التحالف الذي يتمّ تشكيله لمكافحة الإرهاب مضحك لأنّه يضم دولاً داعمة للإرهابيين وشعوب وحكومات المنطقة هي الأدرى في تولّي العملية ممّن يبعدون آلاف الكيلومترات

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني «أنّ عملية مكافحة الإرهاب يجب أن تتم عبر شعوب وحكومات المنطقة»، موضحا أنّ «زمن اتخاذ القوى الكبرى القرارات بدل الشعوب قد ولى». وأكد «أنّ إيران تعتبر سقوط المقدسات الدينية في العراق بيد الإرهابيين خطا أحمر».

وأشار روحاني إلى أنّ «الإرهاب، بأي شكل من الأشكال، هو تهديد للأمن والسلام والحياة والتنمية»، مؤكدا «ضرورة الاهتمام بجذور الإرهاب لدى محاولة التصدي له». وقال: «إنّ شعوب وحكومات المنطقة هي أدرى بالتعاطي مع الإرهاب من أناس يبعدون آلاف الكيلومترات عن المنطقة، وهذا هو سبب فشل مكافحة الإرهاب». وأضاف: «إذا أراد الآخرون حلّ قضية الإرهاب عليهم المساعدة في هذا الشان وليس قيادة عمليات مكافحة الإرهاب، فهذا شأن شعوب وحكومات المنطقة».

وأعرب روحاني عن أسفه «لانتشار ظاهرة الإرهاب في المنطقة وتضرّر الملايين من الناس بسبب الإرهابيين الذين يعيثون في المنطقة فسادا».

وأشار الرئيس الإيراني إلى فشل أميركا في مكافحة الإرهاب، وقال: «إنّ الخطوة الأولى على طريق مكافحة الإرهاب هي تضييق الخناق على الإرهابيين من خلال عدم السماح للآخرين الاستفادة منهم وإفساح المجال لهم للدخول إلى المنطقة وتجفيف منابعهم».

ورأى أنّ «الضربات الجوية غير كافية للقضاء على الإرهاب». وقال: «إنّ هذا الإجراء لم يفعل شيئا في أفغانستان وباكستان، وحتى لو كانت هناك ضرورة لهذا الأمر، فيجب التنسيق بشأنه مع الشعب والحكومة في ذلك البلد». وقال: « من دون هذا التنسيق يمكن إطلاق لفظ العدوان على هذا العمل العسكري».

ووصف روحاني التحالف الذي تمّ تشكيله لمكافحة الإرهاب «بالمضحك، لأنّ هذا الائتلاف يضم دولا داعمة للإرهابيين».

وأوضح أنّ «من السهل جدا معرفة الدول التي دعمت وغذت ومولت وجندت الإرهابيين في العراق وسورية»، لافتا إلى أنّ «إيران تتخذ موقفا مبدئيا من الإرهاب لأنها من أكبر ضحاياه، وإنها تنظر بعين الشك إلى التحالف القائم لمكافحة الإرهاب».

وردا على سؤال حول وجود مستشارين عسكرين إيرانيين في العراق، قال روحاني: « لقد قدمت إيران كل مساعدة طلبتها الحكومة العراقية وبالتنسيق الكامل معها»، مؤكدا أنّ إيران «لن تسمح بسقوط بغداد أو النجف أو كربلاء بيد الإرهابيين، فهذا الأمر يعتبر خطا أحمر بالنسبة لإيران».

وأعرب روحاني عن رفضه «تواجد أية قوات برية أميركية في العراق، «لأنّ مثل هذا التواجد لا فائدة من ورائة، وقد كان العراق يشهد الكثير من التفجيرات عندما كانت القوات الأميركية موجودة فيه، وهذه القوات عجزت عن السيطرة على مدينة مثل الفلوجة، فكيف يمكنها الآن السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي وتحريرها من أيدي الإرهابيين».

أما بشأن الموضوع النووي، فأشار الرئيس روحاني إلى «عزم إيران الجاد على تسوية هذا الموضوع عبر المفاوضات»، مؤكدا أنّه «لا يوجد على طاولة إيران سوي المنطق والحوار والمفاوضات».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى