مدارات

مدارات

«عين عرب» أيضاً… سعياً إلى تحقيق الحلم الأردوغاني

فتون عباسي

تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أيام «أن القوات المسلحة التركية تفكر في إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع العراق وسورية» ربما يكشف بعض خيوط ما تحاول تركيا القيام به في الشمال السوري.

في المعلومات أن توحيد الفصائل المقاتلة لتكوين الجبهة الإسلامية في الشمال المدعومة سعودياً أصلاً، جرى برعاية الاستخبارات التركية، وعلى مبدأ «المصلحة بتجمع» قام الاتفاق التركي ـ السعودي على مد تركيا للجبهة الإسلامية بالأسلحة والذخيرة ونقلها إلى الأراضي السورية على حسابها، ليتركز عملها في إدلب والريف الشمالي حتى حلب مقابل ضم الريف الإدلبي الممتد من حلب إلى اللاذقية لتركيا في حال سقوط «النظام السوري» الذي تطمح السعودية إلى التخلص منه بشتى الوسائل.

تركيا التي كان في بنك أهدافها القريبة أيضاً ضرب العاصمة الاقتصادية الأرخص في الشرق الأوسط حلب ، دعمت بثقل الجبهة الإسلامية إذن. سيطرت الجبهة على معبري باب الهوى في إدلب وباب السلامة في حلب، فتح هؤلاء المعبرين لعبور المسلحين إلى الداخل السوري وبات المعبران سوقاً لتصريف البضائع التركية بأسعار مرتفعة.

يبقى الحلم الأردوغاني مستمراً بإعادة الإمبراطورية العثمانية، وربما هنا نستذكر تصريحاً لنائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الذي قال على إحدى شاشات «معارضة الائتلاف»: «إن حصل تقسيم وهذا رأي، فيحق لتركيا ضم الموصل وحلب كما كان الوضع قبل تأسيس الجمهورية التركية».

في هذا الإطار كان واضحاً جداً الدعم التركي للمسلحين في معركة كسب، وفي هذا الإطار أيضاً ركزّت العين التركية على عين عرب، الدور ُينقل من الجبهة الإسلامية لداعش، يستشرس الداعشيون بل ويستتقتلون للسيطرة على مطار الطبقة العسكري في الرقة، يسقط المطار بيدهم، لا تبقى قاعدة إمداد برية للجيش السوري في المناطق الشمالية والشرقية، يهجم داعش إذن على القرى المحيطة بعين العرب، تصيب تركيا عصفورين بذات الحجر، تتخلص من الأكراد الخطرين عليها وتمضي في إطار مخطط ضم حلب والريف الإدلبي، الموصل تأتي لاحقاً.

نكّل داعش بالأكراد صغيرَهم قبل كبيرهم، كان القتل للإبادة الجماعية بأمر من البغدادي نفسه، أُطلق سراح الرهائن الأتراك، رفض أردوغان الكشف عن طريقة إطلاق سراحهم، فتركيا ليست بقالة كما قال. ماذا سيبرر المسكين؟

طبعاً تفتح الحدود التركية للاجئين الكرد الهاربين من إجرام داعش تحت المسمى الإنساني مع «تشليح» كل لاجئ كردي لماله وسيارته وسلاحه إن وجد مقابل الدخول لتركيا، وتعود فتُغلق ومن ثم تفتح وهكذا دواليك.

ويبقى انضمام تركيا إلى التحالف ضد داعش متفاهم عليه سراً مع واشنطن في إطار إبقاء الحرب مشتعلة في سورية والعراق لسنوات طويلة بهدف التقسيم والتفتيت والضم، لكن سورية التي حذرت باكراً من المخطط الإرهابي للتقسيم والتي صمت آذانها دولُ من يدعون أنهم يريدون محاربة داعش عن تحذيراتها عمداً، تبقى واقفة دائماً وأبداً ضد أي مخطط لتقسيم أراضيها. ومن هذا الفهم لماهيات المخططات يضرب الطيران السوري جسر قرقوز الموجود على الفرات الذي يفصل عين عرب عن الريف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى