيش الكبير في إنجازها؟».

الجواب على تساؤل شامير واستغرابه حمله كلام ميلشتاين نفسه وهو «أن الشعور في أوساط القيادة السياسية والجيش «الإسرائيلي» يفيد بأن «إسرائيل» لديها جيشاً قوياً، لا بل الأقوى في الشرق الأوسط، ومن بين الجيوش الأفضل في العالم، وأنه قادر على تدمير فصائل المقاومة والقضاء عليها متى شاء، لكن الحقيقة مغايرة لهذا الشعور»، بحسب ميلشتاين. والسبب في ذلك «يعود الى عوامل قيمية وأخرى تتعلق بالانقسامات داخل المجتمع «الإسرائيلي»».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى