فهم مبسط لأحداث معقدة في منطقة الشرق

عبد الفتاح نعوم

ـ الحلف الدولي للحرب على «داعش» غير جاد في الحرب عليها.

ـ أولوية الحلف الدولي تدمير القدرات الاستراتيجية للجيش العربي السوري.

ـ الحلف الدولي يريد حرباً على «داعش» من دون أدنى تنسيق مع الجيش العربي السوري.

ـ الحلف الدولي يريد شنّ هجوم جوي على «داعش» في العراق وسورية من دون أخد موافقة سورية.

ـ سورية لن تقبل بمرور طيران أجنبي في أجوائها، وستعتبره انتهاكاً لسيادتها.

ـ سيقول الحلف الدولي إنّ سورية بهذا تعرقل جهود الحلف الدولي لمحاربة «داعش» وهي بالتالي لا تريد القضاء على «داعش» عكس الحلف الدولي.

ـ سورية فعلاً لا تريد القضاء على «داعس» بالشكل الذي يريده الحلف الدولي الذي لا يريد القضاء على «داعش» بالشكل الذي تريده سورية وحلفاؤها.

ـ سورية بإمكانها هي وحزب الله أن تقضي على كلّ الدواعش كما فعلت في القصير ويبرود.

ـ سورية لا تريد ذلك لكي لا تريح الحلف الدولي من خطر يمكن ان يكسر أنفه ويدفعه الى المزيد من التنازلات.

ـ أول تنازل هو القبول بسورية شريكاً في الحرب على «داعش».

ـ سورية ليس لديها ما تخسره من وجود «داعش» والخاسر الأكبر سيكون الحلف الدولي ومفرداته في المنطقة.

ـ الضربات الجوية لـ»داعش» غير كفيلة لوحدها بالقضاء على القدرات الاستراتيجية لـ»داعش»، وإنما أهميتها تكمن فقط في تقديم الإسناد الجوي لعمليات برية دقيقة ومدروسة، والتي لا يوجد جيش في المنطقة قادر على القيام بها سوى الجيش السوري وحلفائه.

ـ غاية الحلف الدولي اتخاذ الحرب الجوية على «داعش» ذريعة لقصف مواقع في سورية، سواء قبلت سورية بعبور الطائرات الحربية لأجوائها أو رفضت، واعتبرت الأمر انتهاكاً لسيادتها وقام سلاحها الجوي باعتراض الطائرات الأميركية أثناء اختراقها المجال الجوي السوري، فيما أميركا تعتبر أنّ مجرّد وجود مواقع لـ»داعش» في سورية هو انتهاك لسيادتها، وبالتالي لا تعتبر أنّ قصف طائراتها لمواقع التنظيم الإرهابي انتهاكاً لتلك السيادة.

واقع الأمر أنّ سورية قادرة على صدّ مجموعات «داعش» وطرد عناصره من أرضها كما حصل في القصير ويبرود واللاذقية، وكما يحصل اليوم في غير منطقة ومحافظة في سورية، ولكن دخول حسابات الربح والخسارة الإقليمية والدولية على الخط يجعل الأمر أكثر تعقيداً وصعوبة، لأنّ دولاً بعينها تدعم هؤلاء الإرهابيين وترفدهم وتموّلهم فيما تعلن في الوقت نفسه أنها تريد محلربة الإرهاب.

ـ سورية تفهم جيداً الغايات الأميركية وتستعدّ لصدّ أي عبور أجنبي لأجوائها من دون إذنها، وإنْ أراد الأميركي حرباً جوية على دفاعات سورية فلتكن لأنها في جميع الأحوال هي الهدف، والسيناريو الليبي حاضر أمام أعين القيادة السياسية والعسكرية السورية، حظر جوي انتهى بتدمير الجيش الليبي، وحرب جوية على «داعش» في سورية هدفها الأصلي تدمير سلاح المدرعات وسلاح الصواريخ وسلاح الجو السوري.

ـ أي تهوّر أميركي أو أيّ تحرّش من أي نوع سينتهي بحرب إقليمية ودولية، وتجييش الرأي العام العربي والإقليمي والعالمي خلف سورية، فتغدو موازين القوى لغير صالح من يتمسّحون كذباً بالديمقراطية وبمحاربة الإرهاب بدءاً بالولايات المتحدة وانتهاء بالسعودية.

ـ سورية انتصرت منذ القصير ويبرود، والسحر انقلب على الساحر، وسيحتاج أمر القضاء على «داعش» وقتاً كما تحتاج ملفات أخرى كثيرة وقتاً، وأبرزها الملف اللبناني ومشاكله المعقدة التي تبدو مستعصية أحياناً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى