ضربة كبيرة تلقتها قطر وتركيا بعملية اغتيال جماعي لجماعة «أحرار الشام» حليفها الوحيد في الجبهة الإسلامية

«البناء» ـ باريس

هل بدأ العد العكسي لنهاية القيادات التاريخية للفصائل السلفية المحاربة في سورية، بعدما قرر الأميركي خوض حربه المقدسة عليهم، وبعدما استخدمهم أربع سنوات في حرب تدمير سورية؟ أياً تكن اليد التي قتلت قيادة أحرار الشام وكثيرة هي الأيدي التي لها مصلحة في ذلك، فالشيء الوحيد الثابت في عملية الاغتيال هذه هو الخسارة القطرية التركية التي لا تعوض بإبادة جماعية لقيادة أحرار الشام التنظيم الوحيد الحليف للدوحة وأنقرة داخل الجبهة الإسلامية، والقيادة الوحيدة داخل هذه الجبهة التي لا تخضع للأوامر السعودية.

ذهبت قيادة أحرار الشام المثيرة للجدل، من كهوف تورا بورا إلى خلية غرناطة وخلايا البوسنة وصولاً إلى رام حمدان بالقرب من الفوعة في ريف إدلب، ومن غرائب الصــدف أو من أسرار القـرارات الاستخبارية أن عمليات الاغتيــال ضمــن صفـوف المعارضـة فــي حربها على تركة بن لادن بــدأت بأحرار الشام باغتيـال محمد بهايا الملقب أبو خالد السوري اليد اليسرى لأسامة بن لادن وسفير الظواهري إلى الجولاني والبغدادي.

في هذا التوقيت وفي خضم الحرب العالمية المعلنة على داعش أتت عملية الاغتيال الجماعي لأحرار الشام لتخلط الأوراق في صفوف القوى العسكرية للتيارات السلفية المحاربة في سورية، ولتعيد رسم خريطة القوى العسكرية بذهاب الفريق الأقوى الذي من المتوقع أن يتوزع ميراثه بين الفصائل الباقية بحيث يكون هناك توازن رعب في ما بينها بعيداً عن سيطرة وطغيان أحرار الشام وهيبة محمد بهايا وحسان العبود.

كان العبود أول من اتهم داعش باغتيال بهايا منذ عدة أشهر، ولداعش مصلحة في هذه العملية، وأيضاً تصب هذه المصلحة في خانة السعودية على حساب قطر وتركيا وللسعوديين مصلحة في هذه المقتلة. وأيضاً تصب هذه العملية بالطبع في خانة الدولة السورية وللسوريين مصلحة في فرط عقد قوة أحرار الشام، و للقطري والتركي مصلحة على رغم تضرره من عملية الاغتيال وهنا يطرح سؤال مهم هل خشيت قطر وتركيا من ذهاب أحرار الشام إلى السعودية بعد اتفاقها مع زهران علوش رجل السعوديين في الغوطة الشرقية لدمشق؟

أياً تكن اليد التي قتلت قيادة أحرار الشام من المؤكد أن هناك ضحايا كثراً يشعرون بالراحة والثأر لقتلاهم على يد هذه الجماعة، اسألوا الفوعة المحاصرة لدى أهليها الخبر الكثير عن حسان العبود وجماعته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى