المقاومة: الحرب فرضت علينا بعد فشل الحصار

يزداد مأزق العدو الشعبي والسياسي، في فلسطين المحتلة بعدَ وقف الحرب على غزة، فيما فقد المستوطنون ثقتَهم بأمنهم وبقادتهم السياسيين وبرئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو.

وفي هذا السياق، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، أن الحرب فرضت على غزة بعد فشل الحصار منوهاً إلى أن أهالي غزة تمسكوا بمطالبهم على رغم جميع المآسي التي تحملوها.

وأوضح مشعل في مؤتمر صحافي عقده أمس في الدوحة أن الحرب فرضت علينا بعدما فشل الحصار وعلى رغم ذلك تمسكنا بمطالبنا، مشدداً على أن المقاومة ستبقى وفية لدماء الشهداء.

ولفت إلى أن العدو الصهيوني ارتكب محرقة جديدة باستهدافه كل مقدرات الشعب الفلسطيني بغزة، مخاطباً أهالي القطاع بالقول: وعدنا وعهدنا أن نبني ما هدم وأن نعوضكم عن كل ما فقدتم ما استطعنا.

وأكد أنه لولا الحاضنة الشعبية ما انتصرت غزة، وأن كل الفلسطينيين وأحرار العالم شركاء في هذا النصر، وأضاف: شتان ما بينكم وبين الصهاينة، فالنصر في عيونكم، فلكم الفخر والفخار.

من جهة أخرى، اعتبر موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس أمس أن إعادة بناء قطاع غزة بعد العدوان هو «الجهاد الأكبر»، مطالباً فصائل «المقاومة بإعداد العدة» للمرحلة المقبلة.

ووصل أبو مرزوق بعد الظهر إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر آتياً من مقر إقامته في القاهرة. وقال لدى وصوله إلى الصالة الفلسطينية في معبر رفح «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، لابد من إعادة بناء ما دمره الاحتلال». ورأى أنه «لا بد للمقاومة من أن تبني نفسها بشكل أفضل، على كل كتائب المقاومة أن تعد العدة». واعتبر ان الحرب كانت «معركة فاصلة».

بدء دخول المساعدات الدولية إلى غزة

بدأت القوافل التابعة لبرنامج الأغذية العالمي بالوصول إلى قطاع غزة للمرة الأولى منذ عام 2007، حاملة معها مساعدات غدائية، وهي تكفي لنحو 150 ألف شخص لمدة خمسة أيام.

وحملت القافلة التابعة لبرنامج الأغذية العالمية معها إمدادات غذائية تكفي لنحو 150 ألف شخص، تضرروا هم وغيرهم من العدوان الهمجي الذي أحدث أضراراً بمئة مليون دولار لقطاعي الزراعة والصيد بالقطاع المحاصر وذلك وفقاً لرابطة التنمية الزراعية.

وتوقعت الأونروا أن يحتاج مليون شخص إضافي من أصل مليون وثمانمئة ألف نسمة من سكان غزة مساعدات غذائية وإنسانية هذا العام. وحملت هذه الشاحنات المواد الأولية للبناء إضافة إلى الألبسة والأغذية التي كان يمنعها الاحتلال. ويتوقع أن تصل شحنة ثانية إلى غزة خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

وقال برنامج الأغذية في بيان إن 18 شاحنة تحمل أكثر من 15 ألف طرد غذائي به وجبات جاهزة كاللحوم المعلبة والبقوليات والشاي ومشروبات أخرى، قطعت الرحلة في سبع ساعات من الإسكندرية إلى معبر رفح المغلق منذ بداية تشديد الإجراءات عام 2007.

ومعبر رفح هو المعبر البري الوحيد للقطاع الساحلي ولا يسيطر عليه الكيان الإسرائيلي.

وقالت جمعية كريستيان ايد إن هذه الأغذية ضرورية لأن القتال الذي استمر سبعة أسابيع مع الاحتلال دمر قطاع الزراعة في غزة. وأضافت أن تقديراتها هي وشريكها رابطة التنمية الزراعية تشير إلى أن الصراع أضاع على قطاعي الزراعة والصيد في غزة أكثر من 100 مليون دولار وأكثر من 8700 فرصة عمل.

وقالت مادلين مك جيفرن مسؤولة برنامج جمعية كريستيان إيد: «في غضون أسابيع أدى هذا الصراع مرة أخرى إلى تراجع التنمية في اقتصاد غزة مع دمار هائل لهذين القطاعين وحياة الصيادين والمزارعين وعائلاتهم على نحو قد يستغرق التعافي منه سنوات طويلة.» وأضافت: «كان عدد متزايد من الناس يعتمدون بالكامل على المساعدات الغذائية قبل جولة العنف الأخيرة. والآن سيزداد هذا العدد.»

وقال بابلو ريكالدي المدير ببرنامج الأغذية العالمي: «يتيح فتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية فرصة كبيرة لزيادة شحنات الغذاء التي تسلم لغزة وينبغي استمراره.» وأضاف: «برنامج الأغذية العالمي يقدم إغاثة طارئة منذ بداية الصراع وسيواصل تقديم شحناته الغذائية لغزة حتى تصل إلى المتضررين نتيجة الصراع.»

وقال برنامج الأغذية إنه قدم حصصاً غذائية طارئة لما يصل إلى 350 ألف نسمة في غزة منذ بدء الصراع في أوائل تموز.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى