طهران تدعو إلى قطع الدعم المالي والعسكري عن «داعش»

طالب الرئيس الإيراني حسن روحاني بضرورة الحصول على موافقة شعوب وحكومات الدول التي ستستخدم أجواءها لتنفيذ الغارات الجوية في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.

وفي مقابلة مع قناة «أن بي سي» الأميركية، انتقد روحاني وجود دول داعمة لـ «داعش» ضمن التحالف الدولي لمحاربته، مؤكداً أن بلاده لن تسمح للتنظيم الإرهابي بتجاوز الخطوط الحمر واحتلال بغداد والمدن المقدسة ككربلاء والنجف.

وأوضح الرئیس الإيراني أن محاربة الإرهاب بحاجة إلی دراسة ومعرفة جذوره، وإذا كانت هنالك في منطقتنا مشكلة ما فإن شعوبها وحكوماتها تشعر بها أكثر بكثیر من غیرها وتعرف جذورها من آخرین بعیدین من المنطقة آلاف الكیلومترات، وقد أثبتت تجارب الأعوام الماضیة بأنهم لم یحققوا نجاحاً في محاربة الإرهاب.

وتابع روحاني أنه لو كان من المقرر القضاء علی الإرهاب في المنطقة فالضرورة إلی ذلك هو أن تتخذ شعوبها إلی جانب حكوماتها القرار والتخطیط، وإذا كان الآخرون راغبین فبإمكانهم المساعدة في هذه الطریق.

من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن تنظيم «داعش» الذي وصفه بالظاهرة الخطرة لا يمكن دحره فقط بالضربات الجوية. وقال ظريف في كلمة ألقاها أمام شورى العلاقات الخارجية في نيويورك: «إن جهاديي هذا التنظيم لا يمكن استئصالهم بالقصف الجوي».

وندد ظريف مرة جديدة بعدم دعوة إيران إلى مؤتمر باريس الذي خصص لمواجهة «داعش» مشيراً إلى «أن بإمكان بلاده أن تؤدي دوراً رئيسياً في الحرب ضد الجهاديين».

وقال وزير الخارجية الإيراني: «لا يمكن لأميركا أن تحارب «داعش» داخل سورية وهي تحارب الجيش السوري، وفي الوقت نفسه يدّعي البعض أن الرئيس السوري هو السبب في حضور الإرهاب إلى المنطقة، فيما الحقيقة أن الإرهاب جاء إلى المنطقة مع بداية احتلال العراق».

واعتبر ظريف أن تصريحات السيناتور جون ماكين عن دعم «المعارضة السورية» وقوله إنه لو دعمت بالأسلحة مذ بداية الأزمة لما وصلت الأمور إلى هنا «كلام خاطئ تماماً»، داعياً إلى النظر إلى الواقع الميداني في سورية اليوم قائلاً إن «أغلب أراضيها هي تحت سيطرة النظام والقسم المتبقي بغالبه يسيطر عليه «داعش»، وما تعتبره أميركا معارضة معتدلة لا وجود فعلياً وقوياً له». ورأى أن «العراقيين لا يحتاجون إلى قوات أجنبية لمواجهة «داعش» على أرضهم، بل يحتاجون إلى قطع الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه الدول التي شاركت في مؤتمر باريس عن «داعش» موضحاً أن إيران «قدّمت الدعم للعراقيين وكردستان العراق بناء على طلب الحكومة العراقية والأكراد بمساعدتهم في مواجهة «داعش».

وتمنى وزير الخارجية الإيراني من الدول «التي تدعي أنها تعمل على حماية إخوتنا من أهل السنة أن تثبت ذلك وتقف في وجه إرسال السلاح إلى من يقتل السنة. فـ»داعش» ارتكب جرائم كثيرة بحق السنة حتى إن جرائمه بحقهم فاقت بكثير ما ارتكبه بحق الشيعة».

وفي السياق، وصف مساعد وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية والأفريقية سياسة أميركا العملية تجاه «داعش» بأنها تتسم بالازدواجية، وقال: «لا ثقة لدينا بأميركا لقيادة محاربة الإرهاب».

وقال حسين أمير عبد اللهيان بشأن الخبر الذي نشر أخيراً حول مصادقة مجلس النواب الأميركي على تدريب المعارضة السورية: «إن السياسة العملية الأميركية تجاه «داعش» مازالت تتسم بالازدواجية»، وأضاف: «إنهم يريدون اللعب مع «داعش» في العراق، وفي سورية يريدون أن يمنحوا فرصة لـ»داعش».

واعتبر أمير عبد اللهيان أن تسليح ما يسمى المعارضة المعتدلة في سورية خطأ استراتيجي، واصفاً إياه بأنه يأتي استمراراً لسياسة الازدواجية وتفاقم زعزعة الأمن وتعزيز الإرهاب.

وتأتي التصريحات الإيرانية بعد يوم على موافقة مجلس النواب الأميركي في اقتراع على خطة الرئيس باراك أوباما تسليح وتدريب من أسماهم «مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة»، حيث أيّد المجلس بغالبية 273 صوتاً ضد 156 صوتاً الخطة التي أدرجت كتعديل ألحق بمشروع قانون للإنفاق الموقت أقره المجلس في وقت لاحق. ولا يتضمن المشروع أية أموال للأسلحة أو التدريب.

ويتعين أن يوافق مجلس الشيوخ على مشروع الإنفاق بما في ذلك خطة التدريب قبل أن يمكن إرساله إلى أوباما لتوقيعه ليصبح قانوناً نافذاً.

والتفويض الذي وافق عليه مجلس النواب يستمر فقط حتى 11 كانون الأول، وهو اليوم الذي ينتهي فيه مشروع قانون الإنفاق. ويسمح المشروع لوزارة الدفاع «البنتاغون» بأن تقدّم لاحقاً طلبات لتحويل أموال داخل الموازنة إذا قررّت أنها تحتاج إلى أموال لتمويل البرنامج.

ولا يتضمن التعديل تفاصيل بشأن خطة التدريب ولا يتضمن أيضاً 500 مليون دولار يقول البيت الأبيض إنه يحتاجها لتسليح وتدريب المقاتلين المعارضين المعتدلين الذين يقاتلون منذ ثلاث سنوات للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وكتب التعديل بحيث يتيح على وجه السرعة لأوباما التفويض الذي يريده مع تفادي مناقشة بشأن الأموال.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى