زيتوني: انكسار «داعش» وأخواته يعني سقوط المشروع الصهيو ـ أميركي

أقامت مديرية قرنايل التابعة لمنفذية المتن الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي ندوة تحت عنوان: «تحديات تواجه الأمة» حاضر فيها عضو المجلس الأعلى في الحزب د. وليد زيتوني.

وحضر الندوة منفذ عام المتن الأعلى عادل حاطوم وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية قرنايل ربيع الأعور وأعضاء هيئة المديرية، ممثلو أحزاب: التقدمي الاشتراكي، البعث العربي الاشتراكي، منظمة الحزب الشيوعي، الديمقراطي اللبناني، وممثلون لجمعيات وروابط أهلية ومؤسسات تعليمية، وجمع من القوميين والمواطنين.

وبعد أن عرّف الاحتفال ناموس المديرية علي الأعور مرحّباً بالحضور، استهلّ العميد زيتوني الندوة بتوجيه الشكر إلى مديرية قرنايل والحضور، لافتاً إلى أنّ «التحديات التي تواجه بلادنا جمّة، وأخطرها الإرهاب والتطرف الذي يمارسه داعش وأخواته».

ولفت زيتوني إلى أنّ «داعش هو الابن الشرعي لزواج الحركة الوهابية ووكالة المخابرات الأميركية، وهو لم ينتظر طويلاً حتى أعلن الموصل «جنّة»، تنفلت فيها كلّ القيود المطبّقة على الأرض، وفيها المال الوفير، وفيها الفرات يفيض لبناً وعسلاً». وقال: «هناك في غزة جحيم بنار صهيونية، وفي الموصل جنّة بتعاليم وهابية».

مشهد بانورامي

ولفت زيتوني إلى «المشهد البانورامي للمنطقة، حيث بدأ مشروع التقسيم الأميركي بتلوين البقع الطائفية، والمساحات العرقية، وإنْ كانت هذه الألوان لمّا تزل باهتة إلى حدّ ما، لوجود تقاطعات مشتركة ممانعة من جهة، ومقاومة فاعلة تعيد مزج الألوان من جهة ثانية، و«داعش» واحد من تلك الألوان القاتمة المخطط لها أن تسيطر على مساحة واسعة من الخريطة الجغرافية. إنما لـ«داعش» خصوصياته، فهو يحاول في أماكن ولحظات محدّدة أن يتجاوز المرسوم أميركياً وفرض أمر واقع جديد، فهل ينجح»؟

وقال زيتوني: «على ضوء هذه الصورة، وخريطة النوايا المشتركة بين داعش الوهابية والمملكة الوهابية، نستطيع أن نفسّر لماذا تواجد داعش كقوة عسكرية في الشمال السوري، من الريف الحلبي إلى الرقة ودير الزور وصولاً إلى نينوى وديالى وصلاح الدين في العراق». وأوضح أنّ «داعش استفاد من الطموح السعودي والأموال السعودية، واستفاد أيضاً من أخطاء الدولة الحديثة في العراق، ومن حالة الاستقلال الذاتي الكردية، واستفاد من المشروع الأميركي والفوضى «الخلاقة»، واستفاد من المشروع الصهيوني للتفتيت، ومن الأموال الطائلة التي وضعت اليد عليها في الموصل. كما استفاد من الأسلحة الأميركية الحديثة التي خلّفها الجيش العراقي بعد انسحابه من نينوى». ورأى «أن داعش المارد المقنّع الذي خرج فجأة في سورية، والذي خرج بقوة قياسية في العراق، لن يقف عند هذه الحدود فله أجندته الخاصة، واستراتيجيته الخاصة، وسيستفيد من مشروع برنارد لويس التقسيمي. وهو بالتأكيد سيرتدّ على السعودية ويقضي عليها. وإذا ما تمّ هذا برعاية أميركية – صهيونية سيربط واقع داعش السياسي بين البحر الأحمر والخليج والبحر الأبيض المتوسط». واضاف: «أصبح واضحاً، أنّ الضوء الأخضر الأميركي قد أعطي لداعش لتنفيذ مخطط برنارد لويس، مترافقاً مع الترهيب والتخويف الإعلامي المتماهي مع الإرهاب الصهيوني التلمودي للعصابات اليهودية في فلسطين. فداعش الأميركي الأصل والمنشأ، يسير حسب البرنامج المحسوب بدقة، بحيث لم تكن عملية عرسال الأخيرة إلا استطلاعاً بالدم لقياس متانة الجبهة العسكرية والشعبية في لبنان».

واعتبر زيتوني أنّ «داعش الذي ولد من اللاشيء، حسب بعضهم، هو في الحقيقة قديم قِدم «القاعدة»، وقِدم بن لادن والظواهري. فيوم أسدل الستار على «القاعدة» الأفغانية، انتقلت بأمر عمليات سيدها إلى العراق كمحطة أولى، وسورية كمرحلة ثانية». وأضاف: «لم يكن من واجبات هذه «القاعدة» إلا وضع يدها على منابع النفط بدلاً من الاحتلال المباشر للقوات الأميركية المكلف مادياً وبشرياً. وهو ما صرّح به العديد من المسؤولين الأميركيين وآخرهم هيلاري كلينتون في مذكراتها التي صدرت حديثاً».

وعلى رغم ذلك، اعتبر زيتوني «أنّ داعش بوضعه الحالي لا يلبّي كامل متطلبات المشروع الأميركي إذا لم يستحصل على ميناء بحري، يؤمن له، وبالتالي للإدارة الأميركية، نقل النفط في شكل آمن وبأرخص التكاليف. وهذا ما استدعى من داعش ومن ورائه المشّغل الأميركي، تحضير الأرض والعدة والعتاد، وإيجاد الصيغ المتاحة لتأمين المطلوب».

ولاحظ زيتوني أنّ «أمام داعش الآن خيارين لا ثالث لهما لتحقيق هذه الغاية. إما الدخول عبر الحدود اللبنانية للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وهو الخيار المفضّل أيضاً لدى الطرف الأميركي، وإمّا خلط الأوراق في الأردن تمهيداً للوصول إلى البحر الأحمر. وعلى رغم العوائق والتعقيدات التي تعترض تنفيذ هكذا مخطط في أيّ من الخيارين، إلا أنه يبدو قد أعطي الخيار اللبناني أولوية في التنفيذ، وهو ما حاول داعش القيام به بدءاً من عرسال، ولكن كانت حساباته خاطئة على المستوى التكتيكي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى