الصليب الأحمر يطلق «مهرجان السلام» في بيروت ويحْيي ذكرى استشهاد المسعف لاشين في طرابلس

أطلق الصليب الأحمر اللبناني للعام الرابع على التوالي، فاعليات «مهرجان السلام» تحت شعار «عيشوا معنا معنى السلام»، نظّمه قسم الناشئين والشباب بمشاركة سفير بلجيكا آليكس لينار، وممثلة بعثة الصليب الأحمر البلجيكي في لبنان غلوريا مينوز، وممثلين عن منظّمات دولية وشركاء وراعين وداعمين وهيئات رسمية واجتماعية وإعلامية وأهلية، وفنانين ورسّامين ورياضيين، وبمشاركة أعضاء من اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية في الصليب الأحمر ورؤساء وأعضاء من اللجان المحلية ومتطوّعين من قسم الناشئين والشباب والإسعاف.

انطلقت مسيرة الشموع عند السابعة والنصف من مساء السبت بمواكبٍ مشياً على الأقدام من أسواق بيروت نحو ساحة الشهداء، حيث قام المشاركون بتشكيل عبارة «عيشوا السلام live peace» بأضواء الشموع التي تمثّل الأمل، والتي ستظلّ مضاءة طوال ثلاثة أيام لحين انتهاء المهرجان.

افتتح المهرجان بالنشيد الوطني ونشيد الصليب الأحمر ودقيقة صمت، وبعد كلمة ترحيب، كانت كلمات بالمناسبة لكل من ممثلة قسم الشباب في اللجنة المركزية لمى سرور، سفير بلجيكا في لبنان، رئيس قسم الناشئين والشباب نديم حتّي. وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي وأغنية أوبرالية للفنانة جينا متّى، وكلمة قدّمها الشاعر والإعلامي زاهي وهبي، إضافة إلى عزف للأوركسترا الهارومنية التابعة لقوى الأمن الداخلي، وجوقة الغناء الشرقي التابعة لجامعة البلمند.

وبعد انتهاء حفل الافتتاح، جال الحضور في أرجاء المهرجان، فزاروا معرض الأعمال الفنية التي نفّذها الفنانون، وكذلك منطقة النشاطات المتنوّعة التي شارك فيها عدد من جمعيات غير حكومية وطنية وعالمية. ليستمر بعد ذلك المهرجان حتى منتصف الليل بحفل فني شارك فيه كل من الفنانين أنور الأمير، ريان، ميكايلا وسام.

طرابلس

كما نظّم فرع طرابلس في الصليب الأحمر اللبناني، الذكرى الـ29 لاستشهاد المسعف طه إسماعيل لاشين، وذلك في لقاء أقيم في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس، بحضور الدكتور مصطفى الحلوة ممثّلاً النائب محمد الصفدي، المحامي باخوس إجبع ممثلاً محافظ الشمال رمزي نهرا، قائد فوج التدخل الأول العميد غسان فاضل، رئيس مكتب أمن الدولة في طرابلس المقدّم فادي الرز، آمر سرية درك حلبا المقدّم ماجد الأيوبي، أمين عام الصليب الأحمر اللبناني جورج كتّاني، وحشد من الأطباء والمسعفين، والفرقة الموسيقية التابعة للكشاف المسلم، وهيئات اجتماعية ورعائية.

وعُرضت صوَر لشهداء الصليب الأحمر، ووُجّهت رسائل إلى أرواحهم تضمّنت كلمات مؤثّرة وإشادة بتضحياتهم. ثم ألقت هبة عبد الله ضناوي كلمة المسعفين في فرع طرابلس.

وألقت رئيسة فرع طرابلس مهى قرحاني زغلول كلمة قالت فيها: «تجمعنا هذه المناسبة إحياءً لذكرى مسعف في فرع طرابلس الشهيد طه لاشين الذي شاء القدر أن يصل عطاؤه إلى حدّ الشهادة، فقد تطوّع من أجل إنقاذ الآخرين وقدّم حياته ثمناً لما آمن به وتطوّع لأجله والتزم به حتى النهاية».

وأضافت: «إن مركز الإسعاف والطوارئ في الصليب الأحمر اللبناني في طرابلس يزخر بالمتطوّعين والمتطوّعات، يلبّون نداء الواجب باندفاع وشجاعة لإنقاذ الأرواح وإسعاف الجرحى والمرضى. وهذا المركز يأتي في مقدّمة المراكز في لبنان من حيث أهمية خدماته والمهمات التي يقوم بها بفضل جهود مسعفيه وتفانيهم، وما يلقاه من دعم واهتمام من رئيسة الصليب الأحمر سوزان عويس ورئيسة قسم الإسعاف والطوارئ روزي بولس والأمين العام جورج كتّاني ومدير القسم عبد الله زغيب، الحريصون على تأمين الاحتياجات والتجهيزات ليكون الأداء كاملاً في الظروف والأوضاع كافة».

ونوّهت زغلول بعطاءات كل من توالى على رئاسة المركز، وتوجّهت إلى المسعفين قائلة: «تندفعون لتأدية عملكم متعالين على الخوف والخطر، متسلّحين بالإيمان والشجاعة، مؤمنين بمبادئ الصليب الأحمر الأساسية، لا سيما الإنسانية والحياد وعدم التحيّز، متخطّين أقصى حدود العطاء ومرتقين أعلى درجات الإنسانية تحت شعار إلى ما وراء الواجب».

ثمّ ألقت بولس كلمة جاء فيها: «هذه المناسبة هي من المناسبات التي تزيدنا تمسّكاً بممارسة الرسالة الإنسانية وحبّنا للصليب الأحمر. لا يسعنا إلّا أن نقدّر الجهد والتضحية والعمل الجبار الذي يقوم به مسعفون يؤدّون خدمتهم من دون أيّ مقابل باندفاع لامتناهٍ على رغم الأحداث والأزمات المتواصلة».

وأضافت: «ماذا عسانا نقول عن المسعفين الشهداء الخمسة عشر؟ وماذا نقول عن المسعف طه لاشين؟ وبسبب طه لاشين والأربعة عشر شهيداً والمخطوفين وبسبب كلّ مسعفي الصليب الأحمر أصبحت هذه البزّة البرتقالية رمز العطاء والتضحية، وأصبحت خشبة خلاص للذين يتألّمون، للذين يحتاجون المساعدة، للذين يحتاجون من يعطيهم الأمل».

وألقى كتّاني كلمة قال فيها: «استشهاد طه لاشين مدماك وحجر زاوية في صرح العمل الإنساني، ويمثّل حافزاً للعمل على تأمين سلامة مسعفينا وتأمين المسارات السالمة والآمنة لهؤلاء الشباب لكي نعمل بشفافية وتجرّد وحيادية وإنسانية، ولكي نكون على مسافة واحدة من الجميع من دون انحياز».

وتابع: «الشهيد طه لاشين سيظلّ حيّاً في قلوبنا جميعاً، وسيكون دائماً المثل الأعلى في أوقات ضعفنا وتراجعنا واندفاعنا، ونحن مستمرّون برسالتنا الإنسانية وفي الحفاظ على مسعفينا وتأمين حاجاتهم وحمايتهم بالاتصالات والتدريبات، خصوصاً على المهارات في القيادة والمفاوضة والتنسيق والاستجابة والتواصل والتوعية وبناء القدرات. ونحظى دائماً بتقدير المجتمع واحترامه وتقديره لنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى