عبد الكريم صبح شاعراً قوميّاً مغموراً في المهجر البرازيلي

لبيب ناصيف

عرفته في فترة اقامتي في البرازيل، إنما لم ألتقه كثيراً، إذ كان يقطن في مكان بعيد عن وسط سان باولو، وكان الانتقال الى مكتب الحزب، و/أو الى مكتب جريدة «البناء» متعباً بالنسبة إلى من أشرف على الشيخوخة. لكنّي عرفت عنه أكثر من الامين نواف حردان الذي كان اهتم بتثقيفه قومياً اجتماعياً فانتماءً.

إنّه الرفيق الشاعر عبد الكريم صبح.

في كتابه عن أدباء المهجر البرازيلي وشعرائه يورد الأديب نعمان حرب سيرة ذاتية عن الرفيق الشاعر عبد الكريم صبح، فيقول:

– ولد الشاعر عبد الكريم أحمد صبح في قرية صغيرة في محافظة حمص السورية اسمها «بوردي» قرب نهر العاصي.

تابع دراسته في ثانويات حمص وتخرّج منها.

هاجر الى البرازيل عام 1951.

عمل في التجارة المتنقلة والثابتة، وكان حظّه بالنجاح فيها بين صعود وهبوط، ويسر وعسر.

عمل مساعداً في تحرير بعض الصحف العربية الصادرة في مدينة سان باولو.

كلف بتأسيس وإصدار مجلة «إسلامية» باسم «مجلة الاتحاد» بتمويل من بعض الجهات الإسلامية، ولكنه تخلّى عنها بعد إصدار العدد الثالث منها لخلافه مع الممولين حول الكتابة الوطنية الصريحة والنهج التقدمي .

أصدر عام 1981 أول مؤلف له سمّاه «المعجزات في مكارم الأخلاق» وأهداه الى شعبه السوري الجبّار، وطبعه في مطابع جريدة «الانباء» البرازيلية بمساعدة منشئها الأستاذ نواف حردان، وتبلغ عدد صفحاته 232 صفحة، وعنوانه يدل على مضمونه.

يتبع في كتابته أسلوب المقامة العربية الساخرة، ويوشيها بأبيات من الشعر لكبار الشعراء العرب.

عضو في «عصبة الأدب العربي في البرازيل».

أصدر الرفيق الشاعر والأديب عبد الكريم صبح، مؤلفين، ديوانه الشعري تحت عنوان «عواصف»، و»المعجزات في مكارم الاخلاق» الذي أهداه «الى المارد العملاق الذي يصارع الدهر والإمبريالية والصهيونية والقبلية والطائفية والأنانية، الى صانع الحضارات ومؤسس سنن الأخلاق ومنشئ الدساتير، الى شعبنا السوري الجبار» .

من شعره:

قم حي آذار

قم حيّ آذار لا خوفاً ولا جذراً

وقل ملكت الجمال الطلق محتكرا

وحيّ مولوده من راح منفردا

يغالب الدهر والإعصار والقدرا

وغاص في لجج الأحقاب مختبرا

يستخرج الحقّ والأضواء والدررا

وأيقظ الشعب من أعماق نومته

لوحدة تملأ الأسماع والبصرا

سناء محيدلي

سناء يا نغمة الأحرار في وطني

وقبلة الثورة الحمراء في الجبل

رأيت رسمك في التلفاز مبتسماً

للموت أحلى من الصهباء والأمل

فراح يوحي لقلبي خير ملحمة

غراء تنشد في الأعياد من جذل

نسجت من شعرها شعراً وبينهما

دنيا مسدسة الروضات والحلل

أقول والقول لا يجدي بأمتنا

برغم مصدرها من قمة العلل

دعوا الكراهية الحمقاء نائمة

فالكره حمَّرَ وجه الشمس بالخجل

روحوا اعبدوا الله في توجيه أمته

وحرروها من الأحقاد والزغل

ووحدوا الأمة الكبرى فكم صنعت

من مصلح ونبي مرسل وولي

فالطائفية من يدعو لدولتها

لم يرتفع قدره في الخلق عن جعل

رئيس لجنة تاريخ الحزب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى