القائد العسكري الأعلى لـ«الناتو» يشكك في نيات روسيا حيال مولدوفا

أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لا يوجد لدى السلطات الروسية إطار زمني محدد لاتخاذ إجراءات جوابية بعد فرض دول غربية عقوبات جديدة ضد موسكو.

وأشار الناطق باسم الرئاسة الروسية أمس إلى أنه ليس لديه معلومات حول الشركات والشخصيات التي يمكن أن تستهدفها الإجراءات الروسية، معيداً إلى الأذهان قول الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا لن تتخذ أية خطوات يمكن أن تعود بالضرر عليها، وكل ما ستفعله سيكون لمصلحتها.

وأكد بيسكوف أن الكرملين لم يتلق أي مقترحات من الولايات المتحدة حول تغيير العقوبات الغربية المفروضة ضد موسكو.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن الحزمة الأخيرة من العقوبات الأميركية على روسيا غير منطقية، مشيراُ إلى أن القيود التجارية المشددة التي فرضتها واشنطن لن تغير موقف موسكو بشأن التخفيف من التصعيد في شرق أوكرانيا.

وقال ريابكوف: «لا أرى أي منطق في أفعال الولايات المتحدة ما عدا أنها ربما تكون محاولة للانتقام من إخفاقاتها في عدد من المناطق من ضمنها أوكرانيا».

وقال القائد العسكري الأعلى في حلف شمال الأطلسي إن روسيا تتبع جزءاً من سيناريو «الحرب الهجينة» نفسه الذي استخدمته قبل ضم القرم والتدخل في شرق أوكرانيا ولكن هذه المرة مع جمهورية مولدوفا السوفياتية السابقة، إذ تدخلت موسكو في أوكرانيا وسط اضطرابات متزايدة من جانب السكان الموالين لها والانفصاليين في شرق البلاد.

وقال الجنرال في سلاح الجو الأميركي فيليب بريدلاف وهو قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا إن «رجالاً بزي أخضر ضئيلين» – وهم رجال في زي عسكري غير واضح الانتماء- ساعدوا الانفصاليين على التخطيط للوضع العسكري في أوكرانيا.

وفي الوقت ذاته، كانت روسيا تعزز قواتها العسكرية والإمدادات على الحدود تحت ستار قيامها بتدريبات عسكرية لكنها في النهاية تدخلت للمرة الأولى لضم القرم في جنوب البلاد وفي المرة الثانية لمنع هزيمة الانفصاليين الموالين لها على يد القوات الأوكرانية.

وقال بريدلاف في حلقة نقاش في مركز أبحاث مجلس الأطلسي: «بالنسبة إلى مسألة الرجال الخضر الضئيلين نحن نرى اليوم بوضوح السيناريو الذي اتبع في القرم وذلك الذي اتبع في شرق أوكرانيا. وقد بدأنا بمشاهدة جزء من هذا السيناريو يطبق في مولدوفا وترانسنيستريا».

وقامت القوات الروسية في وقت سابق هذا العام بتدريبات العسكرية في منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا التي تقع على الحدود مع أوكرانيا إلى الجنوب الغربي منها، حيث حذر رئيس مولدوفا نيكولي تيموفتي موسكو من ضم المنطقة كما فعلت بالقرم.

لكن نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روجوزين كان قد نبه مولدوفا في العام الماضي من أن سعيها إلى إقامة علاقات أكثر قرباً من أوروبا سيتسبب بخسارتها السيطرة على ترانسنيستريا إلى الأبد وارتفاع أسعار حاجاتها من الطاقة التي تستوردها من روسيا وهي مصدر الغاز الرئيسي بالنسبة لها.

وقال بريدلاف إن من المهم التوصل إلى طريقة لمساعدة الدول في شرق أوروبا على الصمود في وجه الهجمة الأولى، بما أن حلف شمال الأطلسي بات يملك فهماً عاماً لكيفية تطبيق روسيا أساليب الحرب الهجينة.

ولا يمكن لحلف شمال الأطلسي التدخل في الصراعات الداخلية لأي دولة عضو فيه ولا يمكنه الرد إلا في حال وجود عدو خارجي معروف.

وقال بريدلاف: «اذا اندلعت هذه الحرب الهجينة في أي دولة ولم يتحدد أطرافها فهي إذاً ليست من شأن حلف شمال الأطلسي. إنه أمر داخلي يتعلق بتلك الدولة».

وحث الجنرال الأميركي دول الحلف على أن تحدد مسؤولياتها في أوضاع شبيهة بأوكرانيا حيث الدولة المتورطة في الصراع ليست عضواً في الحلف. وقال: «حتى اليوم لا توجد أية سياسة في حلف شمال الأطلسي بشأن ما يتوجب فعله في هذه الدول التي تجد نفسها خارج الحلف وليست جزءاً من الاتحاد الروسي» وما إن تحل الدول الأعضاء في الحلف هذه القضايا يمكنها أن تبدأ في بحث كيفية المساعدة وما إذا كانت هذه المساعدة ستأتي من دولة بعينها أو ائتلاف عسكري أو من حلف عسكري مثل حلف شمال الأطلسي. وأضاف: «لا أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى مرحلة تكون فيها أوروبا موحدة وحرة وتعيش بسلام من دون وجود روسيا كشريك» مشيرا إلى أن الغرب عمل طوال 12 عاماً بناء على هذا الافتراض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى