منتدى سوتشي الاستثماري الدولي ناقش العقوبات الغربية والتضخّم

انطلقت في مدينة سوتشي الروسية أمس، فعاليات منتدى سوتشي الاستثماري الدولي، بحضور قياسي بلغ تسعة آلاف من رجال الأعمال والساسة والخبراء من مختلف دول العالم.

ويعدّ منتدى «سوتشي» ساحة فريدة من نوعها لإقامة حوار بنّاء بين السلطة ورؤوس الأموال، وظهرت هذه الفعالية المهمة منذ أكثر من 10 سنوات بدعم من الحكومة الروسية من أجل مناقشة آفاق تطوير الاقتصاد العالمي ومستقبل الاستثمار في روسيا إضافة إلى عرض مشاريع استثمارية لمناطق روسيا.

ويشمل برنامج المنتدى اجتماعين دوريين: «روسيا بين أوروبا وآسيا: السياسة الإقليمية الجديدة في العالم الحديث»، و «المناخ الاستثماري في مناطق: كيف يمكن توفير سياسة تنمية الاستثمارات في ظروف محدودة؟».

واحتلت مسألة العقوبات الغربية التي فرضت ضد روسيا وتداعياتها على الاقتصاد الروسي حيزاً مهماً في فعاليات اليوم الأول من المنتدى، حيث توقّع وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن تتراوح نسبة التضخم في روسيا بحسب نتائج عام 2014 ما بين 7.5 و7.7 في المئة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر مرتبط بالدرجة الأولى بغلاء السلة الاستهلاكية.

وأضاف الوزير أنّ الحكومة تخطّط لجعل التضخم في العام القادم يتراوح ما بين 5.5 و6 في المئة، موضحاً أنّ السلطات المختصة في روسيا لن تزيد نفقات الموازنة، ولا تنوي اللجوء إلى طباعة أوراق مالية، لذلك فإنّ السلطات النقدية والحكومة لن تقوم بزيادة التضخم، مشيراً إلى أنّ مشروع الموازنة وضع استنـاداً إلى عجز منخفض وسياسة نقدية صارمة.

على صعيد آخر، شكك وزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكسي أوليوكايف في احتمال استلام شركتي «روس نفط» و«نوفاتيك» لأموال من صندوق الرفاه الوطني قبل نهاية العام الحالي، وشدّد أوليوكايف في حديث للصحافيين على هامش أعمال المنتدى على ضرورة أن تكون روسيا مستعدة لاحتمال حظر التعامل معها عبر نظام «SWIFT» للاتصالات المالية العالمية بين البنوك على رغم ضآلة احتمال سير التطورات بهذا السيناريو. وقال: «آمل بألا يقوم الاتحاد الاوروبي بذلك، لأنّ القيام بمثل هذه الخطوة سيعد عملاً جنونياً، أو حتى أنه سيصل إلى ما يوازي العمل العسكري، وأكد الوزير أنّ روسيا ستقوم بجميع الخطوات لحماية منظومتها المصرفية». وأضاف: «أرى أنّ هذا الأمر لن يحدث في الواقع، إلا أنه يتعين علينا بالطبع أن نكون مستعدين لمواجهة هذا السيناريو مع ضآلة حدوثه».

وفي هذا السياق، أشار أندريه كوستين رئيس بنك «في تي بي» الروسي بنك التجارة الخارجي ، إلى أنّ فصل روسيا عن منظومة «SWIFT» يعتبر بمثابة اعتداء على روسيا، ويجب أن يكون الرد عليه في غاية القساوة.

ويشار إلى أنّ النظام المذكور «SWIFT» يربط بين الهيئات المالية والبنوك في 210 بلدان في العالم، وينص النظام الداخلي لهذه المنظومة على تشكيل مؤسسة تربط بين البنوك في كل بلد عضو في «SWIFT» حيث تسمى المؤسسة الروسية في إطار «SWIFT» بـ«روس سويفت».

وتجدر الإشارة إلى أنّ البرلمان الأوروبي كان اقترح على الاتحاد الأوروبي التخلي عما سماه بعقيدة الشراكة الاستراتيجية مع روسيا، والنظر باحتمال إلغاء التعامل معها بموجب نظام «SWIFT»، والكف عن العمل معها في إتمام مشروع «السيل الجنوبي» ساوث ستريم لضخ الغاز من روسيا إلى جنوب أوروبا عبر البحر الأسود، إضافة إلى وقف التعاون مع موسكو في مجال الطاقة الذرية.

وتعليقاً على اقتراح البرلمان الأوروبي على الاتحاد الأوروبي الكف عن العمل مع روسيا في إتمام مشروع «السيل الجنوبي»، أكّد وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك أنّه لا يمكن إلغاء الاتفاقيات الحكومية الخاصة ببناء خط «السيل الجنوبي» إلا بتوافق الأطراف على ذلك، ولا يمكن إلغاء الاتفاقات في شكل أحادي.

وجاءت توصيات البرلمان الأوروبي هذه في بيان صدر عن دورته العامة في ستراسبورغ أول من أمس تطرّق إلى الوضع في أوكرانيا والعلاقات بين بروكسيل وموسكو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى