احتفال بـ«معجزة هجرة الطيور» في حِمى عنجر

البقاع ـ أحمد موسى

ضمن مبادرة من الاتحاد الأوروبي، وبدعمٍ من مؤسّسة «مافا MAVA»، وبالتعاون مع «مهرجان العصافير» الذي تنظّمه جمعية «جبلنا»، احتفلت «جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL» وبلدة عنجر، بما سُمّي «معجزة هجرة الطيور»، تحت عنوان «حافظوا على المياه من أجل الطبيعة والإنسان»، وبإطلاق المشروع المموّل من الاتحاد الأوروبي تحت عنوان «دعم سبل العيش لتخفيف الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية على المجتمعات اللبنانية في مناطق الحِمى»، وذلك على مدى يومين في حمى عنجر ـ البقاع.

حضر الاحتفال مانويل دوران وأنطونيو غيلين من السفارة الإسبانية في لبنان، برونو مونريال ومارشيلو موري من بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان، مجلس بلدية عنجر ـ حوش موسى، رئيسة جمعية «جبلنا» يولا نجيم، رئيس «محمية أرز الشوف» شارل نجيم، إضافةً إلى حشد من أهالي البلدة وممثلين عن الجمعيات الأهلية ولجان الحِمى.

وتضمن الاحتفال باليوم العالمي لهجرة الطيور اكتشاف مسار النسور التي تعبر فوق عنجر، إضافة إلى ركوب الدرّاجات الهوائية على طول المجرى المائي من نبع عنجر نحو المستنقعات، كما تضمّن معرضاً للمنتوجات القروية والحِرف المحلية التي أنتجتها نساء الحمى. وتضمّن الحفل أيضاً عروضاً فنية وتقليدية، وزيارةً إلى الموقع الأثري في عنجر، المدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو»، إضافةً إلى التعرّف على إعادة إحياء الوظائف الإيكولوجية لموائل الحِمى عن طريق دعم الإدارة المستدامة المحلية لأنظمة المياه.

وتزامن الحدث مع «عيد الصليب» الذي يحتفل به أهل عنجر بطريقة مميزة، إذ أقيم قدّاس ديني في الكنيسة الإنجلية الأرمينية، تلاها احتفال قدّم فيه طبق «الهريسة التقليدي». كما تضمّن الحدث معرضاً للتعرّف على عدد من الأنواع المهدّدة بالانقراض مثل ثعلب النهر وطائر «النعّار السوري» المتواجدان في حِمى عنجر التي تختزن عدداً من العناصر الإيكولوجية مثل النهر والأراضي الرطبة والغابات.

وأكدت مديرة مشاريع الحِمى في «جمعية حماية الطبيعة في لبنان»، داليا الجوهري، أنّ الاحتفال بمعجزة هجرة الطيور، يأتي ليبعث أمل الحياه في بلدة كانت فيها الحياه تحدّياً في يوم من الأيام. وأضافت: «عنجر هي المكان الأمثل للاحتفال بهذه المناسبة، إذ إنّ إصرار المجتمع الأرميني وصموده في هذه البلدة، المثل الأسمى لاستمرار الحياه، إذ تمكّنوا من جعل صحراء قاحلة، مساحات غنية بالزراعة الخصبة، والجبال الخضراء والمياه النظيفة والعذبة تنبض بالحياة. واليوم لا يمكن أن يكون هناك رمز أمثل من الطيور للاحتفال بإرادة الحياة، مؤكدين على إرادة الشعب اللبناني الذي يتّخذ من طائر الفينيق الأسطوري الذي يعود دائماً إلى الحياة من تحت الرماد، مثالاً على حبه الحياة وإرادة البقاء والصمود».

ويسجّل لـ«جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL» الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور، تعاونها مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الانتاج، في استعادة نظام الحِمى في مواقع عدّة منها إبل السقي وكفرزبد وعنجر والقليلة والمنصوري وعندقت والفاكهة، وسعيها إلى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها في جرود الهرمل، وتطوير «مفهوم الحِمى» التقليدي الموروث ليتلاءم مع حاجات التنمية المستدامة.

وتعمل الجمعية في لبنان منذ عام 2008 في بلدة عنجر التي أُعلِنت حِمى ومنطقة مهمة للطيور، إذ نُفّذَت فيها عدّة مشاريع بيئية وزراعية وتثقيفية تهدف إلى زيادة الوعي حول المناطق المهمة للطيور والتنوّع البيولوجي ضمن الحمى، إضافةً إلى التعرّف على الأنواع المهدّدة بالانقراض والأنظمة الإيكولوجية من خلال أنشطة تريفيهية وتثقيفية متنوّعة.

وأثنى ممثل بعثة الاتحاد الأوروبي مارشيلو موري على المشاريع التي تنفّذها الجمعية في عنجر، معلناً عن إطلاق مشروع «دعم المجتمع المحلي في حِمى عنجر من خلال التمكين الاقتصادي وحماية الطبيعة»، والذي يهدف إلى تخفيف الضغط الاجتماعي والاقتصادي الناتج عن نزوح اللاجئين السوريين إلى كفرزبد وعنجر والفاكهة وعين زبدة من خلال تحسين ظروف المزارعين والرعاة وصيادي الأسماك، والتعاونيات النسائية. وأكّد موري أنّ أهداف المشروع تشمل التخطيط والدعم الاقتصادي والتعليم والترويج الاقتصادي للمنتجات في مناطق الحِمى.

ممثلة لجنة البيئة في بلدية عنجر ـ حوش موسى لينا اسطمبوليان شكرت الاتحاد الأوروبي على مساهمته وجمعية حماية الطبيعة على التعاون والتنسيق القائم مع البلدية والمجتمع المحلي في عنجر. وأكّدت أنّ البلدة التي تعتبر منطقة مهمة للطيور وتختزن تراثاً ثقافياً وإرثاً معمارياً مهمَّيْن، صارت اليوم على خريطة السياحة البيئية للبنان، ونجحت في احتضان عددٍ من المشاريع التي ساهمت في إدارة المياه وتنظيم صيد الأسماك وتشجير المناطق التي يهدّدها التصحّر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى