الأسد يستقبل المبعوث العراقي ويبحث معه مكافحة الإرهاب

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن التعاون السوري مع القيادات العراقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية أثمر عن نتائج ايجابية بين البلدين والمنطقة.

وشدد الرئيس الأسد اثر لقائه مبعوث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مستشار الأمن الوطني فالح الفياض، على أن مكافحة الإرهاب تبدأ بالضغوط على الدول التي تدعم وتمول الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، وتدعي حالياً محاربة الإرهاب.

ووضع الفياض الرئيس الأسد في صورة آخر تطورات الأوضاع في العراق والجهود التي تبذلها الحكومة والشعب العراقي لمواجهة الإرهابيين حيث تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في هذا المجال.

جاء ذلك في وقت قال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي إن بلاده لا تعد لبدء حملة من الضربات الجوية الساحقة بأسلوب «الصدمة والرعب» في سورية ضد مقاتلي تنظيم «داعش»، لأن هذه ليست الطريقة التي يقوم عليها التنظيم، لكنها ستكون حملة متكررة ومتواصلة.

وقال الجنرال الأميركي في كلمة له أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي يوم أمس: «سنكون على استعداد لضرب أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سورية بما يقلص قدراته»، مضيفاً أن تدريب وتجهيز 5000 عنصر من «المعارضة السورية» خلال العام الأول لن يغير الكثير لكنها البداية، بحسب قوله.

ديمبسي أضاف أن تغلب «المعارضة السورية» على «داعش» سيتطلب دعم الأردن وتركيا و«الكرد السوريين»، وأضاف إن «خطتنا تلحظ مشاركة طائرات وطيارين سعوديين في الحرب على داعش».

وأشار ديمبسي إلى أن التحرك العسكري لا بد أن يتقيّد بالائتلاف الذي تم تشكيله، وقال: «إننا قادرون على تدمير تنظيم «داعش»، وسيتم تدميره عندما تنزع عنه الصفة الدينية»، معتبراً أن هذا التنظيم هو سلسلة من المشاكل، «ولا بد أن نتوقع أن عناصره سيعملون على تكييف تحركاتهم».

وسبق كلام ديمبسي تصريح لمسؤولين أميركيين حذروا فيه دمشق من استهداف الطائرات الأميركية في حال شنها غارات على مواقع «داعش» في سورية، وأشاروا إلى أن الطيران الأميركي سيستهدف الدفاعات الجوية السورية في حال ردت الأخيرة على قصفه المتوقع لمواقع «داعش».

وبحسب ما نقلت وكالة «رويترز» يوم أمس، فان المسؤولين الأميركيين، الذين لم تذكر أسماءهم، قالوا إنه يجب على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يتدخل لأن الولايات المتحدة تمتلك معلومات جيدة عن مواقع الدفاعات الجوية السورية ومنشآت القيادة والحكم. وأكدوا أنه في حال أظهر جيش السوري تهديداً للقوة الأميركية في المنطقة فإنه سيضع الدفاعات الجوية السورية في خطر.

وكانت دمشق حذرت من أي ضربات عسكرية لمواقع التنظيم على أراضيها من دون التنسيق مع الحكومة السورية، وقالت إن أي عمل عسكري في هذا الإطار هو بمثابة عدوان وستردّ عليه.

تزامنت التصريحات الأميركية مع ما تناقلته مصادر إعلامية عن أن السلطات الأميركية طالبت المنظمات الإنسانية العاملة في سورية بمعلومات عن إحداثيات مراكزها، وأشارت المصادر إلى أن الإحداثيات ستسلم للمخططين العسكريين على أن تكون آلية جمع المعلومات متاحة لكل المنظمات.

من جهته، أكد تشاك هيغل وزير الدفاع الأميركي أن بلاده ستلاحق تنظيم «داعش» في سورية والعراق، مشيراً إلى أن الحدود لن تشكل عائقاً في استهداف عناصر التنظيم، وأضاف إننا «خصصنا نحو 500 مليون دولار للمعارضة السورية، ولا بد من وجود شركاء أقوياء بسورية لمساعدتنا في مواجهة داعش، ولا تنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة «داعش».

وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية العقيد ستيف وارن بأن تدريب مسلحي «المعارضة السورية المعتدلة» ينقسم إلى ثلاث مراحل هي: «أولاً: تدريبهم على مهام الأمن لحماية المناطق المحيطة بهم، والمحافظة والدفاع عن المناطق التي سيتم تحريرها من قبضة الدولة الإسلامية».

ثانياً: «تدريبهم على مهام هجومية لزيادة الضغط على داعش والنظام السوري»، إضافة إلى تدريبهم على مهام تتعلق «بمكافحة الإرهاب» بحسب المسؤول الأميركي.

أما من سيقود هذه العناصر بعد الانتهاء من تدريبها، فأقر وارن بأنه لم يتم تحديد ذلك بعد، لافتاً إلى أن «المعارضة السورية المعتدلة» متنوعة جداً، بحسب تعبيره.

وفي السياق، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الدول القادرة على التحرك بحسم ضد خطر تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسورية. وقال بان في تصريح صحافي: «إنني أحث المجتمع الدولي ومن لديه الوسائل على التحرك بحسم بعد تفكير رصين، إنه أمر حيوي أن نبقي الأولوية لحماية المدنيين».

وتأتي هذه التصريحات في وقت أحكم الجيش السوري سيطرته يوم أمس على تل ملح والجلمة والتريمسة وكفرهود بريف حماة الشمالي، في حين واصل الطيران الحربي والمدفعية السورية استهداف تجمعات المسلحين في كفرزيتا واللطامنة ومورك وجبين زوكاة، وسط تقدم لوحدات المشاة في الجيش السوري باتجاه محيط اللطامنة.

وفي درعا استهدف الجيش مسلحين غرب طريق عتمان ومحيط بلدة النعيمة وطيبة وعلى طريق طفس عتمان بريف الميدنة، ومناطق جنوب بناء السيريتيل والكتل المحيطة بشارع الأردن وفي بئر أم الدرج وحارة البجابجة وشرق بناء كتاكيت بدرعا البلد.

وفي حلب نفذ الجيش السوري عدة عمليات في مناطق دير حافر وشمال مسكنة وبنص والشقيف والإنذارات والمرجة وكرم الطحان ومحيط خناصر وقسطل المشط وقرى السيالة والبناوي ومزرعة السلوم.

وفي دير الزور قتل الجيش عدداً من المسلحين خلال استهدافهم في أحياء الحويقة والعرفي داخل المدينة وفي مدن الموحسن و الموعمرو والمريعية، في حين استهدف الطيران الحربي تجمعات لمسلحين في الشدادي ومناطق متفرقة من الحسكة وريفها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى