«السيدة العجوز» يسعى إلى إقصاء التحديات في طريقه للحفاظ على اللقب

يواجه فريق يوفنتوس سؤالاً محيّراً قبل أن يبدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري الإيطالي يوم غدٍ السبت، يتمثل في كيفية التعامل مع رحيل مديره الفني السابق أنتونيو كونتي.

وعقب قيادته للسيدة العجوز للتتويج بالدوري الإيطالي في المواسم الثلاثة الماضية، فاجأ كونتي الجميع بإعلانه الرحيل عن تدريب يوفنتوس قبل وقت قصير للغاية من بدء معسكر الفريق استعداداً للموسم الجديد. ويرى كثيرون أن السبب الرئيسي وراء قرار كونتي المفاجئ يكمن في عدم رغبة مسؤولي النادي الإيطالي في إبرام صفقات من العيار الثقيل هذا الموسم.

بينما تولى كونتي تدريب المنتخب الإيطالي منتصف الشهر الجاري، بدأ يوفنتوس إعادة تنظيمه التكتيكي مرة أخرى تحت قيادة مديره الفني الجديد ماسيمليانو أليغري. ويواجه أليغري، الذي وقع عقداً مع يوفنتوس يمتد لثلاث سنوات، مهمة شاقة للغاية مع الفريق تتمثل في ضرورة الحفاظ على لقب الدوري الإيطالي للعام الرابع على التوالي، بالإضافة إلى تطوير أداء ونتائج الفريق ببطولة دوري أبطال أوروبا.

وكان التعاقد مع أليغري 47 سنة بمثابة مفاجأة أخرى لجماهير اليوفي، بخاصة عقب النتائج المخيبة التي حققها فريقه السابق ميلان في الموسم الماضي تحت قيادته والتي تسببت في إقالته من تدريب الفريق، لينهي مسيرته مع ميلان التي امتدت لأربعة مواسم قاد خلالها الفريق للفوز بالدوري الإيطالي عام 2011.

وخاض أليغري 101 مباراة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي حينما كان لاعباً، حيث كان يلعب في خط الوسط، وقضى معظم مسيرته الكروية في الدرجات الدنيا. وبدأ أليغري مسيرته التدريبية عام 2003، وحصل على جائزتين، إذ كانت الأولى عندما كان يتولى تدريب فريق كالياري، في تجربته الأولى بدوري الدرجة الأولى، بينما كانت الثانية عندما كان مدرباً لميلان.

وحاول جون إيلكان، أحد ورثة عائلة أنييلي التي تسيطر على نادي يوفنتوس، أن يرفع من قيمة أليغري في أعين جماهير الفريق، حيث قال إن المدرب الإيطالي كان مرتبطاً بالنادي منذ أن كان صبياً. وقال إيلكان: «أليغري كان دائماً أحد المحبين ليوفنتوس، وأخبرني أن لديه صورة تجمعه بميشيل بلاتيني في غرفته». ولم تفلح محاولات إيلكان في رفع أسهم أليغري تجاه جماهير الفريق التي لم تنس نجاح كونتي كمدرب، بعدما ساهم في حصول يوفنتوس على الدوري الإيطالي خمس مرات ودوري أبطال أوروبا عام 1996 عندما كان لاعباً بالفريق.

ويبدو أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى يكتسب المدرب الجديد ثقة جماهير يوفنتوس، التي لن تأتي سوى بتقديم الفريق لأداء مقنع تحت قيادته محلياً وأوروبياً.

في المقابل، تسعى قائمة الفريق لتنفيذ أفكار أليغري الفنية بشكلٍ جيد، في ظل اعتماد المدرب الإيطالي على أربعة لاعبين في خط الدفاع، بعكس كونتي الذي كان دائماً ما يدفع بثلاثة مدافعين. وبجانب تعاقد النادي الاضطراري مع أليغري، فقد أبرم يوفنتوس مجموعة من التعاقدات لضم لاعبين جدد إلى صفوفه، يأتي في مقدمتهم مهاجم ريال مدريد الإسباني ألفارو موراتا الذي بلغت قيمة التعاقد معه 20 مليون يورو، ليكون أغلى صفقة للنادي الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

كما تعاقد يوفنتوس أيضاً مع اللاعب الفرنسي المخضرم باتريس إيفرا والأرجنتيني روبيرتو بيريرا واللاعب البرازيلي المولد رومورو، إضافة إلى لاعب خط الوسط الفرنسي الشاب كينغسلي كومان.

ومع قرب غلق باب الانتقالات الصيفية في الأول من أيلول المقبل، يتطلع مسؤولو يوفنتوس لتعزيز خط هجوم الفريق، إذ كثف الفريق مفاوضاته أخيراً مع الكولومبي رادميل فالكاو مهاجم موناكو الفرنسي والمكسيكي خافيير هيرنانديز مهاجم مانشستر يونايتد الإنكليزي والألماني لوكاس بودولسكي مهاجم آرسنال الإنكليزي والإسباني فيرناندو توريس مهاجم تشيلسي الإنكليزي للتعاقد مع أي منهم قبل انتهاء سوق الانتقالات.

وكانت المباريات التجريبية التي خاضها الفريق تحت قيادة أليغري مقنعة نسبياً، غير أن الخسارة 0-1 أمام ميلان الأسبوع الماضي أثارت قلق جماهير الفريق بعض الشيء. وصرح أليغري بأن «الأداء بحاجة إلى التحسن، لكننا بذلنا مجهوداً شاقاً لتطوير النواحي البدنية في هذه الأيام. ارتكبنا أخطاء في بعض الأحيان، ولكننا نتحسن».

وينبغي على يوفنتوس تدارك هذه الأخطاء عندما يستهل الفريق مشواره في الموسم الجديد بالدوري الإيطالي أمام مضيفه كييفو فيرونا يوم غدٍ، إذ تبدو صفوف أليغري مكتملة تماماً، ولن يغيب عن الفريق خلال اللقاء سوى المدافع الدولي جيورجيو كيلليني بسبب الإيقاف.

من جهة أخرى، أكد جوسيبي ماروتا مدير الكرة في يوفنتوس أن شغله الشاغل حالياً يتمثل في الحفاظ على لاعبي الفريق بول بوغبا وأرتورو فيدال، بعدما أصبحا هدفين للعديد من الأندية الأوروبية حالياً.

الدوري الفرنسي

تشهد المرحلة الرابعة من الدوري الفرنسي مواجهة من العيار الثقيل عندما يستقبل باريس سان جيرمان حامل اللقب في آخر موسمين سانت إتيان رابع الموسم الماضي وثالث الترتيب راهناً الأحد المقبل.

لكن سان جيرمان المدجج بالنجوم حقق بداية متوسطة إذ اكتفى بالتعادل للمرة الثانية في ثلاث مباريات بسقوطه في فخّ التعادل السلبي مع مضيفه إيفيان الجمعة الماضي. وكان فريق المدرب لوران بلان استهل حملة الدفاع عن لقبه بالتعادل مع رينس خارج قواعده أيضاً 2-2، قبل أن يفوز على باستيا في معقله «بارك دي برانس» 2-0، إلا أنه عاد واكتفى بالتعادل مجدداً خارج ملعبه في مباراة أكملها بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 63 بسبب طرد يوهان كاباي لحصوله على إنذارٍ ثانٍ ما سيبعده عن لقاء الأحد.

وتأثر فريق العاصمة بشكلٍ مؤكد بالغيابات التي طاولته في ظل إصابة قلب دفاعه وقائده البرازيلي تياغو سيلفا وهدافه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الأول بسبب إصابة عضلية والثاني بسبب تمزق عضلي أصيب به في المرحلة الثانية. كما غاب الظهير الهولندي غريغوري فان در فيل لإصابته بكسر في إحدى فقرات ظهره، فيما جلس الإيطالي-البرازيلي الأصل تياغو موتا على مقاعد الاحتياط بسبب كسر في أنفه تسببت به نطحة مهاجم باستيا البرازيلي برانداو في نفق غرف الملابس.

وشارك زلاتان وفان در فيل في تمارين الأربعاء وستكون الساعات الـ48 المقبلة حاسمة لتحديد مصير مشاركتهما أمام الفريق الأخضر.

من جهة أخرى، حقق سانت إتيان بداية قوية بعد فوزين على جانغان 2-0 ورينس 3-1 قبل أن يتعادل سلباً مع رين.

وتتركز الأنظار على مباراة بوردو المتصدر مع باستيا إذ يحاول الأول تحقيق رابع فوز على التوالي والبقاء متربعاً في المركز الأول. وضرب لاعبو المدرب ويلي سانيول بقوة بثلاثة انتصارات على أرض مونبلييه 1-0 ونيس 3-1 والأهم من ذلك سحقهم موناكو وصيف الموسم الماضي 4-1.

وسيكون ليل الثالث والوحيد الذي لم تستقبل شباكه أي هدف على موعد مع مباراة صاخبة السبت عندما يحل على موناكو القابع في المركز السابع عشر. وحصد الفريق الشمالي سبع نقاط، فيما عوض موناكو بدايته الكارثية بخسارتين بعد فوزه على أرض نانت 1-0 بهدف الكولومبي راداميل فالكاو المطارد من أبرز الأندية الأوروبية.

وعلى غرار موناكو، ينوي مرسيليا متابعة صحوته عندما يستقبل نيس اليوم افتتاحاً، إذ منحه المهاجم الدولي أندريه بيار جينياك فوزه الأول على جانغجن 1-0 بعد تعادل وخسارة. وعاد جينياك إلى التمارين بعد تعرضه لإصابة بكاحله في المباراة. ورأى لاعب الوسط الدولي المغربي عبد العزيز براده المنتقل من الجزيرة الإماراتي إلى مرسيليا الفرنسي أنه ليس جاهزاً 100 في المئة لخوض المنافسات مع فريقه الجديد.

وشدد براده 25 سنة و3 مباريات دولية على أهمية السمعة الجيدة لمدربه الأرجنتيني مارسيلو بيلسا: «غوارديولا ودييغو سيميوني قالا إنهما يستلهمان منه، لذا أنا سعيد للعمل تحت أمرته».

ويستقبل كاين الذي حقق بداية جيدة حصد فيها فوزين رين السابع. وفي باقي المباريات، يلعب السبت لنس مع رينس ونانت مع مونبلييه وتولوز مع إيفيان ولوريان مع جانغان والأحد متز مع ليون.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى