الإسلام السياسيّ الى زوال بحسب فخري كريم في كتاب «الإخوان… الحقيقة والقناع»

يرى الكاتب العراقي فخري كريم في كتابه الجديد «الإخوان… الحقيقة والقناع» أن انتهاء حكم «الإخوان» في مصر سيعجل في انتهاء الإسلام السياسي «الذي يقسم المجتمع المسلم إلى مؤمنين وغير مؤمنين ويشوّه قيم الدين» فـ»نحن أمام مشهد سينتهي بانطفاء لوهج التشدد الذي جاء به الإسلام السياسي»، بحسب تعبير كريم الذي يعتبر أن الشعب بإنهائه حكم «الإخوان»: «صنع مأثرة قل نظيرها. الخروج العظيم للمصريين في 30 يونيو عبر عن رفض الخضوع لفحص تديّنهم وإيمانهم والتوجس من تفكيك دولتهم» التي تعرضت لانفلات أمني بعد إنهاء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك في احتجاجات شعبية اندلعت يوم 25 يناير 2011 واستمرت 18 يوما.

كتاب كريم 148 صفحة قطعاً وسطاً صدر لدى «الدار المصرية ـ اللبنانية في القاهرة» ويبحث ظاهرة الديكتاتورية وتجليات ظاهرة الإسلام السياسي التي تجسدت في حكم الرئيس المنتمي لجماعة «الإخوان» محمد مرسي لمدة عام، وانتهت بالخروج الحاشد للشعب في 30 حزيران 2013، وذاك ما يراه المؤلف «تسونامي.. معجزة هذا الزمان» إذ انتهى حكم «الإخوان» بعزل مرسي في الثالث من تموز 2013. ويقول الكاتب العراقي إن «الإخوان» خلال العصر الشمولي لمبارك مارسوا «عملية غسيل الدماغ ورسخوا في وعي الجموع المأسورة بالتهميش والفقر والبطالة العلاقة الترابطية بين الدين والإخوان» في ظل تراجع الدور الاجتماعي للتيار المدني. ولا يغفل المؤلف محورية الدور المصري في أكثر من مستوى، قائلاً «إن هذا الدور لم يكن ممكناً تجاوزه. وحين كانت السياسة عاجزة بأدواتها المباشرة عن تفعيل دور مصر، بعد زيارة الرئيس محمد أنور السادات إلى «إسرائيل» 1977 وطوال حكم محمد حسني مبارك، نهضت الثقافة والمثقفون بهذا الدور وملأوا هذا الفراغ» الذي طال السياسة لا الثقافة. ويضيف أن تقديم نموذج لدولة مدنية ديمقراطية كفيل بتحويل مصر إلى «منارة وأمثولة تحتذى. ويكفي مصر أنها أنقذت العالم العربي من خطر هيمنة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي وأزاحت خطر اجتياحهم للمنطقة». ويرى أنه بعد «تجربة الشعب المصري في تفجير ثورتين متصلتين وإسقاط نظامين ورئيسين في فترة زمنية وجيزة، يتعذر على أي مغامر مهووس بالسلطة أن يفكر، على المدى المنظور على الأقل، في ارتكاب حماقة اغتصاب السلطة أو اللجوء إلى القوة والعنف المسلح بالاستيلاء عليها».

يعتبر الكاتب عراقي أن التجربة التاريخية أثبتت أن الديكتاتورية لا ترتبط بالضرورة بالخلفية العسكرية لرأس الدولة، إذ شهدت بعض الدول العربية صعود أنظمة استبدادية كان على رأسها حكام لا ينتمون إلى المؤسسة العسكرية. ويقول فخري كريم إن وجود قائد عسكري على رأس الدولة لا يعني أن النظام ديكتاتوري شمولي، مستشهداً بساسة بارزين كانوا قادة عسكريين، بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل 1874-1965 والرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول 1890-1970 والرئيس الأميركي الأسبق دوايت أيزنهاور 1890-1969 . وفي رأيه أن لا علاقة لصناعة الديكتاتور بانتماء الحاكم إلى مؤسسة عسكرية أو مدنية، بل بغياب أو وجود دستور ديمقراطي ملزم وحياة ديمقراطية تستند إلى إرادة المواطنة الحرة، في إطار دولة مؤسسات وحياة حزبية مدنية وفصل بين السلطات الثلاث. ويشدد كريم على أن هذه الشروط ضامنة «لمنع صعود الديكتاتورية إلى سدة الحكم في مصر وفي أي بلد مشابه».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى