ابن راشيّا منصور اللّحام… صلابة الإيمان وصدق النضال

لبيب ناصيف

من الرفقاء في راشيا الوادي، الذين ساهموا في تأسيس العمل القومي الاجتماعي وإنمائه في المدينة ومنطقتها، كثل الأمينين فارس معلولي 1 وهايل دهام 2 ، والرفقاء يوسف جبران 3 ، كريم ونظمي عزقول 4 ، سامي دهام 5 ، دهام دهام 6 ، الرفيق شكيب بدور 7 ، وغيرهم ممن يصح أن يكتب عنهم عندما يدوّن تاريخ الحزب في منطقة راشيا، نذكر بكثير من الوفاء والتقدير الرفيق المناضل منصور اللحام الذي ما زال الرفقاء والمواطنون المتقدمون في العمر، يذكرون إيمانه الصلب وصدق نضاله.

لم يكن الرفيق منصور اللحام طبيباً، مثل الرفيق يوسف جبران، أو محامياً مثل الرفيق نظمي عزقول إنما كان لحاماً يملك محلاً في سوق راشيا. في هذا دليل على أن حزبنا ينهض بنضال أعضائه وصدق انتمائهم ورفعة مناقبهم، لا فرق في ذلك بين من هو غنيّ أو فقير، متعلم أو أمي، فلمعيار لدينا من هو قومي اجتماعي بالتجسيد العملي.

انتمى الرفيق منصور حنا اللحام في راشيا عام 1936، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن نضاله الحزبي، حتى وافته المنية سنة 1977، فشيّع في راشيا بمأتم حزبي وشعبي حاشد عبّر فيه رفقاؤه وأهالي راشيا والمنطقة عن تقديرهم له ووفائهم لما كان عليه من مناقب وحضور لافت.

اعتقل الرفيق منصور أكثر من مرة في الثلاثينات والأربعينات، وعرف، مثل العشرات من رفقائه، معتقل «المية ومية» عندما كانت السلطات الفرنسية المنتدبة تعتقل القوميين الاجتماعيين وغيرهم من مناهضي فرنسا وتزّج بهم المعتقل المجاور لمدينة صيدا.

اعتقل أيضاً في دمشق عام 1949، وفي لبنان بعد فشل الثورة الانقلابية.

عيّن منفذاً عاماً لراشيا والبقاع الغربي، وكان عدد الرفقاء في المنطقتين، على ما يفيد شقيقه المواطن الصديق جريس، يربو على 600 رفيق، ويضيف:

لم يرزق الرفيق منصور بأولاد، لكنه أورث الاحترام والتقدير والمناقبية القومية الاجتماعية في نفوس كل الذين عرفوه. من رفقائه الذين يتذكرهم والذين كانوا يترددون على منزلهم: محمد بعلبكي، نواف حردان، عجاج المهتار، مأمون إياس، عبد الله قبرصي، جورج عبد المسيح».

انتخب الرفيق منصور عضواً في بلدية راشيا سنة 1956 وكانت برئاسة السيد يوسف سلمان داوود، وتميّز في تلك الفترة بعمله المتفاني في الحقل العام. من الحوادث التي يتذكرها شقيقه جريس، في إحدى المرات وبينما كان يعقد اجتماع في بيت الرفيق منصور يحضره الأمين أحمد حمود 8 ، والرفيق المحامي نظمي عزقول والأمين عجاج المهتار، حاول الدرك مداهمة المنزل والقبض عليهم، لكن الرفيق منصور أرغمهم على الانتظار ريثما ينتهي الاجتماع، فاعتقلوهم جميعاً، وأطلق سراحهم في اليوم التالي.

سنة 1977 توفى الرفيق منصور اللحام وشيّع في مأتم حزبي حاشد ألقى فيه رئيس الحزب آنذاك الأمين إنعام رعد كلمة معبّرة.

في سياق الحديث يذكر المواطن جريس في حديثه عن شقيقه الرفيق منصور، كرمه، خاصة مع رفقائه في السجن إذ كان يتقاسم معهم ما تتعب والدته في إرساله من مأكولات شتى.

من الرفقاء الذين تابعهم حزبياً وانتموا الى صفوف الحزب: الياس الصلحاني وعبدو شكرية وهايل دهام. يوضح أن شقيقه كان له تأثير في عائلته، لإخلاصه وتضحياته الكثيرة في سبيل الحزب.

اللافت أن شقيقه، المواطن جريس، كان يتوجه إليه دائماً، بالرفيق منصور، عندما يتحدث عنه.

هذا دون ان نغفل ما سطرّته راشيا الوادي في تاريخ الحزب، ومن نشط من ابنائها على مدى تاريخ الصراع القومي الاجتماعي.

يفيد الأمين مصطفى عز الدين في لقاء معه أن الرفيق منصور اللحام كان مشكوراً جداً في بلدته لحسن معاملته. وكان يتميز باندفاعه للحزب. كان بالنسبة إلى الدولة والأهالي ركناً حزبياً قيادياً في راشيا.

نشرت مجلة الرابطة في عددها الصادر في أيلول 1974 الخبر الآتي:

أقام بعض من أصدقاء ورفقاء السيد منصور اللحام حفلة عشاء تكريمية له في مطعم السيازا CEASA في سان باولو لمناسبة سفره الى الوطن. تكلم أثناء الحفلة السيد حنا الحجار 9 ورئيس تحرير «الرابطة» 10 فأشاد كلاهما بصفات المحتفي به وأخلاقه ونضاله الوطني، وتمنيا له عودة موفقة الى الوطن لمتابعة العمل والنضال في صفوف الشباب الواعي لمصلحة الأمة.

عندما نتحدث عن الحضور القومي الاجتماعي في مدينة راشيا الوادي لا بد من أن نذكر أحد أبنائها حضرة نائب رئيس الحزب الأمين توفيق مهنا، الذي ساهم في نمو العمل الحزبي فيها قبل أن ينتقل الى تولي مسؤوليات حزبية مركزية، عضواً في المجلس الأعلى، عميداً، وصولاً الى مسؤولية نائب رئيس الحزب رئيساً لمجلس العمد.

هذا من دون أن نغفل أسماء العشرات من الشهداء والرفقاء المناضلين الذين نشطوا على مدى تاريخ الصراع القومي الاجتماعي .

بطاقة شخصية:

اسم الأب: حنا

الأم: ملكة نمر

ولد عام 1916 في بلدة راشيا الوادي، اقترن من السيدة شكيبة سابا عازار، إنما لم يرزق منها بأولاد.

توفى عام 1977 وشيع في مأتم حزبي وشعبي حاشد.

هوامش:

1 – تولى مسؤوليات مركزية عديدة. تعرض للاعتقال أكثر من مرة. غادر الى أكرا وفيها أسس أعمال ناجحة في كتابه «على دروب النهضة» تحدث الأمين نواف حردان في أكثر من مكان عن الجولات التي كان يقوم بها، سيراً على الأقدام، مع الأمينين فارس معلولي وعجاج المهتار الى قرى وبلدات في منطقتي مرجعيون وحاصبيا.

2 – من بلدة بكيفا تولى مسؤوليات حزبية عديدة منها عمدة المالية.

3 – طبيب، عرف بحنوّه على المعوزين ويشهد بذلك كل المرضى الذين يترددون الى عيادته. تولى مسؤولية منفذ عام راشيا، مستمر على إيمانه بالقضية القومية الاجتماعية.

4 – الدكتور كميل عزقول تولى مسؤولية عميد الإذاعة في اواسط أربعينات القرن الماضي. شقيقه المحامي نظمي عزقول تولى في الحزب مسؤوليات عديدة، وبقي ملتزما بالحزب حتى آخر يوم في حياته. عمّمنا نبذة عنه بتاريخ 2/8/2013، للاطلاع، الدخول الى شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

5 – من بلدة بكيفا. تولى مسؤولية منفذ عام راشيا في أربعينات القرن الماضي. بقي ملتزماً وناشطاً، حتى آخر حياته.

6 – من بلدة بكيفا. تولى لفترة طويلة مسؤولية الفرع الحزبي في جزيرة مرغريتا فنزويلا وكان مسؤولاً واعياً ومتفانياً.

7 – من بلدة بكيفا. شاعر وصاحب نشيد «عالوادي» عممنا نبذة عنه بتاريخ 22 آب 2014.

8 – من قرية مجدل بلهيص سقط شهيداً عام 1958 مع رفيقيه صقر عبد الحق ورفيق سيف الدين.

9 – تولى لفترة مسؤولية منفذ عام البرازيل، من بلدة بدادا صافيتا اقترن بالرفيقة كلود فهد حجار ورزق منها سومر وبابل.

10 – هو الأمين نواف حردان الذي كان أصدر مجلة «الرابطة» في سان باولو، وبعدما «توقفت أصدر أسبوعية «الأنباء» باللغتين العربية والبرتغالية.

رئيس لجنة تاريخ الحزب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى