استشهاد زوجة وابن قائد «القسام»… و«الكتائب» تتوعد

انهيار الهدنة وتجدد القصف الصاروخي باتجاه المستوطنات الصهيونية، أصاب «تل أبيب» بإرباك وقلق من الآتي ومن حرب الاستنزاف التي كان يحذّر منها إعلام العدو، الأمر الذي دفعها إلى زيادة منسوب تصريحات التهديد لدى معظم وزراء الحكومة الصهيونية المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية ضد قطاع غزة.

وفي وقت دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر للبحث في تجدد المواجهة والقرارات الممكن اتخاذها لمواجهة التصعيد وفشل المفاوضات في القاهرة، أكد عدد من الوزراء الصهاينة أن المفاوضات لن تتجدد في ظل إطلاق النار.

استمرار الجرائم الصهيونية

واستكمالاً لمسلسل الجرائم الصهيونية بحق الآمنين في قطاع غزة، اقترف الطيران المعادي فجر أمس مجزرة في مدينة دير البلح راح ضحيتها 7 من عائلة «اللوح»، غالبيتهم نساء وأطفال، بعدما دُمّر منزلهم.

واستشهد 11 فلسطينياً مع تجدد العدوان «الإسرائيلي» على غزة بينهم زوجة ونجل قائد القسام محمد ضيف في غارة «إسرائيلية» استهدفت منزل عائلة الدلو في الشيخ رضوان في غزة، وتواصل المقاومة ردّها الصاروخي باتجاه المستوطنات والمدن المحتلة.

وجدد العدو عدوانه الإرهابي على غزة وحاول أمس اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد ضيف باستهداف منزل في غزة فجراً، وفق ما نقل موقع «والّا» العبري عن مصدر سياسي «إسرائيلي». وسبق ذلك بساعات استشهاد 3 فلسطينيين بينهم طفلة رضيعة، وجرح أكثر من 50 آخرين في قصف جوي على منزل وشقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.

وبحسب ما أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فإن زوجة وابن القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف قد استشهدا خلال الغارة التي كانت تستهدفه.

وتحدثت تقارير «إسرائيلية» عن محاولة اغتيال لشخصية عسكرية كبيرة في حماس، فيما علّق الوزير الصهيوني المتطرف جدعون ساعر على العملية بالقول: «إن محمد الضيف مثل بن لادن عندما تُتاح الفرصة لاغتياله يجب اغتنامها فوراً». وبرر وزير الداخلية «الإسرائيلي» جدعون ساعر محاولة اغتيال ضيف بأنه «هدف مشروع» ويجب استغلال أي فرصة «لتصفيته» وفق تعبيره.

وأدت الغارة إلى استشهاد زوجة ضيف وابنه كما استشهد أكثر من عشرة أشخاص بينهم عائلة اللوح، في غارة استهدفت منزلاً في دير البلح وسط القطاع.

وفي بيان متلفز أذاعه مساء أمس الناطق باسمها، أكدت كتائب القسام أن «العدو أعجز من أن يطال القائد العام للقسام أبو خالد محمد الضيف»، وأضاف المتحدث أن «محمد الضيف سيكون القائد العام للجيش الذي سيحرر الاقصى ويطرد الاحتلال». وتابع إن «العدو ارتكب جريمة بشعة عبر سلسلة من الغارات والقصف الهمجي منذ أول من أمس»، وانه «بعد 45 يوماً من المعركة كل ما يستطيع هذا العدو أن يفعله هو قتل الأطفال والنساء».

وأكدت القسام أن «المبادرة للمفاوضات ولدت ميتة واليوم دفنت مع الشهيد الطفل علي محمد الضيف»، وأردفت: «منذ اللحظة الأولى كنا نثق بأن المفاوضات في القاهرة لن تصل إلى ما يريده شعبنا»، محذرةً «شركات الطيران العالمية من التوجه إلى مطار بن غوريون».

وكان تَجدد العدوان على غزة قد أدى إلى استشهاد 19 فلسطينياً وإصابة أكثر من 120 منذ مساء أول من أمس.

وقال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري: «إن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين». وأضاف: «إن «الإسرائيليين» في غلاف غزة لن يعودوا إلى بيوتهم إلا بقرار من القائد محمد ضيف وبعد الالتزام «الإسرائيلي» وقف العدوان ورفع الحصار».

واتهم القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق «إسرائيل» بأنها أعلنت كذباً إطلاق صواريخ من القطاع واتخذت سلسلة إجراءات بهدف تنفيذ محاولة الاغتيال. ولم يشر أبو مرزوق فيما إذا كان الضيف موجوداً في المنزل خلال القصف «الإسرائيلي» أم لا.

وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات «الإسرائيلية». وذكرت وسائل إعلام الكيان أن عشرات الصواريخ سقطت على المستوطنات، وقد أصيب منزل في ساحل عسقلان إصابة مباشرة كما استهدفت أشكول. الأمر الذي تسبب بأضرار في العديد من المباني والممتلكات. وأعلنت القسام قصفها منصة الغاز «الإسرائيلية» قبالة سواحل غزة. في غضون ذلك جدد الجيش استدعاء نحو ألفين من جنود الاحتياط.

وكان جيش العدو الصهيوني استدعى حوالى «ألفين من جنود الاحتياط الذين كان من المقرر تسريحهم كما قام بتكثيف قواته في جنوب قطاع غزة ولا سيما بآليات عسكرية ثقيلة منها الدبابات وناقلات الجنود المدرعة، وفق ما نقلت إذاعة العدو.

مقترحات مشبوهة

وعلى صعيد المفاوضات، قال رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد: «إن «إسرائيل» ترفض الربط بين الضفة الغربية وغزة في كل المقترحات المطروحة» مؤكداً أن «الوفد الفلسطيني متمسك بوحدة الوطن».

وأكد الأحمد أن سفر الوفد «الإسرائيلي» كان مخططاً له بعد انكشافه أمام المفاوض الفلسطيني، وأشار إلى أن «إسرائيل» لم ترد حتى هذه اللحظة على الورقة الفلسطينية.

وقال عضو الوفد الفلسطيني إلى القاهرة بسام الصالحي «إن «إسرائيل» رفضت التعاطي بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة وأصرت على الفصل بينهما»، مؤكداً:»أن الوفد الفلسطيني تمسك بالقضايا الأساسية».

بدوره قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي «إن «إسرائيل» تستجيب للمطالب فقط في حال سقط لها ضحايا» مشدداً على «أن «إسرائيل» ستستمر في المفاوضات من أجل الضغط على الطرف الآخر لتقديم تنازلات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى