«الإخوان»… وجلد الحرباء

بشير العدل

لم تكن الدعوة التى أطلقتها مجموعة من الصبية التى أسمت نفسها بحركة «ضنك» للنزول الى الشوارع المصرية فى التاسع من أيلول الجاري، بزعم التضامن مع الفقراء والمعوزين الذين قدرهم أحد صبية المجموعة بحوالى 150 الف مواطن، والتحدث باسمهم فى المطالبة بالخروج من عيشة «الضنك» التى أصابتهم على حدّ زعمه، سوى محاولة مقنّعة من جانب جماعة «الإخوان المسلمين»، للاستمرار فى عملياتها الفاشلة لنشر الفوضى فى البلاد، والسعى وراء هدم دعائمها، متلوّنة فى أشكال مختلفة، كالحرباء التى تعيش فى الصحراء، وتتلوّن جلدتها بلون بيئتها.

ورغم ما قالت المجموعة عن نفسها بأنها مستقلة ولا تتبع فصيلاً سياسياً، ولا تشتغل في السياسة، وإنما تعبّر عن مطالب الكادحين الذين يعانون من شظف العيش، وضيق ذات اليد، إلا أنها وجهت ضمن ما وجهته رسالة تهديد للإعلام والإعلاميين، بملاحقتهم اذا تعرّضوا للحركة أو نالوا منها، لتبيّن تلك المجموعة من الصبية أنها متناقضة، وأنها تمثل وجهاً قبيحاً جديداً لجماعة «الإخوان» التى أعلنت صراحة عن حملها السلاح فى مواجهة الدولة.

وكعادة الشعب المصري مع تلك الجماعة، التى بدت إرهابية وليست دعوية، وجه المصريون صفعة جديدة إلى ذلك الوجه القبيح لجماعة «الإخوان»، بعدما انفضح أمرها وكشف مدى تلوّنها وكذبها وخداعها للشعب، الذي لم تعد تخفى عليه آلاعيب الجماعة وغيها.

فما كان من المصريين الا أن دحضوا كلّ محاولات الإفساد والتدمير، التى تسعى اليها الجماعة مستخدمة عناصر مدفوعة الأجر لتنفيذ مخططاتها الخبيثة، وقد عملت الجماعة وأنصارها على استخدام الصبية الذين لم يبلغوا السن القانونية، كآلية جديدة لتنفيذ مخططاتهم فى محاولة من جانبها لتجنب الأحكام القاسية بحق المنضمّين اليها، والذين يقومون بتنفيذ مخططاتها الإرهابية والتدميرية، وهو ذات الأسلوب الذى استخدمته الجماعة حينما دفعت بالنساء والفتيات فى مقدمة تظاهراتها، حتى تورّط الأجهزة الأمنية فى الصدام مع الحرائر.

وقد انتهى أمر الجماعة التى ظهرت هذه المرة بقناع «ضنك»، كما انتهى أمرها من قبل فى كلّ الدعوات التى أطلقتها لنشر الفوضى فى ربوع البلاد، منذ أن قام الشعب المصري بالاطاحة بنظام «الإخوان» فى ثورة 30 حزيران 2013، وإنهاء فترة حكم البلاد الذى قفزت عليه الجماعة بعد أحداث كانون الثاني 2011، وهى الدعوات التى انتهت جميعها بالفشل.

ولم تستطع الجماعة وهى مرتدية قناع «ضنك» ان تفعل أكثر من أعمال تخريبية محدودة وتفجيرات غير مؤثرة فى عدد محدود من محطات المترو، غير انّ الشعب المصري ومقاومته ودفاعه عن وطنه وحريته حال دون تنفيذ الجماعة لمخططها بالانتشار فى الشوارع والمترو الذى خلا تماماً من أي تواجد لأعضاء الجماعة، الذين قالوا كذباً إنهم لا ينتمون اليها ولا الى أي فصيل سياسي، لينتهي يوم الدعوة الى التظاهر بالفشل كما تنتهي كلّ أيام الجماعة.

ما قامت به الجماعة أخيراً فى شكل دعوة «ضنك» يمثل اذن استنزافاً لكلّ الطرق التى تسعى اليها جماعة «الإخوان» المسلحة لهدم استقرار الدولة، ومحاربة كلّ ما من شأنه ان يساهم فى ذلك الاستقرار لتكشف الجماعة عن مزيد من قبح وجهها، الذى سعت عبر عقود من الزمان ان تخفيه عن المصريين وتقنّعه تارة بوجه المعارضة المغلوب على أمرها وأخرى بوجه الداعية الى الدين الاسلامى الحنيف.

ونسيت الجماعة – أو تناست – أنها فى كلّ دعوة تدعو فيها هي وانصارها، إلى نشر الفوضى والدمار فى بلادي مصر، فإنها بذلك تقضي على جزء جديد مما قد يكون تبقى لها لدى المصريين، الذين وصلت بهم الحال الى نبذ الجماعة ولفظها سياسياً وأخلاقياً وقبل ذلك كله وطنياً.

مقرّر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة

01222701738

موقع اللجنة على صفحة التواصل الاجتماعى «فيسبوك»:

https://www.facebook.com/independentpress.egypt?ref=hl

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى