موسكو لا تنتظر دعوة للمشاركة في التحالف الدولي ضد «داعش»

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لا تنتظر من أحد دعوة للمشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، مؤكدة أن روسيا تدعم بأشكال مختلفة الدول التي تكافح هذا التنظيم المتطرف.

وقال إيليا روغاتشيوف مدير قسم التحديات والأخطار الجديدة التابع للخارجية الروسية يوم أمس، «التحالف ضد داعش ليس حفلة في ناد، وإننا لا ننتظر أية دعوات ولا ننوي شراء تذاكر دخول»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «روسيا الاتحادية تدعم بأشكال مختلفة الدول التي تكافح «داعش».

روغاتشيوف لفت إلى أن الحديث عن ضرورة توجيه الدعوة في هذا السياق هو غير صحيح وموسكو مستعدة لمواصلة التعاون مع أعضاء هذا التحالف في مكافحة الإرهاب وتأمل أن يعملوا في إطار القانون الدولي دون تسييس واستخدام للمعايير المزدوجة سيئة الصيت.

وأشار روغاتشيوف إلى أن بلاده لا ترغب في أن يجري تفسير قرار مجلس الأمن وكأنه يمنح الحق بتوجيه ضربات لأهداف في سورية من دون موافقتها، موضحاً أن المشروع الأميركي لقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بمحاربة الإرهابيين الأجانب والذي تنوي الولايات المتحدة مناقشته في 24 أيلول الجاري هو مقبول بهذا الشكل من قبل الجانب الروسي.

ونفى الدبلوماسي الروسي صحة أنباء ظهرت في وسائل الإعلام عن أن روسيا كانت تنوي تحديد فعالية هذا القرار بمناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكداً أن مشروع هذا القرار كان له منذ البداية صفة عامة خاصة بالموضوع وليس بالمكان وأنه يهدف إلى حشد الجهود الدولية في مكافحة ظاهرة الإرهابيين الأجانب وسيكون تقييد مفعوله في إطار مناطق محددة غير صحيح وغير مجد ولا نرى ضرورة لذلك.

وأضاف روغاتشوف: «إنه مع ذلك سيكون من المنطقي أن يركز القرار مستقبلاً في المقام الأول على إرهابيي داعش في العراق وسورية»، لافتاً إلى أن وضع هذه المنظمة هو فريد من نوعه إذ لم يكن ليلاحظ في أي حالة من حالات الصراع مثل هذا الكم من الجهاديين.

وقال المسؤول الروسي إن تنظيم «داعش» يضم في صفوفه أكثر من 15 ألف مقاتل أجنبي قادمين من ثمانين دولة في العالم، مؤكداً أن خطر هؤلاء الإرهابيين لا ينحصر بوجودهم في المجموعات المسلحة فقط بل وفي عودتهم إلى بلدانهم، وقال: «هذا هو حصراً التهديد الإرهابي الذي يحملونه من بلدان المنشأ والذي يدفع بالدول المهتمة نحو التعاون وإنه هو حصراً ما أجبر الرئاسة الأميركية لمجلس الأمن الدولي في أيلول الجاري للدعوة لعقد اجتماع حول هذا الموضوع».

وشدد روغاتشوف على أن تصورات موسكو حول نص المشروع متعلقة في الغالب بأشياء أخرى كي لا يكون هذا القرار مفسراً بشكل غير صحيح من قبل المهرة المفسرين بحيث يمنح الحق بتوجيه ضربات لأهداف على الأراضي السورية من دون أي تعبير واضح عن موافقة حكومة هذه الدولة ذات السيادة.

من جانبه، أكد المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط السفير كونغ شياوشنغ أن بلاده ترفض بشكل قاطع الإرهاب بكل أشكاله، خصوصاً الإرهاب الذي يستهدف المدنيين وأرواح الأبرياء، مشدداً على ضرورة أن يوضح المجتمع الدولي موقفه بدقة أكثر حيال هذه المسألة.

وأكد كونغ ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي أي دولة عند القيام بأي تحركات ضد الإرهاب وقال: «لا يجوز أن يكون هناك أي نوع من الشكوك في هذا الصدد»، مشيراً أن بلاده تعتبر الشعوب في منطقة الشرق الأوسط صاحبة هذه المنطقة ويجب على المجتمع الدولي احترام اقتراحاتها في ما يتعلق بإيجاد حل لقضية المنطقة.

إلى ذلك، أكدت دمشق يوم أمس التزامها بواجباتها بموجب اتفاقية فصل القوات، والذي تجلى باحترامها لولاية قوة «الأندوف» وتقديم كل التسهيلات اللازمة لها والتعاون الوثيق والتنسيق الكامل مع كل من إدارة عمليات حفظ السلام.

وردت الخارجية السورية على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخير حول قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، وأشارت أن كيان الاحتلال «الإسرائيلي» ما زال مستمر في ارتكاب انتهاكاته لاتفاق فصل القوات لعام 1974، الأمر الذي أكده تقرير الأمين العام الأخير ولم تسلم قوات الأمم المتحدة نفسها من هذه الانتهاكات التي وثقها التقرير في الفقرة 13 منه مشيرة إلى أن «إسرائيل» قامت بعدوان بتاريخ 2-6-2014 أطلقت خلاله عدة قذائف سقطت بالقرب من مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في معسكر نبع الفوار ما تسبب بحالة رعب وهلع لأفراد «الاندوف».

ولم تكتف «إسرائيل» بذلك بل قامت أيضاً بعدوان جديد بتاريخ 23-6-2014 وثقه التقرير في فقرته رقم 14 حيث أشار إلى سقوط بعض القذائف في منطقة مخيم نبع الفوار ما أدى الى استشهاد تسعة سوريين وجرح تسعة آخرين.

وأوضحت الخارجية إنه انطلاقاً من حرص سورية على الوفاء بالتزاماتها فإنها تمارس أقصى درجات ضبط النفس في مواجهة الأعمال التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة عمل قوة «الاندوف» إدراكاً منها لطبيعة المنطقة وللالتزامات القائمة وتؤكد مجدداً بأن ما تقوم به قوات حفظ النظام السورية يأتي في إطار معالجة وضع ناشئ أملته ظروف طارئة استثنائية تتمثل بوجود عناصر إرهابية تمارس أنشطة إرهابية في منطقة الفصل.

وأشارت الخارجية إلى أن قيادة «الاندوف» قد نقلت مقر قياداتها في مخالفة لاتفاق فصل القوات في حين كان بإمكانها ممارسة دورها في شكل كامل من خلال مقرها في دمشق علما بأن الحكومة السورية لم تبخل يوما بتقديم الدعم لقوة «الاندوف» وعملها بما في ذلك السماح بإدخال التجهيزات والمعدات الايرلندية للكشف عن الألغام بدائية الصنع وتسهيل إدخال المعدات والتجهيزات المتطورة لكافة الكتائب العاملة في القوة.

وشددت الخارجية على أن غياب رد فعل الأمم المتحدة شجع التنظيمات الإرهابية على التمادي في أعمالها الإرهابية الأمر الذي نتج عنه قيام «جبهة النصرة» باختطاف حفظة السلام من الكتيبة الفيجية ومحاصرة أفراد من الكتيبة الفيليبينية والتهديد بقتلهم أن لم يتم الرضوخ لمطالب هذه التنظيمات الإرهابية وقالت.

جاء ذلك في وقت أعلنت الفيليبين أمس سحب جنودها العاملين في قوة «الاندوف» في الجولان السوري المحتل بعد تعرض جنودها لاعتداء من قبل التنظيمات الإرهابية على مواقعهم الشهر الماضي.

وقال اللفتنانت كولونيل رومان زاغالا المتحدث باسم الجيش الفيليبيني «إن الدفعة الأولى من الكتيبة السابعة في الجيش الفيليبيني المكونة من 300 جندي ستصل إلى الفلبين على متن طائرة للأمم المتحدة في وقت لاحق اليوم فيما سيصل 85 جندياً آخرين يوم الأحد المقبل».

وأضاف إن قرار الانسحاب «لا علاقة له بالاختلافات بين مسؤولي الأمن الفيليبينيين وقائد القوة بشان التعامل الأخير مع قضية احتجاز الرهائن من الجنود الفيجيين والفيليبينيين الشهر الماضي في الجولان».

ميدانياً، سيطر الجيش السوري يوم أمس على قرى و بلدات التريمسة والجلمة والعوينة والروضة والقرامطة والحسينية والحوي بريف حماه الشمالي، وسط قصف مدفعي و جوي مركز لتجمعات المسلحين في اللطامنة ومورك وكفرزيتا والحماميات.

وفي حلب استهدف الجيش مسلحين في خان العسل وبني زيد وحريتان والأتارب وبلاط والعويجة ومعارة الأرتيق وخان طومان وساسين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى