المرجعية الدينية تحذر من هيمنة القرار الخارجي في العراق؟

حذرت مرجعية دينية في كربلاء من أن تكون المساعدة الخارجية مدخلاً للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري في العراق وذريعة لهيمنة القرار الأجنبي، داعية القيادات السياسية إلى اليقظة والحذر، فيما أكدت قدرة العراقيين على دحر جماعة «داعش» الإرهابية.

وأفاد موقع «السومرية نيوز» أمس أن ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي قال: «في وقت يجرى حشد جهود دولية لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي فإنه يتعين على القيادات السياسية أن يكونوا على مستوى من اليقظة والحذر، وألا تكون المساعدة الخارجية مدخلاً للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري وألا يتخذوا من التنسيق والتعاون ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي».

وأضاف الكربلائي: «أن الحاجة إلى التعاون الدولي لا تعني عدم قدرة أبناء الشعب العراقي وقواته المسلحة على المقابلة مع هذا التنظيم، فقد أثبتت الأشهر الماضية بعد صدور نداء المرجعية وما أعقبه من الاستجابة الواسعة وما حصل من تقدم ميداني على الأرض غير ذلك». وأشار إلى أنه متى ما توافرت الإرادة الوطنية الخالصة والدفاع عن الوطن فإن أبناء هذا البلد قادرون على الوقوف بوجه «داعش» وإن طالت المعركة بعض الوقت.

واعتبر الكربلائي أن «الجهد العسكري وإن كان مؤثراً، إلا أنه لوحده ليس كافياً للقضاء عليها، بل لا بد من معالجة الجذور الأساسية واستفحالها»، مبيناً أن «الفكر المتطرف جرى الترويج له عبر الآف المؤسسات والدعاة وهو العامل الأساس لما ابتليت به المنطقة من الإرهاب.

الطيران الحربي الفرنسي على الخط

قالت الرئاسة الفرنسية إن سلاح الجو الفرنسي نفذ أول ضربة جوية ضد تنظيم «داعش» في العراق، مضيفة أن الغارة دمرت صباح الجمعة مستودعاً لوجستياً للتنظيم. وأشارت إلى أن الضربات الجوية ستستمر في الأيام المقبلة.

وأشاد رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي بالغارة الفرنسية، وأشار إلى أنها استهدفت موقعاً لتنظيم «داعش» شمال مدينة الموصل شمال العراق.

وتأتي الغارة الفرنسية بالتزامن مع زيارة ديمبسي باريس وإجرائه محادثات مع رئيس هيئة أركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيار دو فيلييه بشأن التحالف الدولي ضد «داعش».

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أول من أمس قدرة بلاده مواجهة خطر الإرهاب في العراق، مشيراً إلى أن السلطات الفرنسية أبلغت الحكومة العراقية استعدادها لتوفير دعم جوي لها.

وفي سياق متصل، يستعد الجيش الألماني لإرسال أول شحنة أسلحة إلى إقليم كردستان العراق، من بينها آلاف البنادق و20 سلاحاً مضاداً للدبابات و120 قاذفاً مضاداً للدروع «بانزرفاوست».

ومن المقرر نقل أول جزء من شحنة الأسلحة الألمانية هذه إلى مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان في 22 أيلول الجاري، بينما يتوجه الجمعة سبعة عسكريين ألمان إلى شمال العراق لتدريب قوات البيشمركة على كيفية استخدام الأسلحة.

وتسعى ألمانيا من خلال المشاركة بهذه الأسلحة إلى دعم قوات البيشمركة الكردية في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية».

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لا تنتظر من أحد دعوة للمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، مؤكدة أن روسيا تدعم بأشكال مختلفة الدول التي تكافح هذا التنظيم المتطرف.

وقال إيليا روغاتشيوف مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة التابع للخارجية الروسية إنّ «التحالف ضد داعش ليس حفلة في ناد، وإننا لا ننتظر أية دعوات ولا ننوي شراء تذاكر دخول».

إحباط محاولة إرهابية

أحبطت قوات الأمن العراقية محاولة «إرهابية» لاقتحام سجن العدالة في مدينة الكاظمية شمال العاصمة، فيما قتل 8 أشخاص وأصيب 60 آخرون بانفجار سيارات مفخخة وسقوط قذائف هاون في المنطقة.

وأفاد موقع «السومرية نيوز» أمس أن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن قال في بيان صدر في ساعة متأخرة من مساء الخميس: «إن القوات الأمنية أحبطت محاولة إرهابية لاقتحام سجن العدالة في مدينة الكاظمية ببغداد».

وأوضح معن أن «معسكر العدالة تعرض لسقوط قذائف هاون في وقت انفجرت عجلة مفخخة في ساحة الجواد، وسيطرت القوات الأمنية على مفخخة أخرى في شارع المحيط».

وكان مصدر أمني قال في تصريح سابق «إن قوة من الشرطة تمكنت، مساء اليوم أول من أمس من اعتقال شخصين يرتديان حزامين ناسفين حاولا اقتحام دائرة الشعبة الخامسة في منطقة الكاظمية، شمال بغداد»، مشيراً إلى أن المسلحين حاولا استغلال انشغال القوات الأمنية بانفجار السيارتين المفخختين في وقت سابق بالمنطقة واقتحام الدائرة التي تضم مؤسسات أمنية واستخبارية حساسة.

من جهة أخرى، استشهد 22 شخصاً على الاقل وأصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة بينها هجومان بسيارتين مفخختين ودراجة نارية الجمعة في العراق.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة «استشهد ثمانية أشخاص وأصيب 23 بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة في منطقة الكرادة» وسط بغداد.

وفي هجوم آخر، قال عقيد في الشرطة «قضى أربعة أشخاص، وأصيب 11 بجروح بانفجار عبوة ناسفة قرب سوق تجارية شعبية في منطقة البياع» غرب بغداد.

واستشهد مدنيان وأصيب سبعة بجروح في انفجار سيارة مركونة قرب سوق شعبية في ناحية المحمودية جنوب بغداد، وفقاً لمصدر في الشرطة.

وفي كركوك شمال بغداد، قال ضابط برتبة عميد في الشرطة «قضى ثمانية أشخاص وأصيب 13 بجروح في انفجار دارجة نارية مركونة عند منطقة القلعة وسط كركوك».

وجاءت الهجمات غداة استشهاد نحو 28 شخصاً وإصابة ما لا يقل عن 65 بجروح، وفقاً لمصادر أمنية وطبية. وتعرضت منطقة الكاظمية مساء الخميس إلى هجوم واسع بتفجير سيارتين مفخختين يقود إحداها انتحاري وسقوط سلسلة هاونات على منطقة الكاظمية في شمال بغداد.

وكشفت مصادر أمنية عن اعتقال انتحاريين اثنين خلال الهجوم عند مقر الاستخبارات العسكرية، مرجحة في الوقت ذاته أنه كان يستهدف اقتحام المقر الذي يوجد فيه سجناء قياديون في تنظيمات إرهابية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى