الحجار: نؤيد التمديد منعاً للفراغ ونحمّل مسؤوليته لمن يعطل انتخاب الرئيس

حاورته روزانا رمال

تمنى عضو كتلة المستقبل النيابية محمد الحجار «أن يتوحد اللبنانيون في وجه داعش وغيرها من الحركات الإرهابية لكن ضمن مرجعية الدولة»، داعياً إلى «العمل على تجفيف منابع الإرهاب وإلغاء أسبابه». وأشار إلى أنّ حزب الله «ساهم في وجود هذه الحركات المتطرفة إضافة إلى استبداد العديد من الأنظمة واستفادة بعض الاستخبارات الأجنبية والأميركية منها»، لافتاً إلى «أنّ حزب الله ارتكب خطيئة مميتة في قتاله في سورية وأدخل لبنان في مستنقع كبير».

وإذ شكر لحزب الله تضحياته التي قدمها في قتاله ضدّ العدو «الإسرائيلي»، رفض الحجار قتال الحزب في سورية دعماً للنظام السوري.

وعن التقارب الإيراني – السعودي اعتبر الحجار «أنّ إيران ليست عدوة لنا، لكنّ الأسلوب الذي تتبعه في المنطقة العربية والإسلامية عبر الاعتماد على مسلمين شيعة وتحريكهم في المنطقة من اليمن إلى البحرين وصولاً إلى العراق وسورية ولبنان ينذر بمشاكل كبيرة في المنطقة وينذر بفتنة نحاول منع حصولها».

وتطرق الحجار إلى الشأن السوري، آملاً «بأن تنتهي الأزمة في سورية»، وأعلن أنّ «الشعب السوري هو شعب أخ وشقيق وأقرب شعب إلى لبنان»، معتبراً «أنّ الحل الوحيد لهذه الأزمة هو الحلّ السياسي والذي يجب أن يستند إلى ما طرح في جنيف1».

وفي شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، أعلن الحجار «أن ليس لدينا فيتو على أحد، والشرط هو أن يلقى قبولاً من الجميع»، لافتاً إلى «أننا لا نعتبر الوزير السابق سليمان فرنجية مرشحاً توافقياً، ولديه المشكلة نفسها الموجودة لدى عون وهي أنه لا يستطيع إقناع الفرقاء المسيحيين الآخرين».

وإذ عبر عن رفضه التمديد للمجلس النيابي، أعلن الحجار من جهة أخرى، تأييده له إذا كان لا بدّ منه منعاً للفراغ.

التوحّد في وجه الإرهاب

وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أمل الحجار «أن يتوحد اللبنانيون في وجه داعش وغيره»، لافتا إلى أنّ «انقسام اللبنانيين يفسح المجال أمام الخارج للتدخل في شؤوننا الداخلية، وهذا الخارج يبحث في نهاية الأمر عن مصالحه». وقال: «للوصول إلى نتيجة يجب أن تكون هناك مرجعية تحدّد كيفية الوقوف في وجه هذا المشروع، والمرجعية هي الدولة ونحن لا ندعي كتيار المستقبل أننا نختصر فريق 14 آذار التي هي حركة هذا الشعب الذي انتفض يوم استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وأنتج هذا التيار السياسي المميز بتنوعه وتلاقيه حول مشروع الدولة المدنية والديمقراطية».

وحول إمكانية تناسي الخلافات من أجل مواجهة الإرهاب خصوصاً بين حزب الله وتيار المستقبل، قال الحجار: «مع أهمية التصدي لهذا الخطر الكبير وما يرتكبه من أعمال بربرية، يجب تحسين شروط المواجهة ونحن متأكدون من الإعداد الداخلي والعربي لمواجهته، إضافة إلى التحالف الدولي الذي بدأ يتلمس طرق مواجهته، ونحن على ثقة بأنه سيقضي عليه»، متسائلاًًً: «ماذا لو بقيت أسباب هذا الوجود الداعشي».

المطلوب نقاش في أسباب نشوء الإرهاب

وعن استعداد تيار المستقبل لملاقاة الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله في منتصف الطريق، لفت الحجار إلى «أنه بقدر أهمية التوحد الداخلي في مواجهة هذا الإرهاب إلا أنه يجب العمل بالقدر نفسه على تجفيف منابعه وإلغاء أسبابه، وإذا لم نبحث لاحقاً سبب نشوء الحركات الإرهابية سنواجه حركة إرهابية جديدة مستقبلاً غير داعش»، مشدّداً على «أنّ الخطر يطاول الجميع ويتهدّد المجتمع اللبناني والعربي والإسلام الذي هو رسالة إنسانية سمحاء تنبذ التطرف». وسأل الحجار: «هل استطاع حزب الله أن ينجح في محاربة هذا الإرهاب؟ واعتبر أنّ «حزب الله ساهم في وجود هذه الحركات المتطرفة، تماماً كما ساهم في وجودها الكثير من الأنظمة بالإضافة إلى الاستخبارات الأجنبية الأميركية وغير الأميركية التي استفادت منها، والكل يعلم كيف بدأ موضوع «القاعدة» وما حصل في العراق وخصوصاً كيف تمّ تهريب السجناء في سجن أبو غريب في العراق وسجن تدمر في سورية». وأضاف: «هناك أسباب عديدة ساهمت في نشوء هذه الحركات أبرزها القهر والظلم الذي شعر به العرب والمسلمون في التعاطي مع الموضوع الفلسطيني والقضية الفلسطينية والمسؤولية على المجتمع الدولي كله، إضافة إلى القهر والظلم الذي مارسته العديد من الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وهذا كله أوجد البيئة والظروف المناسبة للخطاب التكفيري والإرهابي، وهذا ما يجب أن نسلط الضوء عليه كي لا يستمر الإرهاب».

«المستقبل» والحركات الإرهابية

وحول ما يحكى عن تقاطع وتشابه بين الخطاب السياسي «للمستقبل» وخطاب التنظيمات الإرهابية، لا سيما أن مطلب انسحاب حزب الله من سورية هو مطلب «النصرة» وغيرها، برّر الحجار خطاب المستقبل قائلاً: «عندما هاجم التحالف الغربي الأميركي أفغانستان والعراق وما ارتكبه من قتل وتدمير وكان مدعوماً من الكثير من الدول ومنها إيران، فهل هذا يعني أنّ الأميركي والإيراني في سلة واحدة؟». وأشار إلى «أنّ فريق 8 آذار يمارس التهويل في خطابه السياسي عندما نشير إلى الخلل وعندما نحاول تصحيحه وسنبقى نقول قناعاتنا، ونرفض هذا الإرهاب الذي سيستمر إذا لم نُزِل أسباب نشوئه، لأنّ هناك مشكلة وهي انخراط حزب الله في القتال في سورية وتوريط لبنان وبيئته، وأمام هذه الأخطار التي تهدّد لبنان والوحدة الداخلية على حزب الله أن يفكر ويراجع حساباته».

خطة محاربة الإرهاب

وعن اعتراض فريق «المستقبل» على قتال حزب الله في سورية، على رغم أنّ كل العالم الآن يجتمع لقتال «داعش»، اعتبر الحجار «أنّ حزب الله أخطأ عندما ضرب الوحدة الداخلية اللبنانية وخرج عن الإجماع الوطني وضرب مشروع المقاومة». وقال: «في حرب 2006 ضدّ العدو «الإسرائيلي» كنا إلى جانبه وكان مصاناً ومحمياً من الأكثرية الساحقة من اللبنانيين»، لافتاً إلى أنّ تيار المستقبل «مع محاربة الإرهاب ولكن ضمن خطة لنتحمل جميعنا هذه المسؤولية، لأنّ حزب الله ليس الدولة بل هو حزب لبناني وهناك مرجعية أسمها الدولة وليس هو من يقرر وهو من دفع بهؤلاء التكفيريين لكي يأتوا ويقاتلوا في لبنان، ونحن نعتبر أنّ حزب الله في قتاله في سورية ارتكب خطيئة مميتة وأدخل لبنان في مستنقع كبير». ورأى «أنّ الدفاع عن النفس واجب لكن ضمن إطار الدولة وليس كما يفعل حزب الله الذي يوزع السلاح في قرى إسلامية ومسيحية ويعمّم الأمن الذاتي»، مضيفاً: «كلنا يعرف كيف بدأت الحرب الأهلية في لبنان، وهذا ما يؤسس لمشاكل داخلية».

الضاهر لا يمثل المستقبل

وعن موقف كتلة «المستقبل» من كلام خالد الضاهر الذي يستمر في مهاجمة الجيش منذ 4 سنوات، قال الحجار: «صدر موقف عن أكبر هيئة في تيار المستقبل أنه لا يمثل المستقبل ولا يعبر عن رأيه».

وعن تأثير خطاب الضاهر في خلق البيئة الحاضنة التي تدفع الإرهابيين إلى التمدّد والتوسع، اعتبر الحجار «أنّ المطلوب من الأجهزة الأمنية الشرعية أن تقوم بواجباتها وليس حزب الله ولها كل الدعم»، متهماً حزب الله بأنه «يوزع السلاح في كل المناطق اللبنانية لا سيما في طرابلس وإقليم الخروب ويدفع الأموال لإيجاد ميلشيات».

من يعرقل المساعدات للجيش

وعن تأخر المساعدات الخارجية التي قدمت للجيش اللبناني، وما إذا كانت العرقلة إقليمية ودولية لعدم حصول اشتباك في لبنان مع الإرهاب، أشار الحجار إلى «أنّ وزير الدفاع أعلن أنّ العمل بدأ بهبة المليار دولار، أما هبة الـ 3 مليارات، فبحسب المعلومات هناك أمور لها علاقة بتدخلات خارجية تحصل هنا وهناك، وحسب البيان الذي صدر بعد زيارة الأمير سلمان بعد زيارته إلى فرنسا فإنّ الهبة ستسلك طريقها إلى التنفيذ، على رغم أنّ البعض وضع التأخير في إطار رفض «إسرائيلي» وأميركي لامتلاك الجيش سلاحاً معيناً».وقال: «هناك من لا يريد للجيش اللبناني أن يمتلك السلاح وأن يكون القوة الوحيدة على الأرض التي تحمي لبنان».

التحالف الدولي ضدّ «داعش»

وعن مدى إمكانية نجاح الحلف الدولي في القضاء على الإرهاب من دون مشاركة ايران، اعتبر الحجار «أنّ كل دولة لديها حساباتها في هذا الموضوع لكنّ التحالف الدولي ضدّ الحركات الإرهابية سيصل إلى نتائج إيجابية وسينجح في القضاء على الإرهاب».

التقارب السعودي ـ الإيراني

وحول انعكاس التقارب السعودي – الإيراني وتوحدهما في مكافحة الإرهاب وانعكاس ذلك على لبنان، أشار الحجار إلى أنّ «السبب الذي خلق المشاكل بين العرب وإيران ومنهم السعودية هو هذا المشروع التي تقوده إيران تحت مسمى المقاومة والممانعة، لكنها في الحقيقة تبحث فيه عن مصلحتها في تزعم المنطقة وهذا حقّ لكل دولة». وأضاف: «إيران ليست عدوة لنا لكنّ الأسلوب الذي تتبعه في المنطقة العربية والإسلامية عبر الاعتماد على مسلمين شيعة وتحريكهم في المنطقة في اليمن والبحرين والعراق وسورية ولبنان، ينذر بمشاكل كبيرة في المنطقة كما ينذر بفتنة التي نحاول منع حصولها».

تقارير كاذبة

وعن التقارير الغربية العديدة التي تتحدث عن دعم سعودي وقطري لتنظيمات إرهابية، قال الحجّار: «لو كانت السعودية تدعم الإرهاب لما قدمت 3 مليارات للجيش وملياراً آخر ولما دعا الملك عبدالله إلى إنشاء تحالف على مستوى العالم لمقارعة الإرهاب، وكل هذه التقارير تندرج ضمن الحملات الإعلامية وتفتقر إلى الموضوعية».

واعتبر الحجار أنّ الحلّ الوحيد للأزمة السورية «هو الحل السياسي ويجب العمل في هذا الاتجاه والذي يجب أن يستند إلى ما طرح في جينيف1».

الرئاسة ومرشح التسوية

وأكد الحجار «أنّ مبادرة 14 آذار هدفها البحث عن مرشح تسوية يلقى القبول من 14 و8 آذار، ونحن مع أي مرشح يؤمن النصاب اللازم، ولكن للأسف لم تتم ملاقاتنا بموقف يعبّر عن حسّ أدنى من الوطنية من الطرف الآخر».

لا فيتو على أحد

وما إذا كان يعتبر العماد ميشال عون أو الوزير سليمان فرنجية مرشحين توافقيين، قال الحجار «نحن في تيار المستقبل ليس لدينا فيتو على أحد والشرط هو أن يلقى قبولاً من الجميع وأن يتم تأمين النصاب في مجلس النواب». وأشار إلى أنّ «الوزير السابق سليمان فرنجية ومن خلال المواقف المعلنة لا نعتبره مرشحاً توافقياً ولديه المشكلة نفسها الموجودة لدى عون، وهي أنه لا يستطيع إقناع الفرقاء المسيحيين الآخرين، ونحن لا نريد أن يكون انتخاب رئيس جمهورية سبباً في انفراط عقد 14 آذار».

وتابع الحجار: «لا شك في أنّ الخطاب السياسي لهذا المرشح أو ذاك يبقى عاملاًً مؤثراً في عملية الاختيار، ونحن نريد أن نصل إلى مرشح توافقي ومرشح تسوية ما بين كل اللبنانيين، لكنّ حزب الله وعون لا يريدان تأمين النصاب ولا يريدان انتخاب رئيس للجمهورية بانتظار ماذا ستقوله إيران التي ليس من مصلحتها انتخاب رئيس للجمهورية حالياً».

مع التمديد منعاً للفراغ

واعتبر الحجار أنّ «التمديد هو دليل مرض وليس صحة ومطلبنا أن تحصل الانتخابات الرئاسية والنيابية في أوقاتها وتداول السلطة، وحتى الآن لم يحصل التمديد ونحن قدمنا ترشيحاتنا». ورأى «أنّ حظوظ التمديد مرتفعة في ظل عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي»، معلناً تمسك المستقبل بشرط «إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل النيابي منعاً لأخذ البلد إلى متاهات دستورية». وسأل: «في حال سقطت الحكومة من يقوم بالاستشارات النيابية ويصدر مراسيم التكليف والتأليف».

وقال الحجار: «ليس المطلوب زيادة الفراغ في المؤسسات، ونحن لا نريد التمديد وليس مطلبنا ولكن إذا كان لا بدّ من التمديد منعاً للفراغ عندها يتحمل مسؤوليته من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية وليس نحن، وحتى لو تقرر التمديد وانتخبنا رئيساً للجمهورية فنحن جاهزون للذهاب نحو الانتخابات النيابية».

يبثّ هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة عصراً على شاشة «توب نيوز» تردد 12036 ويعاد بثّه الساعة الـ 11 مساءً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى