سميح القاسم 1939 ـ 2014 شاعر الغضب الثوريّ وقيثارة فلسطين

سميح القاسم، أحد أشهر الشعراء العرب والفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي العام 48، مؤسس صحيفة «كل العرب» ورئيس تحريرها الفخري، عضو سابق في الحزب الشيوعي. ولد لعائلة عربية فلسطينية في قرية الرامة فلسطين عام 1939، وتعلّم في مدارس الرامة والناصرة. وعلّم في إحدى المدارس، ثم انصرف بعدها إلى نشاطه السياسي في الحزب الشيوعي قبل أن يترك الحزب ليتفرغ لعمله الأدبي.

كانَ والدُهُ ضابطاً برتبةِ رئيس كابتن في قوّة حدود شرق الأردن وكانَ الضباط يقيمونَ هناك مع عائلاتهم. حينَ كانت العائلة في طريق العودة إلى فلسطين في القطار، في غمرة الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم، بكى الطفل سميح فذُعرَ الركَّاب وخافوا أنْ تهتدي إليهم الطائرات الألمانية! وبلغَ بهم الذعر درجة التهديد بقتل الطفل إلى أن اضطر الوالد إلى إشهار سلاحه في وجوههم لردعهم، وحينَ رُوِيَت الحكاية لسميح في ما بعد تركَتْ أثراً عميقاً في نفسه: «حسناً لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لنْ يقوى أحدٌ على إسكاتي».

روى بعض شيوخ العائلة أنَّ جدَّهم الأول خير محمد الحسين كانَ فارساً مِن أسياد القرامطة قَدِمَ مِن شِبه الجزيرة العربية لمقاتلة الروم واستقرَّ به المطاف على سفح جبل حيدَر في فلسطين على مشارف موقع كانَ مستوطنة للروم. وما زالَ الموقع الذي نزل فيه معروفاً إلى اليوم باسم «خلَّة خير» على سفح جبل حيدر الجنوبي. وآل حسين معروفون بميلهم الشديد إلى الثقافة وفي مقدّمتهم المرحوم المحامي علي حسين الأسعد، رجل القانون والمربي الذي ألّفَ وترجَمَ وأعدَّ القواميس المدرسية وكتَبَ الشِّعر وتوزَّعَتْ جهودُهُ بينَ فلسطين وسورية ولبنان وأَقامَ معهد الشرق لتعليم اللغات الأجنبية في دمشق.

سُجِن سميح القاسم أكثر من مرة كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنـزلي وطُرِدَ مِن عمله عدّة مرَّات بسبب نشاطه الشِّعري والسياسي وواجَهَ أكثر مِن تهديد بالقتل، في الوطن وخارجه. اشتغل مُعلماً وعاملاً في خليج حيفا وصحافياً.

شاعر مُكثر يتناول في شعره الكفاح والمعاناة الفلسطينيين، وما أن بلغ الثلاثين حتى كان نشر ست مجموعات شعرية حازت شهرة واسعة في العالم العربي.

كتب سميح القاسم أيضاً عدداً من الروايات، ومن اهتماماته إنشاء مسرح فلسطيني يحمل رسالة فنية وثقافية عالية، كما يحمل في الوقت نفسه رسالة سياسية قادرة على التأثير في الرأي العام العالمي في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية.

ساهم في تحرير «الغد» و«الاتحاد» ثم رَئِسَ تحرير جريدة «هذا العالم» عام 1966. ثُمَّ عادَ للعمل مُحرراً أدبياً في «الاتحاد» وآمين عام تحرير «الجديد» ثمَّ رئيس تحريرها. وأسَّسَ منشورات «عربسك» في حيفا، مع الكاتب عصام خوري سنة 1973، وأدارَ في ما بعد «المؤسسة الشعبية للفنون» في حيفا.

ترأس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين في فلسطين منذ تأسيسهما. وترأس تحرير الفصلية الثقافية «إضاءات» التي أصدرها بالتعاون مع الكاتب الدكتور نبيه القاسم. وكان في السنوات الأخيرة رئيس التحرير الفخري لصحيفة «كل العرب» التي تصدر في الناصرة.

صَدَرَ له أكثر من 60 كتاباً في الشعر والقصة والمسرح والمقالة والترجمة، وصدَرتْ أعماله الناجزة في سبعة مجلّدات عن عدّة دور نشر في القدس وبيروت والقاهرة.

تُرجِمَ عددٌ كبير من قصائده إلى الإنكليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.

حاز سميح القاسم العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات. فنالَ جائزة «غار الشعر» من إسبانيا، وجائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي. ونال على جائزة البابطين، وحصل مرّتين على «وسام القدس للثقافة» من الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومُنح جائزة نجيب محفوظ من مصر، وجائزة «السلام» من واحة السلام،وجائزة «الشعر» الفلسطينية.

صدَرتْ في العالم العربي وفي العالم عدّة كُتب ودراسات نقدية تناولَت أعمال الشاعر القاسم وسيرته الأدبية وإنجازاته وإضافاته الخاصة والمتميّزة، شكلاً ومضموناً، ليصبح بحسب الشاعرة والباحثة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الشاعر الوحيد الذي تظهر في أعماله ملامح ما بعد الحداثة في الشِّعر العربي. وفي رأي الكاتب سهيل كيوان «هوميروس من الصحراء»، وهو في وصف الشاعرة والباحثة الدكتورة رقية زيدان «قيثارة فلسطين» و«متنبي فلسطين». وسميح القاسم في رأي الشاعر والناقد الدكتور المتوكل طه هو «شاعر العرب الأكبر» ويرى الكاتب محمد علي طه أن سميح القاسم هو «شاعر العروبة بلا منازع». ويرى الكاتب لطفي بولعابة أن سميح القاسم هو «الشاعر القديس»، وفي رأي الكاتب عبد المجيد دقنيش أن سميح القاسم هو «سيّد الأبجدية». ويرى الكاتب والناقد الدكتور نبيه القاسم أن سميح القاسم هو «الشاعر المبدع، المتجدّد دائماً والمتطوّر أبداً»، وفي رأي الكاتب الطيّب شلبي فإن سميح القاسم هو «الرجل المتفوّق في قوة مخيلته التي يصعب أن نجد مثلها لدى شعراء آخرين». واعتبرت الشاعرة والكاتبة آمال موسى سميح القاسم «مغني الربابة وشاعر الشمس، ويملك هذه العمارة وهذه القوة التي تسمح له بأن يكون البطل الدائم في عالمه الشعري».

وجاءَ في تقديم طبعة القدس لأعماله الناجزة عن دار «الهدى» الطبعة الأولى سنة 1991 ثم عن دار «الجيل» البيروتية و«دار سعاد الصباح» القاهرية: شاعرنا الكبير سميح القاسم استحقَّ عن جدارة تامة ما أُطلِقَ عليه مِن نعوت وألقاب وفاز به من جوائز عربية وعالمية، فهو «شاعر المقاومة الفلسطينية» وهو «شاعر القومية العربية» وهو «الشاعر العملاق» على ما يراهُ الناقد اللبناني محمد دكروب، والشاعر النبوئي، كما كتَبَ المرحوم الدكتور إميل توما، وهو «شاعر الغضب الثوري» على حد تعبير الناقد المصري رجاء النقاش، وهو «شاعر الملاحم»، و«شاعر المواقف الدرامية» و«شاعر الصراع» في تعبير الدكتور عبد الرحمن ياغي، وهو «مارد سُجنَ في قمقم» بحسب الدكتور ميشال سليمان، وشاعر «البناء الأوركسترالي للقصيدة» على حد تعبير شوقي خميس. أو كما قال الشاعر والناقد اللبناني حبيب صادق: «لسميح القاسم وجه له فرادة النبوّة» .

أعماله

توزّعت أعمال سميح القاسم بينَ الشعر والنثر والمسرحية والرواية والبحث والترجمة على النحو الآتي:

1. مواكب الشمس -قصائد- مطبعة الحكيم، الناصرة، 1958 .

2. أغاني الدروب -قصائد- مطبعة الحكيم، الناصرة، 1964 .

3. إرَم -سربية- نادي النهضة في أم الفحم، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1965 .

4. دمي على كفِّي -قصائد- مطبعة الحكيم، الناصرة، 1967 .

5. دخان البراكين -قصائد- شركة المكتبة الشعبية، الناصرة، 1968 .

6. سقوط الأقنعة -قصائد- منشورات دار الآداب، بيروت، 1969 .

7. ويكون أن يأتي طائر الرعد -قصائد- دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1969 .

8. إسكندرون في رحلة الخارج ورحلة الداخل -سربية- مطبعة الحكيم، الناصرة، 1970 .

9. قرقاش -مسرحية- المكتبة الشعبية في الناصرة، مطبعة الاتحاد، 1970 .

10. عن الموقف والفن -نثر- دار العودة، بيروت، 1970 .

11. ديوان سميح القاسم -قصائد- دار العودة، بيروت، 1970 .

12. قرآن الموت والياسمين -قصائد- مكتبة المحتسب، القدس، 1971 .

13. الموت الكبير -قصائد- دار الآداب، بيروت، 1972 .

14. مراثي سميح القاسم -سربية- دار الأداب، بيروت، 1973 .

15. إلهي إلهي لماذا قتلتني؟ -سربية- مطبعة الاتحاد، حيفا، 1974 .

16. من فمك أدينك -نثر- منشورات عربسك، مطبعة الناصرة، 1974 .

17. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم! -قصائد- منشورات صلاح الدين، القدس، 1976 .

18. ثالث أكسيد الكربون -سربية- منشورات عربسك، مطبعة عتقي، حيفا، 1976 .

19. الكتاب الأسود -يوم الأرض- توثيق، مع صليبا خميس ، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1976 .

20. إلى الجحيم أيها الليلك -حكاية- منشورات صلاح الدين، القدس، 1977 .

21. ديوان الحماسة / ج 1 -قصائد- منشورات الأسوار، عكا، 1978 .

22. ديوان الحماسة / ج 2 -قصائد- منشورات الأسوار، عكا، 1979 .

23. أحبك كما يشتهي الموت -قصائد- منشورات أبو رحمون، عكا، 1980 .

24. الصورة الأخيرة في الألبوم -حكاية- منشورات دار الكاتب، عكا، 1980 .

25. ديوان الحماسة / ج 3 -قصائد- منشورات الأسوار، عكا، 1981 .

26. الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب – قصائد- دار الفارابي، بيروت، 1981 .

27. الكتاب الأسود -المؤتمر المحظور- توثيق، مع د. إميل توما ، مطبعة الاتحاد، حيفا، 1981 .

28. جهات الروح -قصائد- منشورات عربسك، حيفا، 1983 .

29. قرابين -قصائد- مركز لندن للطباعة والنشر، لندن، 1983 .

30. كولاج تكوينات- منشورات عربسك، مطبعة سلامة، حيفا، 1983 .

31. الصحراء -سربية- منشورات الأسوار، عكا، 1984 .

32. برسونا نون غراتا: شخص غير مرغوب فيه -قصائد- دار العماد، حيفا، 1986 .

33. لا أستأذن أحداً – قصائد- رياض الريس للكتب والنشر، لندن، 1988 .

34. سبحة للسجلات -قصائد- دار الأسوار، عكا، 1989 .

35. الرسائل -نثر- مع محمود درويش ، منشورات عربسك، حيفا، 1989 .

36. مطالع من أنثولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام -بحث وتوثيق- منشورات عربسك، حيفا، 1990 .

37. رماد الوردة، دخان الأغنية -نثر- منشورات كل شيء، شفاعمرو، 1990 .

38. أُخْذة الأميرة يبوس -قصائد- دار النورس، القدس، 1990 .

39. الأعمال الناجزة 7 مجلّدات دار الهدى، القدس، 1991 .

40. الراحلون -توثيق- دار المشرق، شفاعمرو، 1991 .

41. الذاكرة الزرقاء قصائد مترجمة من العبرية- مع نزيه خير ، منشورات مفراس، 1991 .

42. الأعمال الناجزة 7 مجلّدات دار الجيل، بيروت، 1992 .

43. الأعمال الناجزة 6 مجلّدات دار سعاد الصباح، القاهرة، 1993 .

44. الكتب السبعة -قصائد- دار الجديد، بيروت، 1994 .

45. أرضٌ مراوغةٌ. حريرٌ كاسدٌ. لا بأس! -قصائد- منشورات إبداع، الناصرة، 1995 .

46. ياسمين قصائد لروني سوميك- مترجمة عن العبرية، مع نزيه خير ، مطبعة الكرمة، حيفا، 1995 .

47. خذلتني الصحارى -سربية- منشورات إضاءات، الناصرة، 1998 .

48. كلمة الفقيد في مهرجان تأبينه -سربية- منشورات الأسوار، عكا، 2000 .

49. سأخرج من صورتي ذات يوم -قصائد- مؤسسة الأسوار، عكا، 2000 .

50. الممثل وقصائد أُخرى منشورات الأسوار، عكا، 2000 .

51. حسرة الزلزال -نثر- منشورات الأسوار، عكا، 2000 .

52. كتاب الإدراك -نثر- منشورات الأسوار، عكا، 2000 .

53. ملك أتلانتس -سربيات- دار ثقافات، المنامة-البحرين، 2003 .

54. عجائب قانا الجديدة -سربية- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2006 .

55. مقدمة ابن محمد لرؤى نوستراسميحداموس -شعر- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2006 .

56. بغداد وقائد أُخرى -قصائد- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2008 .

57. بلا بنفسج كلمات في حضرة غياب محمود درويش – منشورات الهدى، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2008 .

58. أنا مُتأسّف -سربية- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2009 .

59. مكالمة شخصية جداً مع محمود درويش -شعر ونثر- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2009 .

60. كولاج 2 -شعر- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2009 .

61. لا توقظوا الفتنة! -نثر- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، 2009 .

62. كتاب القدس -شعر- إصدار بيت الشعر، رام الله، 2009 .

63. حزام الورد الناسف -شعر- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2009 .

64. الجدران أوبريت -شعر- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2010 .

65. أولاد في حملة خلاص -حكاية شعرية لبيرتولد بريشت مترجمة عن العبرية – منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2010 .

66. ملعقة سُمّ صغيرة، ثلاث مرّات يومياً -حكاية أوتوبيوغرافية- منشورات إضاءات، مطبعة الحكيم، الناصرة، 2011 .

67. إنها مجرّد منفضة -سيرة الجزء قبل الأخير – دار راية للنشر، حيفا، 2011 .

68. منتصب القامة أمشي -مختارات شعرية- منشورات الأسوار، عكا، 2012 .

69. هواجس لطقوس الأحفاد -سربية- منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت ومنشورات كل شيء حيفا ، 2012 .

70. كولاج 3 -شعر- منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت ومنشورات كل شيء حيفا ، 2012 .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى