الجيش يشتبك مع مسلحين ويحبط تهريب إرهابيين في عرسال قطع طرق في عكار تضامناً مع المؤسسة العسكرية والمخطوفين

استمر التوتر مسيطراً على بلدة عرسال وجرودها أمس، إثر الاشتبكات الليلية التي شهدتها الجرود أول من أمس، بين الجيش والمسلحين الإرهابيين، فيما شهدت منطقة عكار قطع طرق واعتصامات تضامناً مع الجيش والعسكريين المختطفين.

ميدانياً، اشتبك الجيش عصر أمس مع ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة رباعية الدفاع عند حاجز وادي حميد في عرسال. وتمكن عناصر الجيش من توقيف اثنين من المسلحين، أحدهما من آل أمون والآخر من آل عز الدين وهما من بلدة عرسال، فيما فرّ الثالث في اتجاه الجرد في السلسلة الشرقية. وعثر في داخل السيارة على أسلحة وذخائر وتجهيزات ومعدات عسكرية.

وأعلنت قيادة الجيش، من جهة أخرى، أنّ حاجز مستوصف عرسال التابع للجيش، أوقف عند الثامنة والنصف من ليل أول من أمس، سيارة بيك آب من نوع هيونداي يقودها المواطن خالد محمد ديب كرنبي من دون أوراق قانونية، وضبطت بحوزته مسدساً حربياً مع الذخائر العائدة له، كما أوقفت برفقته المدعوَين محمد عبدالساتر عكعوك وعبدالله محمد عكعوك من التابعية السورية، للاشتباه بمشاركتهما في القتال ضدّ الجيش في منطقة عرسال. وتمّ تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المرجع المختص لإجراء اللازم. وعلم أنّ السوريَين كانا من مرافقي الموقوف عماد جمعة.

إلى ذلك، وصل عدد كبير من الجرحى من الجانب السوري إلى مستشفى عرسال الميداني كانوا قد أصيبوا في الاشتباكات التي تدور في الأراضي السورية قرب الحدود مع عرسال.

قطع طرق واعتصامات

وبعد أن أشيعت أخبار عن ذبح المسلحين الرقيب في الجيش اللبناني علي أحمد السيد وهو من بلدة فنيدق، عقد اجتماع موسع في بلدية البلدة، حضره النائب خالد زهرمان، النائب السابق وجيه العريني، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبدالإله زكريا، رئيس البلدية خلدون طالب وأعضاء المجلس البلدي، مفتي عكار الشيخ زيد زكريا ممثلاً بالشيخ وليد اسماعيل ومخاتير البلدة وعائلة الرقيب السيد وفاعليات. وأصدر المجتمعون بياناً طلبوا فيه من «الحكومة وقيادة الجيش العمل الجدي على تأكيد أو نفي صحة الصور التي نشرت لنطمئن أهل الأسير الرقيب علي السيد». كما جدّدوا مطالبتهم الحكومة «بالعمل الجدي الصادق ونحملها كامل المسؤولية بالتقصير الحاصل في حق الأسرى وعدم احترام كرامة أهاليهم».

وفي عكار، قطع أهالي بلدة تكريت عند الساعة السادسة من صباح أمس، طريق الجومة العام تضامناً مع أسرى الجيش اللبناني ومنهم ابن البلدة أحمد غيّة، بمشاركة فاعليات روحية واختيارية وتربوية من البلدة، استجابة لدعوة إمام المسجد جهاد العبد الله.

وألقى وليد غية كلمة باسم أهالي تكريت أكد فيها أنه «لا يجوز بكل الأعراف والقيم أن تصبح قضية أسرانا معلقة بين التجاذبات والفرضيات والتجاذبات الإقليمية». ووجه رسالة إلى الخاطفين قائلا: «عكار هي أول من احتضنت أهلكم وهي أول من عملت على إطعامهم وإيوائهم حتى الآن، وتأمين أمنهم ولن نتخلى عنهم لأنّ عكار هي عكار الشهامة والنخوة كما كلّ لبنان، فلا يجوز أن يردّ هذا الجميل لنا بخطف أبنائنا»، مطالباً بالإفراج الفوري عنهم. كما وجه تحية إلى الجيش اللبناني مؤكداً الوقوف إلى جانبه.

وتحدث إمام مسجد البلدة الشيخ جهاد العبدالله، داعياً إلى «عدم إدخال قضية الأسرى في البازار السياسي. وقال: «إنها قضية إسلامية، إنسانية أخلاقية وطنية بامتياز، وأرجو من السياسين عدم المتاجرة بقضية الأسرى مهما كلف الأمر».

ثم تحدث والد الجندي الأسير، عبود غية موجهاً سؤالاً إلى «أحد السياسيين الذي تحدث على إحدى الشاشات عن أنه لا تفاوض مع الخاطفين»، سائلاً إياه: «أين ولدك أنت، في حين أنّ أسرانا في المغاور ولا نعلم عن مصيرهم وأحوالهم شيئاً»؟

وناشدت والدة غية قيادة الجيش «العمل بأقصى جهدها من أجل إطلاق سراح ولدها وكل الجنود الأسرى».

وفي خطوة مماثلة، قطع أهالي مشحة في قضاء حلبا الطريق عند مفترق البلدة، ثم توجهوا إلى سراي حلبا حيث كانت كلمة لرئيس دائرة أوقاف عكار ورئيس «هيئة العلماء المسلمين» مالك جديدة الذي دعا «الدولة والمسؤولين إلى العمل على إطلاق الأسرى في أقرب وقت».

وطالب المعتصمون، بدورهم، الهيئة بأن يكون لها دور أكبر في تحرير العسكريين، ثم أقفلوا باب سراي حلبا احتجاجاً.

كذلك، قطع أهالي بلدة بزّال طريق جرود عكار بالإطارات المشتعلة، وطالبوا بالإسراع في معالجة قضية المخطوفين، وللغاية نفسها، قطع أهالي الجومة طريق البلدة.

وخلافاً لمواقفهما المعتادة دعا النائبان معين المرعبي وخالد الضاهر في بيان مشترك «المجموعات السورية المسلحة إلى الإفراج فوراً عن جميع المحتجزين وترك المعالجات والمبادرات الطيبة تأخذ مجراها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى