أهالي عسكريين مخطوفين يقطعون طرق ويدافعون عن «أبو طاقية» مطالب «النصرة» الإفراج عن «أسراها» خلال أحداث عرسال؟

تحوّل تحرك بعض أهالي العسكريين المخطوفين التصعيدي، إلى حملة مبرمجة ضدّ حزب الله إعلامياً وميدانياً، لم يسلم منها التيار الوطني الحر ولا الحكومة التي طالبوها بالاستقالة. فيما ناشدوا الرئيس سعد الحريري التحرك لإعادة المخطوفين، علماً أنّ رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير العدل محسوبون على تيار المستقبل، وهم أول من رفض التفاوض المباشر مع الإرهابيين ومقايضة العسكريين المخطوفين بموقوفين ينتمون إلى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وأخواتهما. كما أنّ معظم السياسيين يرفضون مبدأ المقايضة ومنهم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.

وكان لافتاً دفاع الأهالي عن مصطفى الحجيري «أبو طاقية» الذي كان يطمئن الأهالي أنّ أولادهم ليسوا مخطوفين، بل هم ضيوف عند الإرهابيين وأنهم سيطلقون سراحهم بعد تحقيق مطالبهم، بينما كانت أفعال الخاطفين عكس ذلك مع «ضيوفهم» متوجين كرم «ضيافتهم»، بقتل الضيوف واحداً تلو الآخر، ذبحاً أو رمياً بالرصاص، من دون اعتبار لا للأهالي ولا للدولة ولا حتى لمونة «أبو طاقية» الذي أنشأ مستشفى ميدانياً لمعالجة جرحى «داعش» و«النصرة» الذين يسقطون في سورية.

أما بالنسبة إلى تحرك الأهالي، فبعد أن رفعوا اعتصامهم من وسط بيروت، من دون إيضاح الأسباب، تحوّلوا إلى البقاع ونفّذ نحو 250 شخصاً منهم اعتصاماً عند مفرق فالوغا ـ ضهر البيدر، وأقفلوا الطريق في الاتجاهين بالإطارات المشتعلة والسواتر الترابية، وقالوا: «اليوم، نحن هنا وغداً في مكان آخر، ولن نتراجع قبل تحرير العسكريين مهما كان الثمن والتضحيات».

وتليَ بيان باسم المعتصمين هاجموا فيه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون كما أعلنوا «أنّ نواب حركة أمل وحزب الله لا يمثلوننا بل من يمثلنا هو من يعيد إخواننا ورفاقنا سالمين، ونقول إنّ الشيخ مصطفى الحجيري لا يتحمّل المسؤولية بل نطلب منه ألا يتخلى عنا»!.

وإذ طالبوا «داعش» و«النصرة» بعدم التعرّض للعسكريين، انتقدوا رئيس الحكومة تمام سلام والوزراء والشخصيات التي ترفض المفاوضات والمقايضات، مؤكدين أنهم سيقصدون منزل كلّ مسؤول يرفض المقايضة، وقالوا: «نريد أولادنا بمقايضة أو بغير مقايضة». وطالب الأهالي الحكومة بالاستقالة، مناشدين الرئيس الحريري التحرك لإعادة المخطوفين، معتبرين أنّ هذه الدولة لم تعد دولتهم.

وبعد 5 ساعات على تحويل السير القادم من البقاع في اتجاه بيروت إلى طريق زحلة -ضهور الشوير، ما تسبّب بزحمة قوية، تدخّل وسيط من قبل المدير العام لقوى الأمن الداخلي ابراهيم بصبوص لدى الأهالي كما اتصل وزير الداخلية نهاد المشنوق بالشيخ جودي جابر والد الجندي المخطوف أيمن جابر، وطلب منه فتح طريق ضهر البيدر، وهكذا حصل. وسُمع أهالي العسكريين يقولون للمشنوق: «نريد حلاً حاسماً أو المقايضة! هؤلاء أولادنا ولن نتخلى عنهم».

وأكد الأهالي الإبقاء على تحركاتهم التصعيدية، وإذ أكدوا أنهم يشدّون على يد المشنوق، مطالبين منه الوفاء بوعوده، لوّحوا أنه «إذا لم يتمّ التعاطي بملفنا بطريقة سريعة سنقطع الطرقات في كلّ منطقة ويمكن أن نتحوّل إلى مجرمين للأسف».

وبعد ذلك، عمل الدفاع المدني على إخماد الإطارات المشتعلة، كما أزيلت السواتر الترابية، وعادت حركة السير إلى طبيعتها.

وفي موازاة ذلك، قطع أهالي العسكريين طريق القلمون في الشمال جزئياً ونصبوا خيمة، وبقي المسلك الشرقي والطريق البحرية مفتوحين. وأعلن الأهالي الذين حضروا من القلمون وفنيدق، أنهم يحضّرون لتحرّك ضخم في بيروت، وقالوا: «ليتوقعوا منا كلّ شيء»، مطالبين رئيس الحكومة بكشف معطّلي المفاوضات.

ونصب أهالي الجندي المخطوف ابراهيم مغيط، بدورهم، خيمة على أوتوستراد طرابلس – بيروت.

وفي سياق متصل، أفرجت «جبهة النصرة» في وادي حميد – عرسال عن المخطوف علي سكرية، الذي كان خطف منذ خمسة أيام، أثناء زيارته لعرسال.

وأشارت زوجة العسكري المخطوف علي البزال، رنا، إلى أنها التقت عناصر من «جبهة النصرة»، معلنة أنّ الأخيرة أجلت إعدام البزال أسبوعاً شرط أن تستجيب الحكومة لمطالبها.

وأشارت إلى أنّ الجبهة لم تطالب بانسحاب حزب الله من سورية، ولا الإفراج عن الاسلاميين في سجن رومية، بل طالبت «بتسليم كل الأسرى الذين احتجزهم الجيش اللبناني منذ اليوم الأول لأحداث عرسال».

وأوضحت أنّ الجبهة حمّلتها مطالبها إلى الدولة «وهي ليست مطالب تعجيزية كما أوهمنا رئيس الحكومة تمام سلام».

وبالتزامن، توجهت الجبهة في تغريدة على موقعها في القلمون على «تويتر» إلى الجيش اللبناني وحزب الله بالقول: «سترون ما يسوءكم، فالأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت».

عبوة في قب الياس

من جهة أخرى، فجّر الخبير العسكري في الجيش عبوة اشتبه بها على طريق عام قب الياس بالقرب من الفرن السحري، تبيّن بعد الكشف عليها أنّها خالية من المتفجرات. وأشارت المعلومات إلى أنّ العبوة كانت موجّهة وجاهزة للتفجير لكنّ الجيش وبعدما كشف عليها تأكد من خلوّها من المتفجرات، فعمل على تفكيكها وتفجيرها. وتسبّب هذا التطوّر الأمني بحال من البلبلة والتوتر في المنطقة.

مداهمات وتوقيفات

إلى ذلك، دهمت وحدات من الجيش مخيمات النازحين السوريين في الجديدة، حي الجامع وجبولة، في البقاع الشمالي، وتمّ توقيف عدد من المخالفين.

كما دهمت وحدات من مفرزة استقصاء الشمال مراكز إقامة النازحين السوريين في مختلف بلدات الكورة والبترون، وأقامت حواجز على بعض الطرق، حيث تمكنت من توقيف بعض الأشخاص المخالفين، وحجزت عدداً من الدراجات والآليات غير القانونية.

وفي مجال أمني آخر، أوقفت دورية من مفرزة استقصاء الشمال علي أحمد الحمصي من جبل محسن، المطلوب بمذكرات عدلية عدة في جرائم قتل.

ذخائر أميركية للجيش

وفي إطار ما يسمى مساعدات أميركية للجيش، تسلّم اللواء اللوجستي عبر مطار بيروت الدولي وبحضور عدد من ضباط الجيش ومن مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان، أمس وأول من أمس كمية من الذخائر المختلفة.

وتأتي هذه الدفعة الجديدة ضمن إطار برنامج المساعدات الأميركية المقررة للجيش اللبناني، والالتزامات والاتفاقات الموقعة بين الجانبين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى