الحافظ لـ«البناء»: ارتفاع الدولار يعود إلى الركود الذي تشهده أوروبا بتروني: ضرورة تطوير النظام الضريبي لدول الاتحاد الأوروبي

أدونيس كيروز

تراجعت الأسهم الأوروبية في بداية هذا الأسبوع لترتفع مقتديةً بمكاسب «وول ستريت» يوم الأربعاء وتغلق مرتفعةً. وانخفضت الأسهم اليابانية قاطعةً مكاسب 5 أيام، ثم قفز مؤشر نيكي نهار الخميس إلى مستوى مرتفع جديد في 8 أشهر في مقابل تراجع للين. كما تراجع الاسترليني منتصف هذا الأسبوع، ليعود ويسجّل أعلى مستوى له في عامين في مقابل اليورو، وأعلى مستوياته في نحو أسبوعين في مقابل الدولار، الذي ارتفع أوائل الأسبوع أمام العملات الرئيسية، مقترباً من أعلى مستوى في 6 سنوات في مقابل الين. إلا أنّ التغيّرات الأبرز كانت للمعدن الأصفر الذي هوى إلى أدنى مستوياته في ثمانية أشهر ونصف شهر، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى له في أربعة أعوام.

كان وراء هذه التغيّرات والتقلّبات في الأسواق المالية، اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الأميركي الذي استمر يومين وعقد لتحديد سعر الفائدة، والاستفتاء على استقلال اسكتلندا. وبقيت الأخيرة متّصلة بـ«المملكة المتّحدة»، كما أبقى المركزي سعر الفائدة قرب الصفر، مكرّساً بذلك السياسة المتّبعة منذ حوالى ستّ سنوات. لكن هل كان يملك المجلس الاحتياطي خياراً آخر؟ وهل من خطر على الوحدة الاقتصادية بين الدول الأوروبية؟

الحافظ

في هذا السياق، أشار الخبير في الاقتصاد الدولي زياد الحافظ في حديث الى «البناء»، إلى أنّ «أزمة الولايات المتحدة الأميركية تكمن في البنية الاقتصادية نفسها»، لافتاً إلى أنّ «ارتفاع الدولار لا يعود إلى القوّة الأميركية، بل إلى الركود الذي تشهده أوروبا»، مضيفاً: «أن الدولة الوحيدة التي لا تواجه حالة ركود مزمنة في اوروبا هي ألمانيا». ولفت إلى «الكساد المقنّع الذي تواجهه أميركا التي ما زالت تفضّل استخدام تعابير الانكماش، أو بطء في النمّو الاقتصادي، لأسباب واعتبارات سياسية».

وعن قرار البنك المركزي في إبقاء الفوائد منخفضة، أشار الحافظ إلى «عدم وجود مبرّر لرفعها إذ إنّ الولايات المتحدة لا تواجه تضخّماً، بل العكس تماماً»، لافتاً إلى «الحاجة الماسّة الى ضخّ سيولة وخلق وظائف عمل».

وفي ما يخصّ شراء الصين مزيداً من سندات الخزينة الأميركيّة، أشار الحافظ إلى أنّه «وخلال عشر سنوات، ستصبح الطبقة الوسطى في الصين الأكبر في العالم وترفع مستوى الاستهلاك الداخلي، وبالتالي ستنخفض صادرات الصين إلى الولايات المتّحدة، وتنخفض سندات الخزينة الأميركية التي تحملها الصين اليوم، لأنّها ما زالت في حاجةٍ إليها لتمويل صادراتها إلى أميركا».

بتروني

أشار المحلّل المالي جورج بتروني من جهته، إلى أنّ «الركود الاقتصادي في أوروبا هو السبب الرئيسي لتراجع الأسهم والعملات الأوروبية ما أعطى أفضلية التقدّم للدولار، إضافة إلى انخفاض الطلب على البضائع الأوروبية».

ولفت بتروني إلى أنّ «نتائج الاستفتاء في استكلندا جاءت لتدعم أيضاً الوحدة الأوروبية وتضرب مشروع المحافظين واليمين المتطرّف في بريطانيا، الذين يدعون الى الانفصال عن الاتحاد الأوروبي»، موضحاً أنّ «لو حصل الانفصال عن المملكة، لكانت خرجت شريحة واسعة من المعارضين لسياسة المحافظين بعامةً وكامرون بخاصةً، وفقدوا قدرة التصويت ضدّ أي مشروع يطرحه المحافظون، لا سيّما فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي».

وأشار بتروني إلى «خطورة هذا الوضع الذي يشجّع دول اخرى على الاستفتاء للخروج من الاتحاد، سيّما أنّ دولاً أوروبية عدة تعاني منذ سنوات من ركود اقتصادي مثل اليونان واسبانيا والبرتغال وايطاليا، وايرلندا»، لافتاً إلى أنّ «الركود الاقتصادي بات يطاول جميع الدول الأوروبية بمن فيها ألمانيا».

وعن حماية وحدة دول الاتحاد الأوروبي وتعزيز التكامل في ما بينها، لفت بتروني إلى «ضرورة تطوير النظام المالي والضريبي ليكون موحّداً، وذلك عبر مبادرات استراتيجية شجاعة يؤسّس لها السياسيون، تهدف إلى تخطّي التحديات ضمن تكتّل معزّز فيه التوجّه السياسي، وفي موازاة نشاط البنك المركزي الأوروبي».

أمام هذه التطوّرات، وفيما استقرّ سعر صرف الليرة على 1507.5 للدولار الأميركي، تأثر لبنان بانخفاض سعر الذهب. إذ أصدر «مصرف لبنان» موجزاً عن وضعه حتى منتصف أيلول، أظهر تراجعاً جديداً في الذهب يوازي 685.54 مليار ليرة، نتيجة تدني سعر أونصة الذهب من 1288.00 دولار إلى 1232.00 في النصف الأول من أيلول عالمياً، وفي ظلّ استقرار الدولار محلياً على 1507.50 ليرة في الفترة عينها، وبلغ احتياط الذهب لديه نحو 11.40 مليار دولار منتصف ايلول. كما أشار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، خلال رعايته مؤتمر «الاتجاهات الحالية والمستقبلية للنظام المصرفي في المنطقة أول من أمس، إلى استقرار الليرة اللبنانية وارتفاع موجودات البنك المركزي بالعملات الأجنبية. لكن هل ارتفعت القدرة الشرائية للبنانيين؟ وهل تُستثمر مدخراتهم في السوق المحلية؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى