سينما العالم تتألّق في مهرجان سان سباستيان الإسبانيّ

كتب أمير العمري من سان سيباستيان في اسبانيا العرب أونلاين : افتتحت الدورة الـ62 من مهرجان سان سباستيان وتستمرّ إلى 27 من الجاري بمشاركة عدد كبير من النجوم من أنحاء العالم مثل أنطونيو دو لا تور وألبرتو رودريغيز وسيدريك خان وسوزان بير ووليم دافو وجيسيكا شاستين وبينيثيو دِلْ تورو.

منذ عام 1986 بدأ المهرجان في منح جائزة «الإسهام الفني مدى الحياة» لشخصية من تلك التي تركت بصمة واضحة على السينما في العالم، ومنحت الجائزة عامذاك للممثل الأميركي غريغوري بيك، وفي العام التالي حصل عليها غلن فورد، ثم فيتوريو جاسمان، ثم بيتي ديفيز وأنطوني هوبكنز ولورين باكول وروبرت ميتشوم وآل باتشينو وكاترين دونوف وسواهم. وهذا العام يمنح المهرجان هذه الجائزة الشرفية لشخصيتين هما النجم الأميركي دانزيل واشنطن والنجم الأميركي من أصل بورتوريكي بينيثيو دِلْ تورو.

افتتح المهرجان بالفيلم الأميركي «المتعادل» للمخرج أنطوان فوكوا ويؤدي بطولته دانزيل واشنطن، ويعرض خارج المسابقة. ويشارك في المسابقة الرسمية عشرون فيلما تعرض للمرة الأولى عالمياً من 16 دولة هي فرنسا والأرجنتين وبريطانيا وبلجيكا وإسبانيا وبلغاريا والنمسا والولايات المتحدة والهند والدنمارك والسويد وكندا وكوريا الجنوبية والهند والتشيلي، بما في ذلك البلدان التي تدخـل في الإنتاج المشترك. ولأسبانيا، الدولة المضيفة وحدها، خمسة أفلام في المسابقة، بينها فيلم «المستنقعات» للمخرج ألبرتو رودريغيز، الذي يعود فيه إلى أجواء «الفيلم نوار»، أي فيلم الأجواء الغامضة البوليسية والترقب والتشويق والقلق، ويروي كيف تعاقب السلطات رجلي شرطة على طرفي نقيض في معتقداتهما، بإرسالهما إلى منطقة نائية للتحرّي في حادثة اختفاء صبيين. ويشهد المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم «النمور» للمخرج البوسني المعروف دانيس تانوفيتش داخل المسابقة الرسمية ، من بطولة الممثل الهندي عمران هاشمي، بالاشتراك مع الممثل المصري خالد عبدالله. وفيلم «قلب صامت» للمخرج الدنماركي القديل بيل أوجست والفيلم الإسباني «لازا وزابالا» للمخرج بابلو مالو، والفيلم الفرنسي «حياة برية» للمخرج سيدريك خان، كما يعرض أحدث أفلام المخرج الفرنسي فرنسوا أوزون «الصديقة الجديدة». ومن الدنمارك تشارك المخرجة المعروفة سوزان بير بفيلمها الجديد «فرصة ثانية»، الذي يتناول الاختيارات الإنسانية الصعبة في مواجهة الأزمة، ويشارك الفيلم الأسباني «أوتوماتا» وهو من أفلام الخيال المستقبلي في المسابقة الرسمية ويقوم بدور البطولة فيه أنطونيو بانديراس.

إلى جانب المسابقة الرسمية قسم «الجواهر» الذي يعرض عشرين فيلماً من أبرز ما عرض في مهرجانات العالم ونال جوائز أو استحساناً نقدياً. وتقدم الممثلة الأميركية جيسيكا شاستين فيلمها «اختفاء إليانور ريغبي»، كما يحضر المخرج الإسباني المشهور بيدرو ألمودوفار لتقديم فيلم من إنتاجه وعنوانه «قصص برية» للمخرج الشاب داميان زيفرون، وكان عرض هذا الفيلم في مسابقة مهرجان كان الأخير ولقي إعجاباً كبيراً من الجمهور والنقاد، وهو من نوع الكوميديا الخيالية.

النجم الأميركي وليم دافو سيكون حاضراً في هذا القسم أيضاً لتقديم فيلم «بازوليني» الذي يؤدي فيه دور المخرج الإيطالي الكبير الذي قتل بطريقة وحشية عام 1975، من إخراج أبيل فيرارا. وتقدم المخرجة اليابانية نعومي كواسي فيلمها «مياه ثابتة»، والفرنسي ماتيو أمالريك فيلم «الغرفة الزرقاء»، والمخرجة سيلين سكياما فيلم «فرقة البنات». ويختتم قسم «الجواهر» بعرض فيلم «إسكوبار… الجنة المفقودة»، وهو العرض العالمي الأول لفيلم المخرج أندريا دي ستيفانو من بطولة بينيثيو دِلْ تورو الذي يحظى بتكريم خاص في المهرجان ، ويروي الفيلم كيف يذهب شاب من هواة الانزلاق على الماء إلى كولومبيا لزيارة شقيقه فيلتقي فتاة جميلة ويقع في حبها ثم يقابل عمها ويقع الكثير من الحوادث الغريبة… ويؤدي فيه دِلْ تورو دور زعيم أكبر عصابات تهريب الكوكايين في العالم «بابلو إسكوبار».

يتيح المهرجان الفرصة أمام الموزعين الإيطاليين للتعاقد على شراء حقوق توزيع الأفلام التي تعرض في قسم «الجواهر» وتوزيعها في أسبانيا. وثمة جائزتان يمنحهما الجمهور لأفضل فيلم في هذا القسم وأفضل فيلم أوروبي، تبلغ قيمة الجائزة الأولى 50 ألف يورو، والثانية 20 ألف يورو وتمنح للموزع الإسباني الذي يشتري حقوق عرض الفيلم.

أما قسم «آفاق» فهو مخصص للأفلام الأولى والثانية للمخرجين الجدد، ويعرض هذا العام 13 فيلماً من سويسرا وكندا وكوريا الجنوبية والمجر وفرنسا وألمانيا والتشيلي وروسيا وإسبانيا والأرجنتين وأوروغواي وكولومبيا واليونان ولاتفيا ورومانيا وبلغاريا. ويمنح أفضل فيلم في هذا القسم جائزة قيمتها 50 ألف يورو.

من أبرز أقسام المهرجان قسم «الفضاء المفتوح» الذي يُعرض فيه عرض 19 فيلماً، أبرزها الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي القدير جياني أميليو «سعيد بأن أكون مختلفاً»، وفيلم «شلاط تونس» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية. كما يعرض الفيلم الياباني «رجُلي» لكازيوشي كوماكيري ويصوّر علاقة حب تنشأ بين رجل يتبنى فتاة من ضحايا التسونامي. ويعرض ضمن هذا القسم أيضاً عدد من الأفلام الوثائقية الطويلة، كما يعرض الفيلم الصادم للمخرج النمساوي أولريش سيدل «في الطابق الأسفل أو تحت الأرض» الذي أثار عرضه ضجة كبرى في مهرجان البندقية الأخير.

يحظى قسم «آفاق لاتينية» عادة باهتمام جمهور كبير، وهو من الأقسام المميزة لمهرجان سان سباستيان، وسيعرض 14 فيلماً من بلدان أميركا اللاتينية. ويحضر الممثل فيغو مورتنسن عرض فيلمه «جاوجا» لمخرجه الأرجنتيني ليساندرو ألونسو. كما يشهد هذا القسم العرض الأول للفيلم البرازيلي «ريح آب» الذي يصور المغامرة القاتلة لحبيبين شابين في عرض البحر، والفيلم الأرجنتيني «السلاطة» الذي يصور تجربة عدد من المهاجرين الآسيويين إلى الأرجنتين.

يعرض في قسم «أفلام الطعام» أي تلك التي تدور حول الأكل، 11 فيلماً، وهي عادة أفلام فنية روائية وغير تجارية. ومعروف أن مدينة سان سباستيان وإقليم الباسك عامة، يتميزان بما يقدمانه من أنواع الطعام الشهي التي تعدّ الأفضل في العالم. ومن أبرز أفلام الطعام المنتظرة في هذا القسم الفيلم الجديد للمخرج السويدي لاس هالستروم «رحلة المئة قدم»، كما يعرض المخرج واين وانغ من هونغ كونغ فيلمه «روح الوليمة». ويعرض ضمن هذا القسم أيضاً فيلم من إيران عنوانه «حضور» للمخرج حسين راستي.

في قسم «صنع في أسبانيا» يعرض 11 فيلماً جديداً من الدولة المضيفة، كما تعرض 6 أفلام في القسم المخصص للأفلام التي تنتج في إقليم الباسك الذي يقام فيه هذا المهرجان الكبير منذ 62 عاماً. وثمة قسم مخصص لعرض أفلام الأطفال، وقسم للأفلام القصيرة.

يختتم المهرجان بعرض فيلم «سامبا» من فرنسا الذي شارك في إخراجه إريك توليدانو وأوليفييه نقاش مخرجا الفيلم المشهور Intouchables ، ويدور الفيلم الجديد حول شخصية مهاجر من السنغال وصل إلى فرنسا حديثاً ويحتاج إلى الحصول على تصريح بالعمل فتتطوع فتاة تدعى أليس لمساعدته، وتتطور العلاقة بينهما.

أفلام مهرجان سان سباستيان كثيرة ومتنوعة، تجذب عادة جمهوراً كبيراً يصل إلى أكثر من 200 ألف مشاهد في المدينة التي تمتلئ عن آخرها بالزوار والسياح في هذه الفترة من العام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى