التضامن مع غزّة مستمرّ حتى وقف العدوان ورفع الحصار

لا تزال الاعتصامات التضامنية مع غزّة العزّة تقام في شتّى المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية، كما أنّ المواقف المؤازرة لصمود شعبنا في غزّة، ما زالت تطلق في البيانات واللقاءات والتصريحات. وفي هذا التقرير جولة على أبرز هذه المواقف والاعتصامات.

ملتقى الوفاء لفلسطين

دعا الاجتماع الرابع لملتقى الوفاء لفلسطين، الأحزاب والقوى والفصائل والهيئات اللبنانية والفلسطينية إلى المبادرة لتنظيم «مليونية غزّة» في العاصمة اللبنانية وسائر المناطق، كتعبير عن وقفة لبنان الموحّدة إلى جانب أهلنا في غزّة وعموم فلسطين.

ورأى المجتمعون الذين بلغ عددهم 94 شخصية سياسية وحزبية وثقافية وإعلامية وشبابية ونسائية واجتماعية لبنانية وفلسطينية وعربية في تلبية كل الكتل النيابية اللبنانية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة نيابية للتضامن مع غزّة وجراحها، ومع مسيحيي الموصل وأوجاعهم، تأكيداً على أنه هناك ما يجمع اللبنانيين ويوحّدهم، وهو ما عكسه أيضاً توحيد الشاشات اللبنانية على اختلاف مشاربها، في وجه العدوان على غزّة.

المجتمعون دعوا الرئيس بري إلى استكمال مبادرته النيابية بمبادرة شعبية يدعو خلالها بصفته رئيس حركة أمل كل الأحزاب والتيارات والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية إلى مؤتمر جامع حول غزّة يكون عابراً للانقسامات والتباينات والصراعات القائمة حالياً وينظم حملة تضامنية موحدة تتوجها مسيرة وطنية كبرى في شوارع العاصمة.

المجتمعون أيضاً حيّوا مواقف الشعوب والحكومات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني وأهلنا في غزّة، لا سيّما في دول أميركا اللاتينية التي سحبت سفراءها من الكيان الصهيوني، واعتبرت حكومات كبوليفيا الكيان الصهيوني كياناً إرهابياً، واستهجن المجتمعون ألّا تحذو حكومات عربية حذو حكومات أميركا اللاتينية فتقطع العلاقات مع كيان الإرهاب والعدوان، وتجرّم التطبيع معه، وتفعّل مكاتب المقاطعة وقوانينها بما فيها مقاطعة الدول والشركات الداعمة للعدوان، خصوصاً في الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، دعا المجتمعون إلى أوسع مشاركة في اللقاء التضامني الذي تقيمه سفارة الجمهورية البوليفارية الفنزويلية في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس في 6/8/2014.

كما ناقش المجتمعون سبل إيصال المتطوعين من أطباء وصيادلة وممرضين ومساعدات طبية وغذائية مقدمة من لبنان، ودعوا إلى مراجعة كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية لا سيما رئيس مجلس الوزراء ووزيري الخارجية والصحة للاتصال بالحكومة المصرية وتأمين الطائرة التي تنقل الوفد الطبي إلى مطار العريش قبل دخوله غزّة.

ودعا المجتمعون مجدداً الحكومة المصرية إلى اتخاذ قرار بفتح معبر رفح وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر واستخدام كل سبل الضغط على العدو الصهيوني وحليفه الأميركي لوقف العدوان وإنهاء الحصار وتحقيق المطالب الإنسانية البسيطة للشعب الفلسطيني وتطبيق الاتفاقات السابقة، بما فيها اتفاق التهدئة وإنهاء الحصار عام 2014، واتفاق صفقة «الوفاء للأحرار» لتبادل الأسرى وقد تمّا برعاية مصرية.

واستعرض المجتمعون كافة الفعاليات والأنشطة التي انعقدت ما بين الاجتماع الثالث للملتقى والاجتماع الرابع، لا سيما لقاء طرابلس، ووقفة «من بحر بيروت إلى بحر غزّة» والوقفات والمسيرات التضامنية أمام الأمم المتحدة، والوقفات التضامنية الحاشدة في مدافن شهداء فلسطين صبيحة أول أيام العيد.

وكان المنسق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية معن بشور قد افتتح الاجتماع الرابع بدعوة المجتمعين إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء وآلام الجرحى واعتزازاً ببطولات المجاهدين وصمود المواطنين. واستعرض جملة الفعاليات التي قامت في لبنان، كما المبادرات القائمة في عدة دول عربية من مسيرات كبرى لا سيما في المغرب والجزائر وتونس والسودان واليمن وسورية والعراق والكويت والبحرين، إضافة إلى إرسال وفود طبية ومساعدات دوائية وغذائية من السودان والمغرب واليمن وأقطار عربية أخرى.

واعتبر بشور أن ملتقى فلسطين للوفاء هو ملتقى مبادرات، يطلقها يوماً، ويدعم من يطلقها دوماً، معتبراً أنه معني بكل فاعلية تقوم من أجل غزّة وفلسطين أياً كان وراءها، فلندع مئة زهرة تضامن تتفتح في الميادين والبساتين، وبدلاً من أن يلعن الواحد منا الظلام فليشعل شمعة عمل واحدة.

وحيّا بشور كل وسيلة إعلامية تواكب جرائم العدو وصمود الناس وبطولات المقاومين، معتبراً أن ما يجري في العالم من مسيرات تضامن وتأييد ما كان له أن يتم بهذا الاتساع لولا تلك المشاهد التي نجحت وسائل الإعلام في نقلها، وتلك الحقائق التي ساهمت الأقلام الحرة في كشفها.

مسؤول حركة حماس في لبنان علي بركة قال: «أمام صمود المقاومة الفلسطينية وتحقيق الانجازات الكبيرة على هذا العدو الصهيوني، أمام صمود الشعب الفلسطيني والتفافه واحتضانه للمقاومة الفلسطينية على رغم كل الجراح والتضحيات أكثر من 1400 شهيد وأكثر من 8000 جريح فإن الشعب الفلسطيني اليوم حقيقة يصنع ملحمة بطولية، ملحمة انتصار جديد على هذا الكيان الصهيوني الغاصب».

ودعا الشيخ عطا الله حمود بِاسم حزب الله إلى وضع الخلافات جانباً والحساسيات، وإلى دعوة ما أمكن الحكومات العربية والإسلامية لتبني شروط المقاومة من رفع الحصار وحماية المقاومة وقياداتها السياسية والعسكرية… وإلى دعم سياسي ومالي وإعلامي وصولاً إلى الدعم العسكري واللوجستي. فالمقاومة أحدثت تغييراً استراتيجياً في الصراع مع العدو وحققت توازناً للردع.

اللقاء الشبابي اللبناني ـ الفلسطيني

أقام اللقاء الشبابي اللبناني الفلسطيني مساء أمس، اعتصاماً تضامنياً مع غزّة والشهداء رفضاً للصمت العربي المخزي، تحت شعار «غزّة أنت لست وحدك، كلنا معك»، وذلك في منطقة طريق الجديدة مفرق شارع عفيف الطيبي مقابل بنك البركة، شارك فيه حشد كبير من أبناء المنطقة وأهالي المخيمات الفلسطينية، ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية وأضاؤوا الشموع وردّدوا الشعارات المنددة بالمجازر التي يرتكبها العدو «الإسرائيلي» بحق الاطفال الفلسطينيين والابرياء المدنيين وهتفوا تأييدا لغزّة التي تقاوم في وجه العدوان الظالم.

ووجّه رئيس اللقاء احمد الشاويش كلمة حيّا فيها صمود المقاومة في غزّة وقال: «تحية وفاء وعزّة إلى شهداء غزّة وأبطالها وإلى المقاومين، غزّة الأبية الصامدة التي تدافع عن شرف الامة لك منا ألف تحية وسلام».

وختم: «انظروا إلى الدول الاوروبية كيف تتضامن مع الشعب الفلسطيني وانظروا إلى عربان الدول الخليجية والعربية كيف يتضامنون مع أنفسهم بالصمت ضد غزّة».

إعلاميون

تجمّع عدد من الإعلاميين اللبنانيين والفلسطينيين مساء أمس أمام تمثال الشهداء في وسط بيروت، من أجل فلسطين، من أجل الحرية، دعماً للمقاومين والصامدين في قطاع غزّة، ورفضاً للوحشية الصهيونية.

بداية وجهت الزميلة في تلفزيون الجديد فادية بزي تحية من قلب بيروت الذي ينبض حبّاً في شرايين فلسطين الحرة، التي تعلمنا في كتابها، إن عشنا نعيش أحراراً وإن متنا نموت كالاشجار وقوفاً.

وقالت: «اجتمعنا هنا إعلاميين لبنانيين وفلسطينيين نرفع أقلامنا في يد وفي يد نتلو شهادتنا لنقول فلسطين لست وحدك وغزّة أنت معنا. أسابيع ثلاثة وأنت تستلين شرف الحياة من رحم الموت اليومي، لتصنعي عزّة غدنا، أسابيع ثلاثة ونحن نتتبع أخبارنا منك، نتسمر أمام شاشاتنا ممسكين أقلامنا لنكتب ما تمليه علينا بطولاتك، أسابيع ثلاثة وأنت تسكنين سطورنا تنصين علينا مقدّمات أخبارنا، وتقولين لنا إن الحبر ليس أقل قيمة من الرصاصة، وإن للحبر فعله في زمن ردّة بعض العرب عنك، وفي زمن تآمر بعض العرب عليك، وفي زمن دفن بعض العرب رؤوسهم في الرمال خجلاً منك، فلسطين أنت قبلتنا ومحراب صلواتنا وتراتيلنا، كنت وستظلين قضيتنا، وغزّة أنت وحدك ولا أحد إلاك بوصلة شمسنا وقمر فرحنا وفجرنا الآتي، عهدنا بك أن تظلي المقاومة الصامدة وعهدك بنا أن نبقى أوفياء لك ما دام في أقلامنا حبر ينبض».

وطالب المفوض الثقافي في الحزب التقدمي الاشتراكي فوزي أبو دياب الإعلامَيْن العربي والعالمي بالنظر إلى العدوان الصهيوني على غزّة بعين موضوعية، فهذا العدوان جزء من العدوان المستمر على فلسطين وشعبها منذ أكثر من نصف قرن، والجلاد لا يوازى بالضحية.

وحيّا المسؤول الإعلامي في حركة الجهاد الاسلامي في لبنان، الإعلام الفلسطيني واللبناني الذي يكشف الجرائم «الإسرائيلية»، لا سيما مجزرتي الشاطئ والشجاعية، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني في مقاومته العدوان وإظهار مدى قدرة هذا الشعب على الصمود وكشف وجه الاحتلال الحقيقي البشع.

وحيّا عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل الإعلام اللبناني الذي نقل الصورة الحيّة وشكّل شمعة في ليل معتم واختراقاً لجدار الصمت العربي الذي تفرضه آلة النظام الرسمي العربي.

البصّ

نظّمت الفصائل الفلسطينية في مخيم البصّ مسيرة جماهيرية شارك فيها ممثلون عن الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية وعلماء. وتحدّث عضو القيادة السياسية في حركة حماس ـ لبنان جهاد طه فأكد أن غزّة لن ترفع الراية البيضاء ولن تساوم على سلاح المقاومة ودماء الشهداء. محذّراً من المواقف والخطابات الانهزامية الضعيفة التي تحاول التسلل إلى عقول شعبنا الفلسطيني وأفكاره، والتي تقف وراءها مشاريع ومخططات تعمل ضمن أجندة دولية من أجل تشويه إنجازات المقاومة وتضحيات الشعب الفلسطيني وطمسها.

ورأى طه أنّ الدور الأميركي من خلال تزويد الكيان الصهيوني والغطاء الذي وفره للمجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني يعتبر عدواناً فاضحاً وانتهاكاً صارخاً لكل الأخلاق والقيم والأعراف والمواثيق والقوانين الدولية. مطالباً الأمم المتحدة بإدانة العدوان على الشعب الفلسطيني والتدخل العاجل لحمايته.

حركة الأمة

نظّمت حركة الأمة في لبنان اعتصاماً تضامنياً مع غزّة بعد صلاة الجمعة في مسجد كلّية الدعوة الاسلامية في بيروت، بمشاركة فاعليات سياسية وحزبية لبنانية وفلسطينية وحشد من المصلين.

أمّ المصلين أمين عام الحركة الشيخ د.عبد الناصر جبري الذي وجه تحية إلى أهل غزّة الصابرين المجاهدين، مؤكداً أن مشروع مقاومة العدو الصهيوني هو المشروع الوحيد الذي يصلح لإنقاذ الامة. موجّهاً اللوم إلى حكام بعض الدول العربية التي تقف متفرجة على الإجرام الصهيوني بحق أهل غزّة. لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية هي التي تصنع المجموعات الإجرامية، وهذه المجموعات تفرّغت لقتل شعوب المنطقة وتركت فلسطين تحت رحمة القاتل الصهيوني.

وأكد ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة أنّ العدو الصهيوني وعلى رغم تفوّقه الهائل سلاحاً وعتاداً ودعماً دولياً، سيرى نفسه ينهار أمام عزيمة المقاومين في غزّة. مشدّداً على أن غزّة التي هزمت أولمرت وشارون ستهزم نتنياهو.

البارد

نظّمت جمعية التضامن للتنمية الاجتماعية والثقافية فرع مخيم نهر البارد مسيرة أطفال داعمة ونصرة لغزّة ومقاوميها في مواجهة آلة الحرب الصهيونية، وانطلقت المسيرة الراجلة من أمام مقر الجمعية في حي البركسات في المخيم وشاركتها ممثلات عن المؤسسات النسوية والتربوية والطفولة ورفعت فيها الأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيده لغزّة والمندّدة بالصمت العربي والدولي وغيرها.

وجالت المسيرة على أنغام الطبول والفرقة الموسيقية، في حيّي بحنين وجار القمر، وتفاعل معها الأهالي وشاركوها النصرة لغزّة.

مركز الخيام

انتقد «مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب» في بيان صدر أمس، موقف بعض المنظمات الانسانية الدولية التي تساوي بين الجلاد والضحية، من خلال دعوتها إلى «وقف الحرب في غزّة وفي إسرائيل»، متجاهلةً أنّ الحرب عدوان «إسرائيلي» على الشعب الفلسطيني في غزّة، وأنّ الموقف الإنساني والأخلاقي يكمن في المطالبة بوقف حرب إبادة الشعب الفلسطيني في غزّة ومحاكمة قادة «إسرائيل» كمجرمي حرب ضدّ الإنسانية».

وإذ شجب بشدّة المواقف الملتوية والتي لا علاقة لها بحقوق الإنسان، دعا المركز المنظمات العربية التي تدور في فلك هذه المنظمات المتواطئة مع «إسرائيل» إلى مقاطعتها وكشف زيف شعاراتها بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وقال: «معيار الدفاع عن حقوق الانسان يكون في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وأطفاله ونسائه، لا في مساواة الشهيد محمد أبو خضير مع السفاحين الصهاينة»، داعياً قوى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم إلى بذل الجهود لإنشاء محكمة غزّة الدولية ومحاكمة قادة الجيش «الإسرائيلي» كمجرمي حرب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى