روسيا وإيران… لتحالف دولي لمكافحة الإرهاب من دون إزدواجية

أكدت موسكو وطهران تطابق وجهتي نظرهما في محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة، وأكدتا تصميمهما على مكافحته بكل مسمياته وأماكنه، مشددين على أنه لا بديل عن الحل السياسي والديبلوماسي لتسوية الأزمة في سورية.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعو إلى إشراك إيران في شكل مباشر في تسوية الأزمة السورية، مشيراً في مؤتمر صحافي مشترك في موسكو، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أنه «لا يوجد بديل لوقف العنف بأسرع ما يمكن، وهناك أساس جيد لذلك يتمثل في بيان جنيف».

وأضاف لافروف: «ندعو إلى أن تشارك إيران في شكل مباشر في كل الخطوات المقبلة الرامية إلى التسوية»، مؤكداً أن ذلك يخدم مهمة إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في ظل خطر انتشار الإرهاب في المنطقة، بما في ذلك في العراق.

ودعا الوزير الروسي إلى إقامة تحالف دولي لمكافحة الإرهاب من دون ازدواجية في المعايير وقال إن على الجميع التعاون لمكافحته لأنه أصبح آفة خطيرة منذ فترة لجميع دول المنطقة والعالم مؤكداً أن بلاده جاهزة للتعاون مع جميع من يشاطرها هذه الأفكار إلا أن هناك من يريد أن يستخدم مكافحة الإرهاب لأهدافه وأغراضه الأنانية.

وقال لافروف: «إن الجهات الغربية تعلن ضرورة مكافحة «داعش» في العراق ولكنها لا تريد مكافحته في سورية وتقول إنها لن تتعاون مع الحكومة السورية حتى في مسألة مكافحة الإرهاب وهذه ازدواجية معايير واضحة وغير بناءة وهي قصيرة النظر».

ولفت إلى تصريحات الرئيس الفرنسي الذي قال: «إنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب»، معتبراً هذا التصريح تخلياً عن الكلمة التي تعهد بها الرئيس الفرنسي في بيان مجموعة الثماني قبل سنة ومؤكداً أن روسيا مثل إيران تريد بثبات وباستمرار أن تكافح الإرهاب الدولي بكافة أشكاله وبالتعاون مع دول أخرى وهذا الأمر ممكن ولا شك فيه.

وأشار لافروف إلى أن «دول الغرب تدعو إلى وقف إطلاق النار والمصالحة الوطنية وإلى إيجاد الحلول الوسط لكن باستثناء الأزمة الأوكرانية وسورية فهم لا يعترفون بأي حوار وطني بل يطالبون دائماً بإسقاط النظام بالقوة».

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن مواقف إيران وروسيا تتشابه في أن التطرف يهدد شعب العراق وغيره من دول المنطقة ويجب مواجهة هذا الخطر بنشاط.

وقال: «التطرف يهدد الشعب العراقي، وإن هذه الظاهرة يمكن أن تؤدي إلى إثارة العنف وارتكاب جرائم في غيره من دول المنطقة. نحن سنواصل لعب دور فاعل في مواجهة هذا الخطر».

التصريحات الروسية الايرانية جاءت بعد يوم على تصريح للرئيس الأميركي باراك أوباما أكد فيها أن اجتثاث «داعش» لن يكون سهلاً. وأن على الولايات المتحدة التعاون مع شركائها في محاربته.

وأعلن أوباما إيفاد وزير خارجيته جون كيري الى الشرق الأوسط لإقامة تحالف لمحاربة «داعش»، قائلاً: «إن على القادة في المنطقة الاعتراف بأن تنظيم داعش يمثل خطراً على الجميع»، كاشفاً أنه طلب من المسؤولين الأميركيين إعداد مجموعة من الخيارات العسكرية لمواجهة التنظيم في سورية، وأن استراتيجيته لا تزال قيد التطوير.

الى ذلك، أعلن الجيش الفيليبيني أمس عن استعداد جنوده في قوات حفظ السلام المكلفة بمراقبة وقف اطلاق النار بين كيان العدو «الاسرائيلي» وسورية في هضبة الجولان المحتلة لمواجهة مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي.

ويحاصر مسلحو «جبهة النصرة» عدداً من افراد قوات حفظ السلام الدولية غالبيتهم من الكتيبة الفيليبينية المتمركزة في هضبة الجولان، ويطالبونهم بإلقاء السلاح، بينما يتمركز 75 جندياًَ فيليبينياً في موقعين يبعدان اربعة كلم عن بعضهما بعضاً في بلدتين بالهضبة ضمن مواقع محصنة للأمم المتحدة.

وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الجيش الفيليبيني في مانيلا الكولونيل روبرتو انكان إنه لم يتم تبادل أية نيران حتى الآن، لكن الجنود الفيليبينيين جاهزون للقتال.

من جهته قال رئيس الفيليبين بنينيو اكينو ان الوضع بين جنود حفظ السلام ومسلحي «المعارضة السورية» متوتر، مضيفاً: «لكن يجب الا نقلق في الوقت الراهن. الوضع يبدو مستقراً».

ميدانياً، واصل الجيش السوري عمليته العسكرية الواسعة في حي جوبر الملاصق للعاصمة دمشق، ونفذ الطيران الحربي السوري ما يزيد على العشرين غارة جوية استهدفت غرف عمليات وتحصينات للمسلحين داخل الحي، في ما غطت مدفعية الجيش السوري وسلاح الصواريخ تقدم قوات المشاة داخل جوبر وتثبيتها نقاط رصد وحراسة.

وقد شهد الحي اشتباكات عنيفة تركزت على المحاور الشمالية ومن جهة جسر زملكا، وشارعي الأصمعي والعمادية ومحيط جامع حذيفة، في حين نفذت وحدات اخرى من الجيش عمليات بالتزامن مع اقتحام جوبر على محاور وادي عين ترما وجسرين وحتيتة الجرش وزبدين في عمق الغوطة الشرقية.

الى ذلك، أوقع الجيش السوري في كمين محكم مجموعات من المسلحين بين جرود فليطا ورأس المعرة في القلمون على الحدود مع لبنان، وأشارت الحصيلة الأولية إلى 15 قتيلاً و25 جريحاً في صفوف المسلحين، بينهم أجانب كثر وقادةٌ ميدانيون رفيعو المستوى، منهم أبو محمد السحل وأبو عبيدة التونسي.

في حين نفذت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة عمليات عسكرية في محيط بلودان والزبداني، واستهدفت مدفعية الجيش تجمعات وتحركات المسلحين داخل حي المحطة في الزبداني.

وفي ريف حماة، صدت وحدات الجيش السوري محاولة مسلحين الهجوم على معسكر وادي الضيف، وقتلت عدداً من المهاجمين ودمرت آلياتهم، في حين أغار الطيران الحربي السوري على خطوط امداد المسلحين في معرة النعمان بأكثر من 17 غارة استهدفت مخازن أسلحة وذخيرة وسيارات دفع رباعي للمسلحين.

وفي حلب استهدف الجيش تجمعات المسلحين في محيط الكلية الجوية وخان العسل وخان طومان ودوار بعيدين ومخيم حندرات وبني زيد ودارة عزة وأرشاف والشيخ لطفي وغرب المنطقة الحرة، فيما واصلت وحدات الجيش السوري المنتشرة في القنيطرة عملياتها وتمكنت من قتل عدد من المسلحين في محيط جامع أم باطنة وقرى الصمدانية الغربية ومجدوليا ومحيط الكنيسة القديمة في القنيطرة، وبلدات رويحينة وبئر عجم في ريف المحافظة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى