الجيش يتصدّى للإرهابيين مجدّداً في جرود عرسال فقدان أحد العسكريّين وإصابة آخر بجروح

انفجر الوضع الأمني مجدّداً في عرسال، وعادت المواجهات بين الجيش اللبناني والمجموعات الإرهابية، بعدما أحبط الجيش هجوماً قامت به إحدى تلك المجموعات الإرهابية في جرود البلدة أثناء محاولتها التسلّل والاقتراب من حاجز ومركز وادي حميد.

وتعرّض موقع الجيش في وادي حميد خلال ليل أول من أمس، لهجوم من قبل المسلّحين الذين حاولوا تطويق الموقع والتقدّم باتجاه بلدة عرسال، فتصدّى لهم الجيش ودارت اشتباكات عنيفة أدّت إلى وقوع إصابات في صفوف المسلحين، فيما لم تسجل أية إصابات في صفوف الجيش الذي استخدم القنابل المضيئة.

كما دارت اشتباكات في جرود عرسال صباح أمس، بين الجيش والمسلحين الذين حاولوا التسلل إلى مواقع الجيش الذي تصدّى لهم وقصف مواقعهم بالمدفعية ما أدى إلى فقدان عنصر من الجيش وأصابة آخر بجروح.

وتجدّدت الاشتباكات العنيفة ظهراً في منطقة الرهوة في جرود عرسال، حيث قام الجيش باستقدام تعزيزات من فوج المجوقل واستهدف مواقع للمسلّحين بالقذائف المدفعية. وغادر سكان المنازل المتاخمة لجرود عرسال وسط حالة من الحذر والهلع في صفوف العراسلة من انفلات الأوضاع.

وتمكّن الجيش خلال اشتباكات عنيفة مع مسلّحي «داعش» و«النصرة» في منطقة وادي الرعيان ووادي الهوا من تحرير أربعة عسكريّين كانوا قد سقطوا في كمين، فيما أصيب خامس ما زال مفقوداً.

كما اعترضت مجموعة مسلحة من «داعش» و«النصرة» دورية للجيش في منطقة الرهوة في جرود عرسال واندلعت على أثرها اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين.

قيادة الجيش

وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بياناً قالت فيه إنّ «آلية تابعة للجيش بداخلها خمسة عسكريين تعرّضت في منطقة وادي الرهوة عرسال لكمين من قبل مسلّحين إرهابيين، وعلى أثرها قامت قوى الجيش بشنّ هجوم على المسلحين وتمكّنت من إنقاذ أربعة من العسكريين وتمّ تدمير آلية عائدة للإرهابيّين مجهّزة بمدفع مضادّ للطائرات عيار 23 ملم وإصابة من بداخلها بين قتيل وجريح. وقد نتج عن الاشتباكات فقدان أحد العسكريين وإصابة آخر بجروح».

وكشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق للصحافيّين، بعد خروجه من جلسة مجلس الوزراء، عن معلومات مؤكدة عن سقوط جريح ومفقود للجيش اللبناني، جراء الاشتباكات التي دارت في عرسال أمس بين الجيش والمسلحين. وأفاد أنّ مجلس الوزراء سيعقد جلسة استثنائية لمعالجة الموضوع الأمني خلال ثلاثة أيام.

مداهمات

على صعيد آخر، استمرّ الجيش في تشديد إجراءاته الأمنية في عدد من المناطق، حيث اعترض سيارة من نوع «فان» وفي داخلها عشرة سوريين وثلاثة لبنانيين دخلت بعد منتصف ليل أول من أمس خلسة عبر طرق غير شرعية إلى بلدة عين عطا قضاء راشيا، ولم تمتثل لأوامر عناصر نقطة عسكرية، فحصل إطلاق نار وأصيب شخصان وقتل ثالث من ركاب الفان. كما ألقي القبض على بقية الركاب. وقد عرف القتيل وهو سوري يدعى سامي صلاح رجب، كما أصيب سوريان آخران. وأشار إلى أنه تمّ توقيف سائق الفان المدعو م.ع لبناني من بلدة الرفيد، كما أوقف أيضاً ر.ع و ت.ع لدى مخابرات الجيش بالإضافة إلى 10 سوريين يحملون أسلحة. وقد تمّ نقل المصابين إلى مستشفى راشيا الحكومي.

كما ذكرت مصادر أنّ الجيش أوقف خلية إرهابية مؤلفة من 5 سوريين في بلدة الصويري في البقاع الغربي. وأوقف الإرهابي المدعو توفيق بركات صالح من الصويري المطلوب بمذكرات عدة أبرزها محاربة الجيش والانتماء إلى «جبهة النصرة» بعد أن أطلق النار على الجيش أثناء توقيفه وأصيب بجروح.

كما داهم الجيش منزل الجندي المنشقّ عاطف سعد الدين في بلدة خربة داود في عكار واعتقل شقيقه خالد.

قطع طريق طرابلس – حلبا

وأقدم شبان غاضبون أمس، على قطع طريق طرابلس – حلبا عند مفرق بلدة برقايل عكار إثر شيوع خبر ذبح أحد العسكريين من بلدة فنيدق عارف شخيدم، واستنكاراً للاعتداءات على الجيش، قبل أن يُعاد فتحها، حيث أكد رئيس بلدية برج العرب عارف شخيدم أنه تمّ قطع الطريق «تضامناً مع الجيش اللبناني وما يتعرّض له جنوده من هجمة شرسة»، مشيراً إلى «أنّ خطوة قطع الطريق رمزية».

استجواب عماد وأحمد جمعة

وفي سياق أمني متصل، استجوب قاضي التحقيق العسكري عماد زين أمس على مدى 4 ساعات الموقوفين عماد وأحمد جمعة، في حضور وكيلهما المحامي طارق شندب. وأصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقّ كلّ منهما سنداً إلى مواد الادّعاء أيّ الانتماء إلى تنظيمات إرهابية مسلحة بهدف القيام بأعمال إرهابية وقتل ومحاولة قتل عسكريين في بلدة عرسال وإحداث أضرار وتخريب في الممتلكات العامة والخاصة والعمل على إيجاد أماكن أمنية لإمارتهم، على أن يتابع استجواب بقية الموقوفين والمدّعى عليهم لاحقاً.

وعلى الأثر، أعلن وكيل عماد جمعة المحامي شندب، أنّ جمعة أكد خلال الجلسة عدم انتمائه إلى «داعش»، وشدّد على أنّ ما أدلى به أمس، يختلف عما نسب إليه. وأشار إلى أنه لم يضبط مع جمعة أي سلاح»، لافتاً إلى «أنّ موكله نفى الفيديو الذي نسب إليه، وكلّ التسريبات الإعلامية عن التحقيق سابقاً، وأعلن أنّ الجلسة أرجئت إلى الإثنين المقبل».

مساعدات أميركية

وفي إطار المساعدات العسكرية للجيش، تصل إلى مطار بيروت ظهر اليوم طائرة أميركية على متنها كمية من الأعتدة والذخائر المقدمة من قبل الحكومة الأميركية إلى الجيش اللبناني، سيتسلّمها عدد من كبار ضباط القيادة من وفد من السفارة الأميركية بحسب بيان قيادة الجيش.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى