مجاهرة وقحة

نعرف جميعاً من هم وراء تنظيم «داعش» ومن هم داعميه في لبنان. ونعرف جيّداً موقف كلّ شخص وسياسيّ وإعلاميّ من الموضوع. أما أن تأتي المجاهرة بالغةً حدّ الوقاحة، فإننا نقف عاجزين أمام جرأة البعض على الاعتراف بالخيانة.

تعليق قديم كان قد كتبه شارل جبّور سابقاً على صفحته الخاصة، لكنّ الزميلة ضياء شمس أرادت إلقاء الضوء عليه. هو تصريح لا يمكن لأحد استغرابه، خصوصاً أنه أتى على لسان شارل جبّور نفسه، إلا أنّ المجاهرة بالوقوف إلى جانب «داعش» غير مقبولة بل مرفوضة تماماً. أليس هذا التنظيم إرهابيّاً، أليس من يقف إلى جانبه وجبت محاكمته بتهمة الخيانة العظمى؟ كيف تقبل الأمانة العامة لفريق 14 آذار والتي ينتمي إليها شارل جبّور نفسه بهذا التصريح؟ يبدو أن الحقد الاعمى أنسى هذه الفئة معنى الوطنية، فضاعوا بين المجرمين والإرهابيين وبين الوطنيين والحقّ في الدفاع عن الأرض والوطن.

Post

إلى شارل جبّور نفسه، هل ذبح حزب الله أحد المواطنين يوماً ما؟ هل مارس سياسة الإرهاب؟ هل الدفاع عن أرض سورية ضدّ هؤلاء الإرهابيين تعتبر جريمة ارتكبها النظام السوري وحزب الله معاً؟ هل محاربة «إسرائيل» جريمة على المقاومة أن تدفع ثمنها؟

المطلوب أن ينتفض الجميع

في لبنان ينتفض المواطنون عندما يمسّ الأمر طائفة معيّنة أو تياراً سياسياً معيناً، يتظاهرون لحماية تنظيمهم، لكنّهم لا يتظاهرون لحماية أنفسهم. يقاتلون بالكلمات والتصريحات ويثورون، لا للدفاع عن وطنهم إنما عن الفئات. هذه هي الحقيقة التي لا يمكننا تجاهلها، وهذا هو الواقع الذي يفرض نفسه يومياً. نأسف لهذه الحقيقة ولا يسعنا فعل شيء سوى المطالبة بالصحوة من هذا السبات العميق.

تطالب الزميلة هنادي عيسى جميع الطوائف بالتكاتف والذهاب إلى مقاتلة «داعش»، وكذا يطالب الجميع للذود عن الوطن في وجه المجرمين الأنذال.

وفور إطلاق تعليقها هذا على صفحتها الخاصة على موقع «فايسبوك»، انتفض البعض على هنادي عيسى، وقالوا هيا إلى القتال وهيا إلى التكاتف، أمّا آخرون فاكتفوا بالاعتراض لينتقدوا الأمر معتبرين أنه إن حصل ووقف الشعب اللبناني يداً إلى يد، فإن ميليشيات وقوى مسلّحة خطيرة ستنشأ، ما يرجعنا إلى نقطة الصفر لنخاف مجدداً من هذه المواقف.

Post

قبل أن نطلب من الشعب التكاتف، علينا محاربة سياسيي «داعش» الذين يعيشون في وسطنا ويدعمون «داعش» بكافة الطرق والوسائل الممكنة. لو أن القوى السياسية تتحدّ جميعها لتحارب هذا التنظيم الفاسد لما كان لهذه المهزلة من أساس!

«ببلادي رخص ثمن البشر»

ما نشاهده يومياً على شاشات التلفزيون من مؤامرات وتسويات رخيصة على حساب الشعب اللبناني، يدفع بنا إلى اليأس والملل من هذه الأوضاع. حالة مزرية جداً وصلنا إليها. واستطاعت الزميلة كريستين حبيب التعبير عنها بكلمات صادقة. ففي بلادي غلت الأسعار ويعيش المواطن أزمات متكرّرة جعلت كرامته رخيصة وإنسانيته معدومة ودماءه لا قيمة لها. في وطني صار دم الشهداء أرخص من أن يثور له السياسيون، فمقابل حفنة من الدولارات يتخلّى البعض عن مبادئهم ويبيعون مواطنين لا ذنب لهم سوى أنهم أرادوا الدفاع عن وطنهم وحماية أرضه وشعبه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى