عباس: التنسيق مع سورية لمواجهة الإرهاب مصلحة لبنانية بامتياز

اعتبر عميد التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي عبد الباسط عباس أنّ التحالف الدولي الذي جرى الإعلان عنه في جدة بقيادة أميركا لا يهدف إلى القضاء على الإرهاب، إنما يسعى إلى إدارته والاستمرار في توظيفه واستثماره في استنزاف قدرات شعبنا وموارد بلادنا، مجدّداً الدعوة التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية على كلّ المستويات، لا سيما منها العسكرية والأمنية، لأنّ لبنان في مهبّ ريح الإرهاب، والتنسيق مع سورية لمواجهته يمثل مصلحة لبنانية بامتياز.

كلام عباس جاء في حفل التخرّج الذي أقامته عمدة التربية والشباب في الحزب في اختتام فعاليات المخيم الصيفي الذي شارك فيه نحو 250 طالباً وطالبة من منفذيات: دمشق، ريف دمشق، السويداء، حرمون، حماة، حمص، الحصن، العاصي، صافيتا، واللاذقية، وذلك في مخيم مشتى الحلو المركزي.

وتخللت المخيم مجموعة من الدروس الإذاعية والتوجيهية وورشات العمل والتدريبات والفنون والأنشطة الرياضية. وحضر حفل التخرج إلى جانب عباس، وكيل عميد التنمية الإدارية أياد عويكة، والمنفذون العامون لمنفذيات اللاذقية، الحصن والطلبة الجامعيين في اللاذقية: فريد مرعي، غضفان عبود وديب بو صنايع وعدد من أعضاء هيئات المنفذيات ومسؤولي الوحدات الحزبية وفاعليات بينهم أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في عكار، وأهالي المتخرّجين وجمع من القوميين والمواطنين.

بدأ حفل التخرج بعروض متعددة قدمها المشاركون، ثم ألقى عاصم كرم كلمة باسمهم، وتحدث باسم هيئة المخيم آمرهُ ديب بو صنايع.

كلمة مركز الحزب

وألقى عميد التربية والشباب عبدالباسط عباس كلمة مركز الحزب واستهلّها بتهنئة المتخرجين، وتحدث عن أهمية عمل الطلبة ودورهم في نهضة المجتمع، وحثّهم على الانخراط في كلّ ميادين النضال وعلى المستويات كافة.

ولفت عباس إلى ما تواجهه بلادنا في هذه المرحلة، لا سيما ما تتعرّض له من تحديات ومخاطر، تتخذ لها وجوهاً عديدة، وتتزيّا في كلّ مرحلة بزيّ مختلف، لكنها بالنسبة إلينا مكشوفة ومعروفة بوجهها الحقيقي ومؤامراتها التي يسعى أعداؤنا من خلالها إلى استهداف أمتنا وتفتيتها وشرذمتها، حتى يتسنّى لهم السيطرة عليها والهيمنة على ثرواتها وخيراتها وسلب إرادة أبنائها.

وأشار عباس إلى أنّ الإرهاب الذي لم ينفك العدو الصهيوني يمارسه ضدّ أبناء شعبنا في فلسطين، يلاقيه اليوم إرهاب من صنفه تمارسه مجموعات متطرفة آتية من مجاهل التاريخ، ضدّ أبناء شعبنا في سورية والعراق ولبنان، وهو إرهاب يلقى الدعم والتمويل والمساندة من دول عربية وإقليمية وغربية.

واعتبر عباس أنّ التحالف الدولي الذي جرى الإعلان عنه في جدة بقيادة أميركا لا يهدف إلى القضاء على الإرهاب، إنما جلّ ما يسعى إليه هو إدارة هذا الإرهاب والاستمرار في توظيفه واستثماره في استنزاف قدرات شعبنا وموارد بلادنا، ودليلنا على ذلك هو ما تظهره أميركا وحلفاؤها وأدواتها من صفاقة من خلال الإعلان عن تحالف دولي مزعوم بمعزل عن دول أساسية لها مواقف تاريخية ثابتة في مواجهة الإرهاب، مثل روسيا والصين وإيران وسورية، وهذه الصفاقة تؤكد عدم جدية التحالف الذي لا يحظى بأيّ صدقية حتى في أوساط الرأي العام العربي والغربي، بل إنّ كلّ الوقائع والحقائق تؤكد زيف ادعاءات أصحابه وتكشف أهدافهم الحقيقية. إذ كيف لأميركا وحلفائها وأدواتها أن تقيم حلفاً لمحاربة إرهاب صنعته هي بنفسها، ووظفته في سياق مشروعها العدواني الاستعماري الذي لا يمرّ ولا يتحقق إلا إذا كانت بلادنا بدولها وكياناتها ضعيفة ومفتتة وممزقة بفعل الأمراض الطائفية والمذهبية وآفات التطرف الدخيلة علينا وعلى مجتمعنا وحضارتنا.

وأكد عباس أنّ التحالف الدولي الذي تقوده أميركا هو حلف مشبوه، الهدف منه تشكيل مظلة لإعادة تنظيم المجموعات الإرهابية في إطار جديد وتحت مسمّى جديد، من أجل الالتفاف على قرار مجلس الأمن الدولي الذي نصّ على تجفيف منابع الإرهاب ومحاربته، وتجويف هذا القرار الدولي من مضمونه.

واعتبر عباس أنّ ايّ انتهاك للسيادة السورية بذريعة ضرب الإرهاب، من دون التنسيق مع الدولة السورية هو اعتداء سافر، وسيواجَه بقوة وصلابة ستفاجئ المعتدين.

ودعا عباس إلى تصعيد الحرب على الإرهاب بكلّ الوسائل والإمكانات، محيّياً بطولات الجيش السوري والقوى القومية المؤازرة له، على الإنجازات المتتالية في الميدان… ودعا إلى أن ينسحب قرار مواجهة الارهاب على لبنان فيتمّ القضاء على المجموعات الإرهابية التي تهدّد أمن اللبنانيين واستقرار لبنان، ولا تزال تختطف عدداً من العسكريين وتمارس أعمالاً إرهابية تستهدف الجيش اللبناني والقوى الأمنية وتروّع الآمنين بالقذائف والصواريخ في قرى البقاع.

وجدّد عباس الدعوة الى ضرورة التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية على كلّ المستويات، لا سيما منها العسكرية والأمنية، ورأى أنّ نأي الحكومة اللبنانية عن هذا التنسيق يرتب على لبنان تداعيات خطيرة، لأنّ لبنان في مهبّ ريح الإرهاب، والتنسيق مع سورية لمواجهته مصلحة لبنانية بامتياز.

وإذ دعا عباس إلى المزيد من البذل والعطاء والتضحية في مواجهة كلّ هذه المخاطر التي تستهدف أمتنا، أكد أهمية الدور الذي يضطلع به الحزب السوري القومي الاجتماعي في تثبيت مفاهيم الانفتاح والقيم الاجتماعية ودعائم الوحدة القومية الكفيلة بجعل بلادنا أكثر مناعة وقوة وقدرة على صدّ هذه الهجمة الشرسة التي تستهدفها.

وختاماً توجه عباس إلى المتخرّجين مجدّداً تهنئتم وداعياً إياهم إلى ان ينقلوا إلى متحداتهم الاجتماعية ومدارسهم وجامعاتهم ما عاشوه في المخيم من أجواء الفة ومحبة ووحدة، وما اطلعوا عليه من خلال الدروس التي تابعوها والأنشطة التي قاموا بها، لأنهم بذلك يؤكدون أهمية دورهم ويثبتون أنهم نقطة الارتكاز في العمل القومي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى