لنقاوم بالكلمة

ثمّة قنوات تلفزيونية تعتبر شهداء المقاومة «قتلى»، وأخرى تتنبّه إلى الخطأ في اللحظة الأخيرة، لكن بعد فوات الأوان. ما هو الفرق الحقيقي بين الشهيد والقتيل؟ لا يحتاج منّا الأمر إلى دراسة منطقية أو تفسير علميّ، بل إلى قليل من الإدراك والوعي، والكثير الكثير من الوطنية.

القتيل هو من يعتدي على أملاك غيره ويحاول اغتصاب الأرض والشعب ويُقتَل، أما الشهيد، فهو من مات دفاعاً عن الأرض والعرض والوطن. وهنا نلفت الانتباه إلى شهداء المقاومة الذين يستشهدون يومياً في سورية والعراق ولبنان للدفاع عن أرضنا وعرضنا، وكذا هم شهداء الجيش اللبناني الذين يقضون دفاعاً عن أرضنا في وجه عدوّ مجرم إرهابيّ متسلّط لا يعرف ديناً ولا كرامة ولا معنى للحرية.

في هذا التعليق، نتعرّف إلى وسيلة جديدة للمقاومة، فمن كان منّا بلا سلاح فليقاوم بالكلمة في وجه السياسيين والمسؤولين المتواطئين على جيشنا وعلى أرضنا.

Post

كلمات للممثل ميلاد رزق، ولا بدّ لهذه الكلمات أن تكون كلماتنا جميعاً ضدّ القابعين في قصورهم العاجية. فلنواجه ونقاوم، فلا أجمل من المقاومة بالكلمة الواحدة في وجه الظلم والعدوان.

شباب وفرصة!

فتاة جامعية اضطرّت لأن تلعب دور اللبوءة في القفص. وشاب جامعيّ أيضاً اضطرّه فقر الحال وغياب فرص العمل لأن يكون الأسد في القفص. شاب وفتاة كغيرهما من الشبّان والفتيات الذين تخرّجوا في الجامعة، يعيشون حلم العمل بعد التخرّج وجني المال وتحقيق حياة كريمة، لكنّ صدمة الواقع بعد التخرّج جعلت من الاثنين أسيرَيْ القفص الذي رسمت حدوده معالم الوطن الخالي من الفرص. إنها حكاية كلّ شاب يحاول البحث عن فرصة في وطنٍ سيطر عليه حيتان المال ونسيوا أن على هذه الأرض من يستحق أن يحيا بطريقة أفضل.

البعض سخروا من هذه القصة واعتبروها نكتة. لكن ليت القارئ يحاول الذهاب إلى أبعد من ذلك. إلى ما خلف القصّة وما وراء الكلمات.

الشعب اللبناني محلّل

على سبيل ما يقال إنّ اللبناني يعرف كلّ شيء، صار اللبنانيون جميعاً صحافيين ومراسلين، لا بل محلّلين سياسيين، فإن عصى عليك تحليل أيّ حدث من الأحداث، ما عليك إلّا أن تقف في الشارع لثوانٍ معدودة، وبالتالي ستعرف كل ما يحصل حولك. للأسف صارت انشغالات المواطنين واهتماماتهم منصبّة على السياسة.

هذا التعليق الذي كتبته الناشطة ليس أكثر من نكتة تداولها معظم الناشطين على «فايسبوك»، لكنّه ضمنياً يحمل واقعاً ملموساً. والمشكلة الأساس ليست من عامة الشعب، بل تكمن في الإعلام بحدّ ذاته وكثرة الإعلاميين.

كما يقول المثل «بس يكتروا الطبّاخين بتحترق الطبخة»، ومن الطبيعي أنه عندما نرى عدداً من المحلّلين السياسيين الطارئين، ليس غريباً أن يصبح العامة «ضليعين» في التحليل. كما أنّ تناقل الأخبار عبر وسائل التواصل لا سيما «واتس آب»، والتي في غالبيتها عارية من الصحّة، ساهم في نشر «الروح التحليلية» لدى الجميع. لذا، لا عتب على المواطن.

Post

في بلد صار فيه التبصير الحلّ والخلاص، لا عتب على الشعب المحلّل. المشكلة تبدأ من انحطاط بعض الوسائل الإعلامية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى