حظوظ فرنجية تتقدم عند 14 آذار بانتظار موقف عون

هتاف دهام

لم يقترح فريق سياسي، منذ الشغور الرئاسي في 25 آذار، أي مبادرة حظيت بموافقة الفريق الآخر، من مبادرة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون التي سمّاها الانقاذية والتي تقوم على انتخاب الرئيس من الشعب، إلى مبادرة النائب وليد جنبلاط القائمة على انتخاب رئيس وسطي وصولاً إلى المبادرة التي طرحها فريق 14 آذار مجتمعاً أمس. فما يطرح من مبادرات داخلية حتى الساعة لا يعدو كونه مراوحة في الوقت الضائع بانتظار التفاهمات الدولية والاقليمية على إحلال الاستقرار في المنطقة، على رغم أن لبنان ليس موجوداً على الرادار الاقليمي في الوقت الراهن باجماع فريقي 8 و14 آذار.

كل المبادرات التي طرحت لم تفلح في عقد جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. أرجأ رئيس المجلس النيابي نبيه بري للمرة الحادية عشرة جلسة انتخاب الرئيس بسبب عدم اكتمال النصاب الذي اقتصر على 58 نائباً الى 23 أيلول الجاري. لا يعول كثيرون على أن هذا التاريخ سيكون أفضل من التواريخ التي سبقته. لا يتوقع أي من نواب الفريقين الآذاريين أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية قبل شهر تشرين الأول.

وعليه، لم تحمل جلسة الأمس أي تغيير جذري، باستثناء مبادرة 14 آذار التي عبّر عنها في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة عند 12:30 محاطاً بزملائه النواب جورج عدوان عن القوات اللبنانية، بطرس حرب عن المسيحيين المستقلين، ايلي ماروني عن حزب الكتائب، ومروان حمادة عن اللقاء الديمقراطي على اعتبار أنه يواصل ونواب اللقاء الديمقراطي حضور اجتماعات 14 آذار.

فأكدت المبادرة أن قوى 14 آذار كاملة مجتمعة وليس أفرقاء بمفردهم، تتمسك بترشيح رئيس حزب القوات سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، وأعلنت في الوقت ذاته استعدادها التام للتشاور مع كل الاطراف حول اسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم بالثوابت الوطنية، وأنها ستقوم بالاتصالات اللازمة مع كل القوى السياسية من أجل السعي للتوافق على تسوية وطنية تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية فوراً، إلا إنها أبقت على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية.

طرح السنيورة مبادرته وخرج برفقة النائب القواتي الى بهو المجلس. غادر نواب 14 آذارlobby المجلس من دون أن يحس أحد بهم من الصحافيين الذين تجمعوا حول رئيس الكتلة المستقبلية ونائب رئيس حزب القوات مستفسرين عن الجديد الذي حملته المبادرة، ليصل النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض الى الـ lobby ويلقي التحية على عدوان من دون أن يعلق على المبادرة بأي كلمة، باستثناء «منحكي يا جورج». لم يعلق نائب حزب الله الذي لم يحضر غيره من نواب الوفاء للمقاومة والتغيير والاصلاح أمس الى بهو المجلس، الا ان أوساط فريق 8 آذار أكدت لـ«البناء» ان المبادرة هدفها توفير مخرج مشرّف لرئيس القوات اللبنانية لسحب ترشيحه على أساس ان ليست له حظوظ إطلاقاً، لا سيما أن ترشيحه لم يكن أكثر من ترشيح لقطع الطريق على وصول رئيس تكتل التغيير والاصلاح. في حين أكدت مصادر مقربة من النائب وليد جنبلاط لـ«البناء» ان هذه المبادرة أتت استجابة لطرح رئيس جبهة النضال الوطني رئيساً توافقياً في ظل تعثر الاتفاق على العماد عون الذي لن يحظى بالتوافق وبالاكثرية داخل المجلس النيابي رئيساً للجمهورية وكذلك الدكتور جعجع.

وفي السياق، وضع الرئيس السنيورة في حديث لـ«البناء» المبادرة في إطار البحث عن مرشح يحظى بتوافق الافرقاء السياسيين جميعاً، باعتباره أن جعجع وعون غير قادرين على تأمين الاكثرية. ولما كان رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل من الاقطاب الأربعة المرشحين الا أن السنيورة أكد لـ«البناء» رداً على سؤال عن امكانية اقتراح فريق 8 آذار تسمية فرنجية كمرشح للرئاسة، بأن لا فيتو على اسمه أو على غيره من الاسماء. في حين أكد عدوان لـ«البناء» ان لجنة ستتألف من فريق 14 آذار لإجراء الاتصالات مع جميع مكونات فريق 8 آذار بمن فيهم حزب الله. وأشار الى ان المشاورات ستبدأ بالبحث في المواصفات الخاصة بالتوافقي، ليعقب ذلك الدخول في لعبة الاسماء، في حال كان الجميع مستعداً لفتح باب التسوية امام رئيس تسوية.

وهنا تبدأ المعادلة الصعبة. من هي الاسماء التي يمكن ان تحظى بتوافق فريقي 8 و14 آذار؟ هل سيبادر جنرال الرابية الى سحب تقديم ترشيحه؟ بعد أن أعلن أمس تكتل التغيير والاصلاح ان مبادرة قوى 14 آذار قديمة وممجوجة ولا معنى لها، لتدعو أوساط 8 آذار عبر «البناء» فريق 14 آذار الذي عرض خيار التوافق على رئيس يؤمن مصلحة الوطن، الى دراسة خيار العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، أو التوجه الى الرابية لمحاورة الجنرال، فحزب الله كما ترى الاوساط لن يحاور أحد على مرشح لرئاسة الجمهورية غير عون الذي يعود إليه قرار العدول عن الترشح والتحول الى ناخب لمرشح يسميه.

وفي موازاة طرح اسم الوزير السابق جان عبيد كمرشح توافقي بين عين التينة وكليمنصو والذي يحظى بتأييد من تيار المستقبل، تحدثت معلومات عن ان الدكتور جعجع لو خيّر بين فرنجية وعبيد، فإنه سيختار فرنجية، قائلاً صحيح أنه خصم في السياسة الا ان مواقفه لا يشوبها التباس، فهو جريء وصريح وواضح، من دون أن يعطي رأيه في عبيد. يترافق هذا الكلام مع معلومات نقلتها مصادر سياسية مطلعة ان عنوان هذه المرحلة هو محاربة الارهاب من العراق الى سورية فلبنان، وهذا يتطلب ان يكون على رأس الدولة رئيس قوي، وأن يكون جزءاً من حلف عريض جمع الأضداد في العراق لمحاربة «داعش»، حلف لقيادته يستدعي شخصية فاعلة وقادرة ومرموقة وذات رمزية مسيحية كالعماد عون والدكتور جعجع لكنها تتميز عنهما بانها خارج فيتو الفرقاء المتبادل لكن السؤال الذي يطرحه بدء التداول بإسم فرنجية في 14 آذار هو ما إذا كان المطلوب أيضا رئيس قادر على مصالحة هذا الفريق مع سورية ضمن رؤيا مستقبلية للتطورات الإقليمية والدولية للحرب على الإرهاب ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى