المياومون: لا نتحمّل مسؤولية الأعطال والتقنين

بعد أن تذرعت مؤسسة كهرباء لبنان بأنّ عدم قيامها بالتصليحات اللازمة للتيار الكهربائي في عدد من المناطق لا سيما في مدينة بيروت، سببه اعتصام المياومين، وأنّ فريق الصيانة لم يجد من يفتح له المخازن للحصول على المستلزمات المطلوبة، فتح المياومون أول من أمس البوابة البحرية في مؤسسة كهرباء لبنان، في حضور ممثل النائب محمد قباني صلاح المنجد لمواكبة عملية تسليم المعدات لموظفي مؤسسة الكهرباء لتصليح عطل محطة الأونيسكو الذي يغذي القسم الأكبر من مدينة بيروت، من الساعة التاسعة حتى الحادية عشرة، لكن لم يحضر أحد من قبل الإدارة.

وفي محاولة منها لتبرير هذا التقصير، جدّدت مؤسسة كهرباء لبنان «اعتذارها من المواطنين لعدم تمكنها من خدمتهم في شكل كامل وسليم، في ظلّ الوضع الشاذ القائم فيها»، مؤّكدةً أنّ «العمل فيها لا يمكن أن ينتظم من خلال الدخول الانتقائي إلى المبنى المركزي».

وكانت لجنة العمال المياومين وجباة الإكراء أوضحت في بيان أنّ «الاتهامات التي تسوقها إدارة مؤسسة كهرباء لبنان بحق المياومين والجباة واتهامها لهم بمشكلة تقنين التيار الكهربائي والانقطاع في معظم المناطق اللبنانية، ما هي إلا حجة واهية للهروب من الفشل الذريع والسياسات الخاطئة المتبعة في إدارة القطاع منذ ما يقارب عقداً من الزمن».

وأضافت: «إنّ معظم الأعطال المختصة بعمل المياومين يتم تصليحها بسرعة فائقة، وتتعلق بالتوتر المنخفض مثل المحطات والترانسات وكابلات الـ»تورسادي» ما دون الـ 15 ألف فولت»، مؤكدة أن «لا علاقة لا من قريب أو من بعيد للعمال المياومين بمعامل الإنتاج في ما يخصّ التغذية، وهي منوطة في شكل حصري بإدارة المؤسسة ومديرية الإنتاج».

وكررت اللجنة طلبها من مديرية النقل الممثلة في شخص مديرها نجيب صالح، «الحضور إلى المؤسسة واستلام البضائع الكفيلة بتصليح عطل محطة الأونيسكو الذي يغذي القسم الأكبر من مدينة بيروت والذي هو من اختصاص مديرية النقل». وسألت الرأي العام: «متى كانت حال الكهرباء في لبنان منذ عشرين سنة وحتى اليوم ولا سيما خلال أشهر الذروة، أفضل مما هي عليه اليوم؟ واعتبرت أنّ تحميل مسؤولية التقنين والأعطال للمياومين هم السبب، ما هي إلا حجة واهية.

وأبدت اللجنة استعدادها «لفتح حوار مع أي كان، في سبيل إنصاف عمالنا تحت سقف القانون وتطبيقاً له من دون نقص أو مواربة».

كهرباء لبنان

وأكدت مؤسسة كهرباء لبنان، من جهتها في بيان، «أنّ العمل فيها لا يمكن أن ينتظم من خلال الدخول الانتقائي إلى المبنى المركزي، وبإذن مسبق من أشخاص يقومون باحتلالها بما يذكّر بأيام الحرب البغيضة ونصب الحواجز، وهو زمن نتمنى مع جميع اللبنانيين ألا يعود أبداً، وبالتالي، فإمّا أن تفتح جميع الأبواب ويتأمّن الدخول والخروج للمواطنين، لمجلس الإدارة ولجميع الموظفين بكرامتهم من المدير العام إلى الموظف الأدنى فئة، بطريقة طبيعية ليقوموا بواجباتهم بصورة كاملة وسليمة، أو لا قيمة لدخول مجتزأ وانتقائي لا يحفظ كرامة الموظفين من جهة ولا يؤدي إلى خدمة المواطنين بصورة سليمة من جهة أخرى». وأضاف البيان: «لذلك، فإنّ أي مبادرة في هذا السياق يجب أن تكون كاملة وغير مجتزأة كي تؤتي ثمارها وتسمح بمعاودة العمل بشكل طبيعي في المؤسسة».

وجدّدت المؤسسة «دعوتها القوى الأمنية والمراجع القضائية إلى تطبيق القوانين وإزالة الاحتلال القائم فيها، تأميناً لحسن سير المرفق العام وتأميناً لتغذية مستقرة بالتيار الكهربائي»، محذّرة: «من تداعيات هذا الوضع الشاذ القائم فيها، ومن تفاقم هذه التداعيات أكثر فأكثر في المستقبل إذا لم تعمد المراجع المعنية المذكورة أعلاه إلى وضع حدّ لاحتلال هذا المرفق العام الحيوي».

قباني

وأوضح رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب محمد قباني أنّه «بعد اشتداد أزمة الكهرباء في بيروت وصدور بيان عن المياومين عن استعدادهم لتأمين التجهيزات اللازمة لصيانة خطوط 66 ك.ف الجوفية في الأونيسكو، وصدور رد من مؤسسة كهرباء لبنان أنّ فرق الصيانة توجهت إلى مخازن المؤسسة فلم تجد من يفتح لهم الأبواب. تدخلت لإيجاد حل ومنع المناورات، فطلبت من المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان تحديد موعد كي أضغط على المياومين فلم أحصل على جواب بحجة أنه يتشاور مع مجلس الإدارة».

وتابع في بيان: «حددت موعداً صباح اليوم السبت بدءاً من التاسعة صباحاً وحتى العاشرة وأبلغت الطرفين. وقد أرسلت مندوبين من قبلي للتأكد مما يحصل. ففتح المياومون البوابة المطلوبة من التاسعة حتى الحادية عشرة، ولم يحضر أحد من قبل الإدارة. ثم أبلغني بعض المسؤولين عن الصيانة أنهم على استعداد للقيام بالصيانة المطلوبة لكنّ مجلس إدارة المؤسسة يمنعهم من ذلك».

واختتم قباني: «إنّ هذا الموقف السيّئ لمجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان الذي ربما يكون مطلوباً من سواهم، واستهداف العاصمة واستعمال أهلها رهينة للعتمة لن ينجح مع أهل بيروت الأبية الذين لم يركعوا أمام من حاصرها أو من غزاها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى