الأمة بين إعصارين لمشروعٍ واحد

تترنّح الأمة بين إعصارين، أحدهما قديم جديد يتمادى باحتلاله وعنصريته التي لم تتوقف في فلسطين منذ نكبتها، وآخر تكفيري همجي مستولد ومبرمج يستهدف الأمة في أقطارها وساحاتها نتيجة استقالة حكامها على مدى عقود من مسؤولياتهم تجاه قضية فلسطين المركزية وانغماسهم في مراوحات الذلّ والهوان واسترخائهم في متحفها، همهم الأول والأخير الحفاظ على الامتيازات التي أودت بأكثرهم الى مزابل التاريخ تاركين شعوبهم في فم تنين المشروع الصهيوامبريالي محاولاً التهام فلسطين بإرهاب الدولة وطحن الأمة بقواطع إرهاب التكفير لتغدو مجرّد فتات تتناثر في مهبّ الإعصارين اللذين يشكلان في المنبت والاستراتيجيا المخطط الجهنّمي المدمّر المرفود بهجير الرجعية وأدران التكفير.

ومن المبكي والمخزي في آن، أن يتداعى نعاج الرجعية الذين مشوا في جنازة العراق واجتمعوا لسنوات بقصد التدمير والتخريب في سورية لإسقاطها بغية تطويق عنق المقاومة وخنقها وبأمر اليوم الامريكي حيث اختلفوا في نصف الطريق على جنس الشياطين انطلاقاً من أن لكلٍّ شيطانه في الميدان، والذي يوسوس في مصر وسورية وبقية الأقطار، إلا أنهم بالأمس جمعتهم المصيبة وامتثلوا لإيقاع العرّاب بهدف مقاتلة صنيعتهم «داعش»، بعد أن بلغ السيل الزبى، خوفاً من أن تصل النار الى أسوار المصالح المتوحّشة وأقفيتهم طبقاً لنظرية جحا، في الوقت الذي ما زالوا يمارسون ازدواجية المعايير باستعداء الشيطان التكفيري ونقيضه المتمثل بسورية الصامدة والمقاومة المؤزّرة، وهذا منتهى الضبابية في الأداء إنْ لم نقل الغباء المحصّن بالرياء الذي لن تكون نتيجته الحتمية إلا المزيد من فلتان «الملقّ» وغرقهم المنتظر في بحر الفوضى التي لن تعفيهم من المصير الأسود الذي أرادوه لسفينة الأمة، فوجدوا أنفسهم غرقى في عداده.

وبعيداً عن المحاباة والمجاملة لسيدٍ نقدّر ونجلّ فيه الفراسة والفروسية، فإنّ ناقوس الخطر الذي دقه بصوت الوعد الصادق، حيث اعتدناه واعتاد على مصداقيته العدو قبل الصديق، نتمنى ونؤكد على ألا يتحوّل مجرّد صدى يصمّ الآذان وترجيع في كواليس الدور والقصور التي كانت وما زالت غرفة عمليات للتآمر والتدعيم المجنون لشذاذ الآفاق بالمال والسلاح والمؤتمرات المشبوهة على عينك يا تاجر باسم «أصدقاء سورية» وهم أعداؤها بتصرّف أو باسم السيادة والحرية والاستقلال استهدافاً للمقاومة المشرّفة واتهامها الدائم بالإرهاب، وهي محطة النور والضياء في سجل الأمة التي لم تشهد نصراً مشهوداً في تاريخها المعاصر إلا في موسم المقاومة الذي بدّد عصر الهزيمة بزمن العزة والانتصار.

آمال الشعب العربي والإسلامي وأمانيه معقودة رغم المخاض العسير على دور مصر الحاضرة في الاجتماع الخماسي المنعقد في السعودية بحضور البلد المضيف وقطر والإمارات والأردن بأن تشكل مصر حجر الرحى في تركيز الرؤى والأهداف والالتزام بالثوابت والانطلاقة الصحيحة لردم الكمائن والأفخاخ على تنوّعها واختلاف مصادرها للخروج من مأزقية الأمة والتأسيس للمسار الصحيح الذي يُبنى عليه للحدّ من مخاطر الإعصارين وصولاً الى اجتثاثهما حيث تشكل فلسطين بوصلة الحراك بعد أن خرج قلبها المتمثل بغزة العزة من العناية الفائقة والتي نعتبر نصرها بمواجهة إرهاب الدولة إذا أحسن تثميره المكتوب بدم شهدائها وجرحاها ناصية الردّ العكسي على مقلب الأمة لإنقاذها من إعصار التكفير المحتمي بحمى إرهاب الدولة، مع التأكيد بأنّ الإعصارين لدة مشروع واحد صهيو امبريالي بامتياز.

التحليل الإخباري من التجمّع

العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى